إنزال جوي مستمر للمساعدات وخبراء الأمم المتحدة يتهمون إسرائيل بـ"تعمد تجويع" غزة

منذ 8 أشهر 79

أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- في ظل تفاقم سوء التغذية، تم إسقاط المساعدات جوًا مرة أخرى على أجزاء من غزة، الثلاثاء، حسبما أظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها شبكة CNN،  فيما اتهم خبراء الأمم المتحدة إسرائيل بـ"تعمد تجويع الشعب الفلسطيني".

وليس واضحًا ما هي الدول التي أرسلت المساعدات التي تظهر في مقاطع الفيديو، لكن وزارة الدفاع الإماراتية قالت، في بيان، إن الإمارات ومصر أسقطتا جوًا 42 طنًا من الإمدادات الطبية والأغذية إلى شمال غزة، الثلاثاء.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، عبر منصة إكس، إنها والقوات الجوية الملكية الأردنية قامتا بإسقاط جوي آخر لأكثر من 36.800 وجبة في شمال غزة.

تسمح إسرائيل بدخول كمية محدودة من المساعدات إلى غزة وسط تحذيرات من ارتفاع معدلات سوء التغذية والمجاعة في جميع أنحاء غزة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في القطاع، ريتشارد بيبركورن، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن مستويات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة "شديدة بشكل خاص"، وهي أعلى بثلاث مرات تقريبًا من جنوب القطاع الفلسطيني.

وأضاف بيبركورن أن الفحوصات التي أجريت في المراكز الصحية في شمال غزة في يناير/كانون الثاني وجدت أن طفلاً واحدًا من بين كل 6 أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد، مضيفاً أن الرقم "من المرجح أن يكون أكبر اليوم".

وقال مسؤول منظمة الصحة العالمية إنه قبل الحرب، لم يكن سوء تغذية الأطفال "مشكلة على الإطلاق" في غزة، مما يسلط الضوء على كيف أدت محدودية توصيل المساعدات إلى معاناة ما يقرب من 90% من الأطفال دون سن الثانية من فقر غذائي حاد.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، جيمس إلدر، في نفس المؤتمر الصحفي، إن التفاوت في معدلات سوء التغذية بين الأطفال في الشمال والجنوب يظهر بشكل أساسي أنه "عندما يمكن أن يأتي هذا القدر من المساعدات، فإنه يحدث فرقاً في إنقاذ الحياة".

وقال متحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، إن 15 طفلاً على الأقل ماتوا بسبب الجوع في غزة، في الوقت الذي شددت فيه الوكالات على أن الوصول المحدود إلى شمال غزة أعاق قدرتها على اكتشاف المدى الكامل لسوء التغذية. 

وقال بيبركورن للصحفيين، إنه على سبيل المثال، تم رفض كل مهمة اقترحتها منظمة الصحة العالمية إلى شمال غزة في فبراير/شباط.

وأشار بيبركورن إلى أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من الوصول إلى بعض المستشفيات في شمال غزة في أوائل مارس/آذار، واصفًا المشاهد في مستشفى العودة بأنها "مروعة بشكل خاص".

إنزال جوي للمساعدات وسط اتهامات خبراء الأمم المتحدة لإسرائيل بـ"تعمد تجويع" سكان غزةCredit: AFP via Getty Images

في سياق متصل، اتهم خبراء الأمم المتحدة، الثلاثاء، إسرائيل في بيان لهم "بتجويع الشعب الفلسطيني عمدًا" في غزة.

وقال البيان: "إن إسرائيل تقوم عمدًا بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول. إنها تستهدف الآن المدنيين الذين يبحثون عن المساعدات الإنسانية والقوافل الإنسانية".

وتابعت: "على إسرائيل أن تضع حدًا لحملة التجويع واستهداف المدنيين".

وتنفي إسرائيل باستمرار استهداف المدنيين، قائلة إن حربها ضد حماس. وتقول السلطات الإسرائيلية بانتظام: "ليس هناك حد لكمية المساعدات الإنسانية المقدمة للمدنيين في غزة".

وأدان خبراء الأمم المتحدة أيضًا "العنف الذي شنته القوات الإسرائيلية" بعد مقتل أكثر من 100 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية في مدينة غزة، الخميس الماضي.

قُتل ما لا يقل عن 118 شخصًا وأصيب 760 آخرون في حادث استخدمت فيه قوات الجيش الإسرائيلي الذخيرة الحية بينما كان المدنيون الفلسطينيون الجياع يتجمعون حول شاحنات المساعدات الغذائية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الحادث بدأ عندما حاول فلسطينيون نهب الشاحنات.