بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 20/12/2022 - 18:31
يتقاسم إيلون ماسك ودونالد ترامب صفة "الغرور" حيث يرغب كلاهما أن يكون مركز الاهتمام ومنصة لعرض سلوك عنجهي وغريب الأطوار، فقد استخدم كل من الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" والرئيس الأمريكي السابق منصة "تويتر" كسيف ودرع لإيقاظ مشاعر عشرات الملايين من المتابعين وصد المناوئين.
قام ترامب بـ "تسليح" تويتر قبل حظره من المنصة بعيد هجوم الـ 6 يناير-كانون الثاني للعام 2021 على مبنى الكابيتول. وكان ماسك كثير التردد على تويتر وكثيرا ما سخر من منظمي سوق الأسهم، ليقرر في الأخير شراء المنصة.
وهما يواجهان الآن تسوية حسابات هذا الأسبوع، والأمر مدفوع على الأقل جزئيًا باستخدامهما لمنصة تويتر لتعزيز أجنداتهما و"تغذية" هويتيهما "المتضخمة".
يواجه ترامب توصية بالإجماع من إحدى لجان الكونغرس إلى وزارة العدل يوم الإثنين بمقاضاته جنائياً لدوره في الهجوم على مبنى الكابيتول من قبل مؤيدين له تحركوا في ذلك اليوم من خلال تصريحاته العامة، داخل وخارج وسائل التواصل الاجتماعي.
الجدل
قد يأتي بعد ذلك مباشرة الإفراج عن الإقرارات الضريبية لترامب، التي أصبحت الآن في أيدي لجنة أخرى في مجلس النواب، والتي قضى سنوات في النضال من أجل الحفاظ على خصوصيتها.
بعد طرد ما يقرب من نصف القوى العاملة على تويتر وزرع الفوضى على خلفية "سياسات متهورة ومتغيرة باستمرار"، سأل ماسك المستخدمين بشكل أساسي عما إذا كان يجب عليه طرد نفسه. في استطلاع غير علمي أجراه، قال غالبية المشاركين البالغ عددهم 17.5 مليون شخص إنّ عليه التنحي عن منصب رئيس تويتر ... ولا أحد يعلم إن كان سيحترم النتيجة كما وعد.
قال إريك دزينهال، مستشار الشركات التي تعاني من الأزمات: "أهم شيء يشترك فيه ترامب وماسك هو قلة الخبرة مع الفشل الحقيقي أي الفشل مع العواقب". وأضاف: "على الرغم من فشل ترامب عدة مرات، إلا أنه كان دائمًا محميًا بأموال العائلة والحظ المذهل". في حين أن ماسك عبقري، فقد كان من حسن حظه أنه بنى العديد من الشركات على التمويل الحكومي.
الإنتقائية في العمل
وبعد فترة وجيزة من شرائه للمنصة، دعا ماسك الرئيس السابق مرة أخرى للعودة إلى تويتر، ولكن حتى الآن يتمسك ترامب بمنصته "تروث سوشيال" وهي منصة وسائط اجتماعية أنشأتها مجموعة "ترامب ميديا أند تكنولوجي" تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
كانت دعوة ماسك عبارة عن ممارسة انتقائية للحق في حرية التعبير حيث قام أيضًا بتعليق مجموعة متنوعة من الصحفيين الرئيسيين من "تويتر"، كما حظر الروابط إلى مواقع التواصل الاجتماعي "المحظورة" مثل فيسبوك، قبل التراجع إلى حد ما على الجبهتين.
ترامب وماسك يعملان انطلاقا من شعور أن الأمور تبدأ وتنتهي من قبل الرئيس التنفيذي. لكن ماسك قام أيضًا ببناء شركات قابلة للحياة وثروة حقيقية، وعلى عكس ذلك نشط ترامب في العلامات التجارية الذاتية، والصفقات العقارية المشحونة والشركات المشبوهة فيما يتعلق بشرائح اللحم والفودكا أو حتى مستثمره العقاري "الجامعة".
ماسك يملك 120 مليون متابع على تويتر، وكان لدى ترامب، الجمهوري، 88 مليونًا عندما مُنع من المنصة بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في يناير-كانون الثاني. ويرى البعض أن الموقع قام بتضخيم أصواتهم إلى حد كبير، بطريقة أفادت أعمال ماسك ومهنة ترامب السياسية على مر السنين، وإن كان الأمر على حساب سمعتهم.
وفي العام 2017 غرّد ماسك على موقع تويتر بقوله: "مشهد جحيم بغيض"، وقد كان الأمر بمثابة صافرة إنذار بالنسبة إليه. كما كتب في تغريدة في 2018: "الإعجابات نادرة على تويتر، والنقد قاسٍ".
"إنه لشيء رائع"
على تلك المنصة، ظهر ماسك بشكل أقل كمهندس، وهو صاحب الرؤية الذي استثمر في السيارات الكهربائية وبناء صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام واهتم بشدة بتغير المناخ ، أصبح البعض يرى فيه الشخص المنغمس في نظريات المؤامرة اليمينية و"كراهية" النساء.
قبل شهر، قام ماسك بمضايقة ترامب بسبب صراعه بعد أن وافق "تويتر" على السماح له بالعودة، ونشر صورة لامرأة عارية مع شعار "تويتر" الذي يغطي أعضاءها التناسلية ... قال ماسك في تدوينة "لا تقودنا إلى الإغراء".
استخدم كلا الرجلين "تويتر" لمهاجمة وسائل الإعلام الرئيسية ونشر المعلومات الخاطئة ودفع حدود ما هو مقبول في وسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في استفزازات من الصعب التغاضي عنها.
لكن من بين الاثنين، كان ترامب الوحيد الذي شغل السلطة. وماسك الأكثر ثراء يبدو أصغر بكثير في لعبة التأثير على الرأي العام حيث ينصب اهتمامه بشكل أكبر على تغريدات حول سياسة الشركة وإدارتها.
سياساتهما غير متطابقة، فمعتقدات ماسك اليمينية والليبرالية مصحوبة بإخلاص للسيطرة على الاحتباس الحراري، على سبيل المثال بينما لا يقوم ترامب بذلك. تختلف شخصيتهما في بعض النواحي أيضا، فماسك يعترف بالخطأ ويمكنه تقديم اعتذارات في بعض الأحيان؛ في حين من المستحيل أن يقوم ترامب بذلك.
عدم تشابه أخلاقيات عملهما
يقضي ترامب، البالغ من العمر 76 عاما والمنحدر من كوينز بمدينة نيويورك، معظم وقته في منتجع مارا لاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، بعد فترة رئاسية متقلبة، على مضمار الغولف. يشتهر ماسك، وهو مواطن من جنوب إفريقيا يبلغ من العمر 51 عامًا وعاش في كندا عندما كان شابا، بالعمل لساعات مجنونة، هذه الأيام في مقر "تويتر" في سان فرانسيسكو.
ولكن باعتبارهما عاملا مسببان للإزعاج، فقد يكونا أيضا توأمان منفصلان عند الولادة. وقد أشار ديزينهالإلى أن: "كلاهما يعملان بشكل حر ... لا توجد أبدًا خطة ولا استراتيجية. هناك فقط مجموعة من التكتيكات السريعة. لقد نجح ذلك جيدًا بالنسبة لهما."، مضيفا: "لن يكون هذا هو الحال بالنسبة للبقية".