قال التلفزيون الرسمي الإيراني، إن المحادثات المقبلة التي ستعقد في إيطاليا، لن تلغي دور سلطنة عُمان كوسيط. وقد جاء الإعلان تزامنًا مع خبر آخر، يفيد بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قد وافق على طلب استقالة كان قد تقدم به محمد جواد ظريف، المفاوض الرئيسي لطهران في الاتفاق النووي لعام 2015.
وجاء في بيان الرئاسة الذي صدر مساء الثلاثاء: "أكد پزشكيان أنه بسبب بعض القضايا، لم تعد إدارته قادرة على الاستفادة من المعرفة والخبرة القيمة لظريف."
في المقابل، عيّن الرئيس محسن إسماعيلي، البالغ من العمر 59 عاماً، كنائب جديد للرئيس للشؤون الاستراتيجية. حيث يُعرف إسماعيلي بكونه معتدلاً سياسياً وخبيراً قانونياً.
الموافقة الرسمية على طلب استقالة المفاوض البارز أتت توازيًا مع الاستعداد للجولة الثانية من المفاوضات، والتي ساد تضارب حولها بشأن البلد المضيف.
في البداية، أعلنت روما عن استعدادها للاستضافة، غير أن طهران، عادت وأصرت نهار الثلاثاء على أن سلطنة عُمان ستكون المضيفة على غرار الجولة الاولى.
من جهتها، لم تُعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن مكان انعقاد الجولة الثانية، رغم أن الرئيس دونالد ترامب أجرى اتصالًا هاتفيا بسلطان عُمان هيثم بن طارق، ريثما كان الأخير في زيارة إلى هولندا.
ظهور خلافات بهذا الشكل الفج بين طهران وواشنطن في "المسائل الأساسية"، كشكل المفاوضات إن كانت مباشرة أو لا، أو من ناحية البلد المضيف، يعطي انطباعًا بوجود نسبة توتر عالية بين الطرفين، بالرغم من أنهما وصفا المحادثات بداية بأنها كانت إيجابية وبناءة.
في تصريح له يوم الأربعاء، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة من اتخاذ مواقف وصفها بـ"المتناقضة" خلال المحادثات.
وقد فُهم هذا التحذير على أنه رد على تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي ألمح هذا الأسبوع إلى إمكانية عودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67%، كما كان الحال في الاتفاق النووي لعام 2015. لكنه تراجع عن موقفه قائلًا: "لن يتم إبرام أي اتفاق مع إيران إلا إذا كان اتفاقاً وفقاً لرؤية ترامب."
وكتب ويتكوف على منصة "إكس": "يجب على إيران أن توقف وتقضي على برنامجها لتخصيب اليورانيوم وتسليحها النووي. من الضروري للعالم أن نصنع اتفاقاً صارماً وعادلاً يدوم، وهذا ما طلبه مني الرئيس ترامب."
من جهته، شدد عراقجي على أن بلاده مستعدة "لخلق جو من الثقة تجاه الهواجس، لكن مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض."
وكتب علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي الخامنئي على موقع "إكس": "استمرار التهديدات الخارجية ووضع إيران تحت ظروف هجوم عسكري قد يؤدي إلى إجراءات رادعة مثل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف التعاون معها".
في غضون ذلك، وصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، الأربعاء إلى طهران لإجراء محادثات قد تكون ذات صلة بصلاحيات مفتشي الوكالة في المنشآت الإيرانية في حال التوصل إلى اتفاق، علمًا أن إيران هددت قبل أيام بتعليق تعاونها مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إذا ما واصلت الولايات المتحدة الأمريكية الضغط عليها، عبر التلويح باللجوء إلى القوة العسكرية، لإنجاح المفاوضات.