أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة، أن سوريا تواجه واحدة من أثقل الكوارث التي اضطر أي شعب أو دولة إلى مواجهتها في العصر الحديث.
وقال بيدرسن إن "إرث سوء الحكم، والصراع، والفقر الذي تحاول سوريا الخروج منه يعني أن الوضع لا يزال بطبيعته هشًا للغاية."
الحكومة الجديدة وتحديات الشمولية
وفي معرض حديثه عن الحكومة السورية الجديدة، قال بيدرسن إن التشكيلة الوزارية "الموسعة والمتنوعة أكثر تمثل تحسنًا عما كان عليه الحال سابقًا، لكنها لا تزال بعيدة عن تمثيل إطار شامل بالكامل لعملية الانتقال السياسي".
وأضاف: "هذا يجعل العديد من السوريين غير متأكدين من موقعهم في سوريا الجديدة الناشئة."
وكشف بيدرسن عن لقاءاته مع أفراد من الطائفة العلوية في سوريا، حيث أعربوا عن "قلقهم العميق وقدموا شهادات مروعة عن العنف". كما ناقش هذا الموضوع "بتفصيل كبير" خلال محادثاته مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
وأوضح أن "مشاعر الغبن ما زالت قائمة على الجانبين؛ هناك شعور عميق بالاستبعاد من العملية السياسية والقطاع العام من جانب، ولكن أيضًا مظالم عميقة تجاه الأشخاص المرتبطين بالنظام السابق من جانب آخر."
وشدد المبعوث الأممي على أن السلطة الانتقالية "بحاجة إلى ضمان أن تكون جميع شرائح المجتمع السوري ليس فقط محمية، ولكن أيضًا تشعر بأنها ستكون جزءًا كاملًا من الحياة السياسية وهيكل الدولة، بما في ذلك في مجال الأمن".
الأوضاع الإنسانية وتحديات التعافي
من جانبها، قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، للمجلس إن حوالي ثلاثة أرباع السكان في سوريا بحاجة إلى المساعدة، وأن سبعة ملايين منهم نازحون.
وحذرت من أن "غياب الاستثمار في التعافي والتنمية في سوريا سيجعل الحاجات الإنسانية الهائلة تتجاوز قدرتنا على الاستجابة لها." وأشارت إلى أن "ملايين اللاجئين والنازحين داخليًا الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم سيظلوا مترددون بسبب غياب الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية."
وذكرت مسويا بأن 960 شاحنة قدمت المساعدات عبر عملية العبور الحدودي من تركيا منذ بداية العام، وهو عدد يفوق ما تم تسجيله خلال عام 2024 بأكمله.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، الذي كان حاضرًا أثناء رفع العلم السوري الجديد ذي النجوم الثلاث في مقر الأمم المتحدة، إن "هذا اليوم جاء بعد تضحيات جسيمة. بعد مسيرة من الدموع والدم. مئات الآلاف قتلوا واختفوا دون أثر في سجون نظام الأسد. هذا اليوم لهم كما هو لنا. لن ننساهم. وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيق السلام والعدالة لهم".