اتحادات الشحن تدق ناقوس الخطر بعد غرق سفينة أخرى في البحر الأحمر

منذ 5 أشهر 82

(CNN)-- حثت اتحادات الشحن الحكومات "ذات النفوذ" على وقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر بعد غرق سفينة شحن ثانية هذا الأسبوع.

وقُتل 3 بحارة على الأقل في الهجمات حتى الآن،  ومن المرجح أن يكون الحادث الأخير قد أدى إلى وفاة أخرى، وفقا لبيان صدر، الأربعاء، عن أكثر من 12 اتحاد شحن، بما في ذلك الغرفة الدولية للشحن ومجلس الشحن العالمي.

وتسلط دعوتهم للعمل الضوء على الخسائر البشرية المتزايدة الناجمة عن تعطيل أحد الشرايين التجارية في العالم والذي تم إغلاقه فعليًا أمام سفن الحاويات منذ أواخر العام الماضي.

وأدى تحويل مسار السفن الأطول حول الطرف الجنوبي لإفريقيا إلى ارتفاع تكاليف الشحن وتسبب في ازدحام في الموانئ في آسيا وأوروبا، مما يهدد سلاسل التوريد العالمية.

وقالت اتحادات الشحن، في بيانها: "من المؤسف أن يتعرض البحارة الأبرياء للهجوم أثناء قيامهم بوظائفهم، وهي وظائف حيوية تحافظ على دفء العالم وإطعامه وملابسه".

وأضافت: "هذا وضع غير مقبول، وهذه الهجمات يجب أن تتوقف الآن وندعو الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى حماية بحارتنا الأبرياء والتهدئة السريعة للوضع في البحر الأحمر".

وصدر البيان في نفس اليوم الذي أكدت فيه هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، وهي جزء من البحرية الملكية، غرق ناقلة فحم مملوكة لليونان بعد أن ضربها الحوثيون الأسبوع الماضي.

ووفقا لاتحادات الشحن، يبدو من المؤكد أن أحد البحارة على متن السفينة، ، قد قُتل، وقالوا في بيانهم: "هذا هو الهجوم المميت الثاني الذي يقع فيه بحارتنا في مرمى الصراعات الجيوسياسية".

وتلك هي السفينة الثانية التي يغرقها الحوثيون في اليمن، حيث غرقت السفينة روبيمار المسجلة في بريطانيا في مارس/آذار بعد أن أصيبت بصواريخ باليستية أطلقت من اليمن.

وبدأ الحوثيون المتحالفون مع إيران في شن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السفن في البحر الأحمر في نوفمبر/ نشرين الثاني، فيما يقولون إنه انتقام من الحرب الإسرائيلية في غزة.

 ومنذ ذلك الحين، استولوا أيضًا على سفينة واحدة وطاقمها، الذين ما زالوا محتجزين كرهائن.

تكاليف الشحن تستمر في الارتفاع

وبعيدا عن الخسائر في الأرواح، تسببت هجمات الحوثيين أيضا في تعطيل شديد لعبور البحر الأحمر، الذي يتصل بقناة السويس، وهو طريق حيوي يمثل 10% إلى 15% من التجارة العالمية.

وترسل شركات شحن الحاويات الكبرى، بما في ذلك ميرسك وهاباغ لويد، سفنها على طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لإفريقيا.

وارتفعت أسعار الشحن نتيجة لذلك، وحتى الخميس، بلغت التكلفة لشحن حاوية بطول 40 قدمًا على ثمانية طرق رئيسية بين الشرق والغرب 5117 دولارًا، بزيادة 233٪ عن العام الماضي، وفقًا لشركة استشارات الشحن Drewry ومقرها لندن.

وقامت شركات النقل أيضًا بفرض رسوم إضافية طارئة لمراعاة الاضطراب، وفي الشهر الماضي، قامت شركة ميرسك بزيادة بعض هذه الرسوم الإضافية مؤقتا.

وقالت الشركة الدنماركية في بيان في ذلك الوقت: "لقد اشتدت تعقيدات الوضع في البحر الأحمر وتأثيراته على سلاسل التوريد العالمية في الأشهر الأخيرة، وما زلنا نواجه تحديات وتكاليف إضافية"، مشيرة إلى "الاختناقات التشغيلية".

ووفقا لشركة الخدمات اللوجستية فريتوس، فإن عمليات التحويل الجبرية تسبب ازدحامًا في الموانئ في سنغافورة وماليزيا وشانغهاي في الصين وبرشلونة في إسبانيا، مما يؤدي إلى تأخير وإلغاء رحلات الإبحار حيث تتخلف السفن عن رحلات المغادرة المقررة.

وقد تؤدي الزيادة الأخيرة في التأخير وتكاليف الشحن أيضًا إلى الضغط على الشركات لنقل البضائع الموسمية الآن قبل أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر أو لتجنب التأخير في وقت لاحق من العام، مما قد يعني نقصًا خلال ذروة موسم التسوق، وفقا لرئيس الأبحاث في الشركة يهودا ليفين.

وأضاف: "هجمات الحوثيين تستمر في جعل البحر الأحمر غير آمن، وتشير الزيادات في نشاط الرحلات المستأجرة وأسعارها إلى أن شركات النقل تتوقع أن يظل الازدحام عاملاً لبعض الوقت".