إضراب كتّاب السيناريو سيترك أثره في هوليوود إلى الأبد

منذ 1 سنة 120

تخيلوا معي المشهد التالي، أمسية هوليوودية تضج بالأنشطة والترقب، والأشخاص الذين مكّنهم الحظ من الحضور يمدون أعناقهم من خلف الحواجز، مراسلو المحطات التلفزيونية يجهزون ميكروفوناتهم بينما يتأكد المصورون الآتون من أنحاء العالم كافة أن بطاريات كاميراتهم مشحونة بينما يتمايلون فوق السلالم في توقع متحمس. تتوقف سيارة ليموزين، وبعد كل الاستعداد والتهيؤ يخرج راكبها بابتسامة شجاعة لمواجهة الجنون فقط ليقابل بتنهيدة جماعية: "ليس هناك أحد".

ما لم تستأنف هوليوود عملها في صناعة الأفلام فهذا ما قد يحدث في مارس (آذار) المقبل، وسنشهد حفلاً لتوزيع جوائز الأوسكار من دون نجوم، وسجادة حمراء لن تقترب منها قدم نجمية واحدة، ومن المؤكد أن ذلك المخرج الغريب الذي ربما سمعتم عنه أو تعرفتم عليه حتى سيكون حاضراً (مارتن سكورسيزي وغريتا غيرويغ وهل هذا كريستوفر نولان؟) لكن مسابقة أوسكار وسط الإضراب ستكون كارثة في أقل تقدير. بصراحة، لن يكون حفل أوسكار على الإطلاق.

قد لا تصل الأمور إلى هذا الحد، لكن بعد موسم مهرجانات شديد السوء كما حدث في البندقية وتورنتو، ومهرجان لندن السينمائي الذي انطلق يوم الأربعاء (4 أكتوبر/تشرين الأول)، أصبح ذلك وارداً. ما يبعث على التفاؤل هنا هو أن الممثلين المضربين عادوا للطاولات، ليس طاولات المقابلات التي يشيع إجراؤها في هذا الوقت من السنة، ولكن طاولات المفاوضات التي حصلت على زخم جديد عقب حل إضراب كتاب هوليوود الأسبوع الماضي بعد 146 يوماً من الاعتصام والاحتجاجات.

WGA members celebrate their win after the historic writers’ strike_أب.jpg

أعضاء WGA يحتفلون بفوزهم بعد إضراب الكتاب التاريخي (أ ب)

بالنسبة إلى كثيرين خارج صناعة السينما قد تبدو هذه الإضرابات بمثابة نزاع قصي يجري بين أفراد أثرياء في هوليوود هيلز، وعلى كل حال كان تأثيرها مؤلماً وبعيد المدى إذ أدى إلى تعطيل إصدارات الأفلام وطرح الأعمال على منصة "نتفليكس" للبث التدفقي وعروضكم التلفزيونية المفضلة. قد لا يكون الأمر ملموساً بالنسبة إليكم حتى الآن، لكن بالنسبة إلى كثر منا نحن العاملين في الصناعة، كانت السرعة التي توقف بها كل شيء مقلقة.

أعلن الأسبوع الماضي أن إضراب الكتّاب قد انتهى أخيراً بعد أن نجحت رابطة الكتّاب الأمريكية في التفاوض مع شركات الإنتاج ومنصات البث التدفقي على اتفاق يضمن "مكاسب ذات مغزى وحماية" لأعضائها البالغ عددهم 11500، لكن الغيوم العاصفة لم تنقشع بعد، إذ ينظم اتحاد الإذاعة والترفيه والاتصالات والمسرح مسيرة في ميدان ليستر سكوير في لندن اليوم الخميس (5 أكتوبر) لرفع مستوى الوعي حول تأثير الإضرابات الأميركية على العاملين في مجال السينما والتلفزيون داخل المملكة المتحدة. وفي الوقت نفسه لا تزال هوليوود تواجه القلق المستمر المتمثل في اعتصام "نقابة ممثلي الشاشة - الاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والراديو" القوية التي تضم 150 ألف عضو، وبالتالي فحتى لو راحت النصوص تتدفق مجدداً إلى الصفحات، لا يزال خطر عدم وجود أشخاص ينطقونها أمام الكاميرا قائماً.

قد تبدو التحديات والمشكلات التي تواجه مجتمع إنتاج الأفلام والتلفزيون على الصعيد العالمي تافهة مقارنة مع قضايا أكبر مثل الحروب والتغير المناخي التي يواجهها العالم، ومع ذلك بصفتي ناقداً سينمائياً ينخرط في الإنتاج للمرة الأولى، أشعر بألم وحزن عميقين عند رؤية هذا الاضطراب في صناعة يفترض أن تكون مصدراً للترفيه والإلهام.

منذ إطلاق فيلم "حرب النجوم" Star Wars للمخرج جورج لوكاس في السبعينيات استخدمت هوليوود استوديوهات المملكة المتحدة وطواقم العمل فيها على نطاق واسع، مما جعل المملكة المتحدة موقعاً رئيساً للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية، وتسهم صناعة التلفزيون وحدها بمبلغ 3.9 مليار جنيه استرليني في اقتصادنا، إذ تلبي مرافق الإنتاج الطلب النهم على المحتوى من شركات البث التدفقي مثل "نتفليكس" و"ديزني" و"أمازون"، ويعني هذا أن إنتاجات ضخمة مثل "إنديانا جونز" Indiana Jones و"نداء القدر" Dial of Destiny و"باربي" Barbie وأحدث أفلام سلسلة "مهمة: مستحيلة" Mission: Impossible قد تم تصويرها جميعها على منصاتنا، لكن هذه المساحات الشاسعة مجمدة منذ أشهر عدة.

