أحرز الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون بعض التقدم خلال اليوم الأول من الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وقرر المشاركون، بما في ذلك المفاوضون الإسرائيليون، تمديد المحادثات ليوم إضافي وسط ضغوط إقليمية متزايدة، وفقاً لما ذكره موقع "إكسيوس".
شهد يوم الخميس اجتماعات مكثفة في الدوحة، حيث التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ومستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، برئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير الموساد الإسرائيلي دافيد برنيع، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وجرى خلال هذه الاجتماعات بحث سبل تجاوز العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
يهدف الاتفاق الجاري التفاوض عليه إلى إطلاق سراح 115 رهينة تحتجزهم حماس مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة. تأتي هذه المفاوضات في وقت تشير فيه تقارير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى في غزة تجاوز 40 ألف فلسطيني.
أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أن المحادثات ركزت على النقاط الخلافية التي لا تزال تفصل بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق.
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية سد هذه الفجوات، مشيرًا إلى أهمية الاتفاق في تقليل التوترات الإقليمية. كما كشف كيربي أن الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى استعداد إيران وحزب الله لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل قد تقع دون إنذار مسبق.
في ختام اليوم الأول من المفاوضات، أجرى رئيس وزراء قطر اتصالًا مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري، حيث أطلعه على مجريات المحادثات وأكد على ضرورة تهدئة الأوضاع في المنطقة، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية عبر منصة إكس.
وصف مسؤولان أمريكيان اليوم الأول من المحادثات بأنه "كان مثمرًا للغاية"، مؤكدين إحراز تقدم ملموس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الوسطاء عازمون على تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة يتيح إطلاق سراح الرهائن ويوفر أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية للقطاع.
من جانبه، شدد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفًا شاملاً لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً من غزة، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى صفقة تبادل الرهائن. وأضاف بدران :"العائق امام التوصل لهذا الاتفاق هو المراوغة الإسرائيلية".
تواصل عائلات الرهائن احتجاجاتها بشكل مكثف، حيث عملت على تجنيد دعم الإسرائيليين وطرقت أبواب المشرعين المحليين والدوليين في محاولة لإنهاء معاناتهم والضغط للقبول بالصفقة. تجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالبهم، مما أثار غضبهم واعتبروا أن اهتمامه بمستقبله السياسي يتفوق على مصير أحبائهم.
قال زهير شاهر مور، ابن شقيق أحد الرهائن، بوضوح: "لو أراد نتنياهو أن يكونوا هنا، لكانوا هنا." رغم تصريحات نتنياهو التي أكد فيها في خطاب أمام الكونغرس الأمريكي أنه يضع معاناة العائلات في مقدمة اهتماماته ولن يرتاح حتى يعود جميع الرهائن إلى منازلهم، فإن العائلات لم تقتنع بذلك.
عقدت العائلات اجتماعًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن لم تُقدَّم وعود ملموسة بشأن الصفقة. على الرغم من التفاؤل الذي أبدته بعض العائلات في الجولة الأخيرة من المحادثات، فإنهم لا يزالون يطالبون الولايات المتحدة بكشف الجهات المسؤولة عن عرقلة تقدم الصفقة.
وأعرب بعض النقاد من عائلات الرهائن عن استيائهم الشديد. يوتام كوهين، الذي يمثل عائلة أحد الرهائن، قال بوضوح: "نتنياهو، نعلم أنك لا تريد صفقة. لو كان الأمر بيدك، لكان الرهائن سيتعفنون ويموتون في الأسر."
تجري هذه القمة في الدوحة وسط تصاعد التوترات الإقليمية، حيث يعتبرها المسؤولون الإسرائيليون "الفرصة الأخيرة" للوصول إلى اتفاق. وقد هددت إيران وحزب الله بالرد على اغتيال قادة من حماس وحزب الله في طهران وبيروت عبر مهاجمة إسرائيل. وتعتبر إدارة بايدن أن الوصول إلى صفقة تشمل إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار أمر حاسم لتهدئة الأوضاع وتجنب حرب إقليمية واسعة.
من المقرر أن تستمر المحادثات اليوم الجمعة، وسط آمال بأن تسفر عن نتائج ملموسة تسهم في تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة.