بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 04/11/2022 - 13:48
احتفالات بذكرى الاستيلاء على سفارة أمريكا في 1979 - حقوق النشر رويترز
نظمت السلطات في إيران مسيرات بمناسبة ذكرى الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران العام 1979 في الوقت الذي تحاول فيه المؤسسة الدينية، التي تحكم الجمهورية الإسلامية منذ ذلك الحين، إخماد احتجاجات تجتاح جميع أنحاء البلاد وتدعو إلى إسقاطها.
واقتحم طلاب متشددون السفارة بعد فترة وجيزة من سقوط الشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة، واحتجزوا 52 أمريكيا رهائن هناك لمدة 444 يوما.
وتناصب كل دولة الأخرى العداء منذ ذلك الحين، وفي الوقت الذي حثت فيه السلطات الإيرانية يوم الجمعة قوات الأمن على القضاء بسرعة على الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي امتدت إلى جميع طبقات المجتمع، ظهرت توترات ثنائية جديدة. وانتقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نظيره الأمريكي جو بايدن، بعد يوم واحد من تعهد الرئيس الأمريكي "بتحرير إيران".
وأظهرت صور بثها التلفزيون الإيراني الرسمي مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة شارك فيها عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد بمناسبة "اليوم الوطني لمحاربة الغطرسة العالمية". ورددت الحشود هتاف "الموت لأمريكا" ووصفت العدو اللدود لإيران بأنها تجسيد للشيطان. وحمل تلاميذ المدارس لافتات مؤيدة لاقتحام السفارة ولوحوا بالأعلام الإيرانية.
وتأتي المظاهرات المؤيدة للمؤسسة الدينية يوم الجمعة في تناقض صارخ مع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر أيلول بعد اعتقالها لارتدائها ملابس غير لائقة.
تحدي الخوف
تعد الاحتجاجات واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القيادة التي كرستها الثورة الإسلامية عام 1979، إذ تغلب العديد من الشبان الإيرانيين على الخوف الذي خنق المعارضة منذ ذلك الحين.
وألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة وأعداء أجانب آخرين في الاضطرابات، قائلة إنهم يرغبون في زعزعة استقرار البلاد. وقال بايدن يوم الخميس إن المتظاهرين سينجحون قريبا في تحرير أنفسهم. وذكر الرئيس الأمريكي في كلمة خلال حملة انتخابية في كاليفورنيا بينما تجمع عشرات المتظاهرين خارج مكان الحملة حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين "لا تقلقوا، سنُحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا جدا". ولم يسهب بايدن في تصريحاته.
ووصف رئيسي المحتجين "بالخونة المخادعين"، مضيفا "أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاما". ودعا محمد حسيني نائب رئيسي قوات الأمن إلى "العمل بسرعة لإنهاء أعمال الشغب".
وتلعب النساء، اللاتي أحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات، وطلبة الجامعات دورا بارزا في المظاهرات، التي تدعو إلى موت الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، لكن جميع شرائح المجتمع تشارك فيها.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) يوم الجمعة إن 300 محتج لاقوا حتفهم في الاضطرابات حتى يوم الخميس بينهم 47 قاصرا إضافة إلى 37 من قوات الأمن. وأضافت أن أكثر من 14 ألف شخص اعتقلوا، بينهم 385 طالبا، في الاحتجاجات التي خرجت في 134 مدينة وبلدة و132 جامعة.