إطلاق الغازات يزعجك.. إليك أسبابه وما يكشفه عن صحتك

منذ 1 سنة 158

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعد الغازات جزءًا من عملية الهضم، لكن أسباب إطلاق الغازات قد تختلف من شخص لآخر، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون مدعاة للقلق.

في هذا الصدد، قال الدكتور مارك كوركينز، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي للأطفال لدى مركز العلوم الصحية بجامعة تينيسي: "هناك مصدران للغازات، وأن جزءًا مما نطلقه يعد مجرد هواء أي التجشؤ، ويقوم الجميع بابتلاع الهواء، فيما يبتلغ البعض الآخر هواء أكثر".

أما الغازات، فهي موجودة في المقام الأول نتيجة لتخمّر الطعام في القولون، وفقًا لكوركينز، وهو أيضًا أستاذ بطب الأطفال.

وأضاف: "يحتوي القولون لدينا على (مليارات) البكتيريا التي تعيش فيه.. إذا لم نهضم (الطعام)، فستقوم البكتيريا بهضمه".

وعندما يتعلق الأمر بالمساحة التي تحتلها الغازات في البطن (الانتفاخ)، فإن الأمر يتعلق بحركة الطعام عبر القولون.

وقال الدكتور ويليام تشي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ميتشيغان، إن إطلاق الغازات "ربمابين خمس إلى 15 مرة يوميًا.. يعد أمرا طبيعيا تمامًا".

وأوضح أنّ "ذلك مردّه إلى الاختلاف بطريقة عمل الجهاز الهضمي للأشخاص، والميكروبيوم الذي يعيش داخل الجهاز الهضمي، وما يأكلونه. كل هذه الأمور تعد عوامل رئيسية لتحديد مدى تكرار إطلاق الغازات، وكمية الغازات التي تخرجها، ورائحتها".

ولفت الخبراء إلى كون بعض الروائح أكثر نفاذة من غيرها لهذه الأسباب، لكن لا توجد أي روائح محددة تشكل علامات تحذير.

لا تعد الغازات مؤشرًا قويًا على صحة الأمعاء بقدر ما تشي بتواتر حركة الأمعاء. لكن الخيارات الغذائية يمكن أن تؤدي إلى زيادة أو انخفاض الغازات، وهناك نقاط معينة يجب ذكرها للطبيب.

عوامل انتفاخ البطن

وأشار كوركينز أن فلورا الأمعاء تعتبر مهمة لأنها تساعد الجسم على إنتاج الفيتامينات وإنتاج بعض الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تغذي بطانة القولون لدينا، لذا فإن إطلاق القليل من الغازات (نتيجة لهذه العمليات) يعد مفيدا.

لكن الخبراء قالوا إن ما يمكن أن يؤدي بشكل خاص إلى تكوّن الغازات، أو الكميات الزائدة منها، تناول الأطعمة التي يصعب هضمها وبالتالي أكثر عرضة للتخمر.

وقال كوركينز: "تعد الفاصولياء مثالا تقليديًا على ذلك، إذ هناك بروتين في الفاصولياء يصعب هضمه".

وتُعد الفاصولياء أحد مصادر "فودماب"، وهي سلسلة قصيرة من الكربوهيدرات التي يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، وتشمل بوليميرات السكاريد قليلة السكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والكحولات السكرية (البوليولات)، ما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغازات، أو التشنج، أو الإسهال، أو الإمساك، أو انتفاخ المعدة.

وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من "فودماب" بعض الخضار، والفاكهة، والنشويات ومنتجات الألبان، مثل القرنبيط، والثوم، والتفاح، والخوخ، والحليب، والقمح، وشراب الذرة عالي الفركتوز.

وقالت رينا يادلاباتي، أستاذة الطب بقسم أمراض الجهاز الهضمي في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو: "يتناول الكثير منا من دون دراية الكثير من مصادر فودماب، لكن لكل شخص نمط مختلف قليلاً في ما يتعلّق بمدى قدرتهم على امتصاص واستقلاب هذه الأطعمة".

وقال تشي: "سيواجه بعض الناس مشكلة لدى تناولهم الكثير من اللحوم الحمراء".

وتابع: "(بالنسبة) للجميع تقريبًا، إذا تناولوا كمية كبيرة من اللحوم الحمراء، فلن يكونوا قادرين على هضمها أو امتصاصها بالكامل بشكل صحيح، وستصل إلى القولون حيث يتم تخميرها لإنتاج الغازات والمواد الكيميائية".

ويحدث الأمر ذاته مع الكربوهيدرات الزائدة التي لا يتم امتصاصها وتنتهي بالتخمّر في القولون.

قال تشي: "الأمر الآخر هو التأكد من أن عادات الأمعاء منتظمة".

وتابع: "الأفراد الذين يعانون من الإمساك هم أكثر عرضة للإصابة بالانتفاخ. ومردّ ذلك إلى أنه إذا كانت الأطعمة تتحرك ببطء شديد عبر القناة الهضمية، فسيكون لديها المزيد من الوقت للتفاعل مع البكتيريا في القناة الهضمية، وخاصة القولون. وهذا سينتج عنه المزيد من الغازات".

معالجة الغازات التي لا يمكن السيطرة عليها

لفت الخبراء إلى أنه إذا كانت الغازات تسبب لك عدم الراحة أو تتداخل مع حياتك اليومية، فيجب عليك التحدث إلى الطبيب. وهناك طرق أخرى يمكنك تجربتها.

وقال تشي: "سنستجوب المرضى بشأن كل من هذه العوامل المختلفة - النظام الغذائي، والميكروبيوم، ووظيفة الجهاز الهضمي - ونحاول تصحيح بعض تلك الأمور التي نعتقد أنها قد تساهم في مشاكل انتفاخ البطن".

وتابع أنه "إذا كان شخص ما يتّبع نظامًا غذائيًا غربيًا نموذجيًا يحتوي على الكثير من الأطعمة المصنعة والكربوهيدرات، السكريات، فإن الحد من ذلك وتناول نظام غذائي صحي قد يكون مفيدًا للغاية".

وتشير يادلاباتي إلى أن اتّباع نظام غذائي لا يحوي على الكثير من عناصر "فودماب" ربما يكون أحد أكبر التدخلات التي تحدثت مع مرضاها عنها.

وينصح أيضًا زيارة طبيبك إذا كنت تعاني من فقدان الوزن غير المقصود، أو وجود براز دموي، أو تغير في حركة الأمعاء - وخاصة الإسهال المتكرر - بالإضافة إلى انتفاخ البطن المفرط، وفقا لما ذكره تشي ويادلاباتي.

وقال تشي: "يمكن أن يكون ذلك علامة على وجود عدوى أو التهاب أو نقص في الإنزيم، ويمكن التعرف عليها جميعًا وتصحيحها بمساعدة مقدم الرعاية الصحية".

وتنصح يادلاباتي بتدوين إذا ما كنت تعاني من الغازات وأنواع الأنشطة البدنية والوجبات التي تتناولها حتى يتمكن الطبيب من تحديد الأنماط التي تعاني منها.

وأضاف تشي أن الطبيب قد ينصح باستهلاك العلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل "سيميثيكون" أو الفحم المنشط، أو زيت النعناع المغلف معويًا، أو البروبيوتيك.