أخبرني أحد المنتجين الذين يستكشفون مواقع التصوير بعد زيارة لاستوديوهات باينوود الأسبوع الماضي "أنها مثل مدن الأشباح".

كما أن صناعة المؤثرات البصرية المزدهرة في المملكة المتحدة والمعروفة بإسهاماتها الرائدة في أفلام مثل" جاذبية" Gravity و"كثيب" Dune و"أوبنهايمر" Openheimer تحدثت عن خسارة نحو 40 في المئة من قوتها العاملة خلال الإضرابات، أي ما يعادل فقدان حوالى 4 آلاف وظيفة من أصل 10 آلاف، وكشفت دراسة استقصائية أجراها اتحاد الإذاعة والترفيه والاتصالات والمسرح أن 75 في المئة من أعضائه لا يعملون بعد الآن، ويشمل ذلك مجموعة واسعة من العاملين المحترفين في السينما والتلفزيون من مشغلي الكاميرات إلى مصممي الأزياء.

قالت لي منتجة بريطانية بارزة تشارك في أحد إنتاجات هوليوود، "يسلط هذا الضوء على مدى هشاشة الصناعة التي نعمل فيها"، معترفة بشعورها بالعجز عن مساعدة أعضاء فريقها الضخم: "عليهم سداد قروضهم العقارية ولا أحد يعمل تقريباً وليس هناك ما يمكنني فعله لمساعدتهم، وحدوث هذا مباشرة بعد وباء كورونا يجعل حال عدم اليقين رهيبة".

كيف تولد هذا الوضع حيث يمكن لمواقف تم اتخاذها في غرفة كتّاب برنامج حواري تلفزيوني أميركي مسائي أن تؤثر بهذه الصورة على حياة مصمم أزياء في لندن ومنسق غرافيك في ليفربول ومشغل كاميرا في برايتون؟

كان إضراب الكتّاب في جوهره استجابة للمشهد المتغير لصناعة الترفيه بسبب ظهور منصات البث التدفقي مثل "نتفليكس و"ديزني+"، وفي حين قدمت هذه المنصات فرصاً جديدة عدة إلا أن نموذج الأعمال الجديد ولد بعض الشكوك، وكانت الأفلام التقليدية تمر بمراحل واضحة: إصدارها في دور السينما، إصدارها على أقراص دي في دي، بثها على القنوات التلفزيونية، ودفع تعويضات عن استخدامها على المدى الطويل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في عصر البث التدفقي لم تعد أرقام شباك التذاكر التقليدية ومبيعات الأقراص صالحة، إذ تحجب معظم الشركات أرقام المشاهدة حتى بالنسبة إلى إنتاجاتها الأكثر مشاهدة.

احتج الكتّاب على عدم حصولهم على تعويض عادل عن عملهم وأن الصفقة التي تم التوصل إليها كانت "استثنائية" من حيث استيفاؤها معظم مطالب النقابات المتعلقة بالدفع مقابل بث المحتوى والحماية من تعدي الذكاء الاصطناعي على حقوق الكتّاب الإبداعية.

ينبغي على الناس سداد قروضهم العقارية ولا أحد يعمل تقريباً، إنها حال عدم يقين رهيبة -- منتجة بريطانية بارزة

على أية حال في حين أن أعضاء نقابة الكتّاب قد يحققون انتصاراً إلا أنه لا يزال يتعين عليهم الانضمام إلى الآلاف من موظفي الإنتاج العاطلين من العمل حالياً والممثلين الذين ينتظرون حلولاً لمشكلاتهم، كما أن النزاع سلط الضوء على مدى التقلب الذي وصلت إليه الصناعة مع وصول البث التدفقي أولاً والذكاء الاصطناعي ثانياً، الذي لا يزال يمثل تهديداً وجودياً على رغم الضمانات الأخيرة.

يوم الإثنين الماضي نشر توم هانكس تحذيراً حيث أبلغ متابعيه على "إنستغرام" البالغ عددهم 9.5 ملايين شخص من أن إعلاناً عن علاج للأسنان بالتقسيط استخدم صورة له منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي من دون إذنه، إنه ينضم إلى عدد من الممثلين الآخرين الذين يشعرون بقلق متزايد حيال التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي لمستقبلهم.

Members of actors’ union SAG-AFTRA remain on strike_getty.jpg

وقال هانكس في مدونة صوتية مع الممثل الكوميدي آدم بوكستون في أبريل (نيسان) الماضي "قد تصدمني حافلة غداً وينتهي وجودي، لكن العروض يمكن أن تستمر بلا توقف وستكون هناك صعوبة في التمييز بين ما يقدمه الذكاء الاصطناعي وبين عملي أنا، وهذا بالتأكيد تحد فني لكنه تحد قانوني أيضاً".

بحكم عملي كناقد اعتدت على تقديم المراجعات بسرعة والانتقال إلى المشروع التالي، ولسنوات كان المخرجون يخبرونني أن إنتاج فيلهم استغرق خمس أو سبع سنوات وأحياناً 10 سنوات حتى، ما كان يتركني غير قادر على استيعاب كيف يمكن لشخص ما أن يرغب في العمل على مشروع ما لمثل هذه المدد الطويلة، لكن الآن وأنا أحاول صناعة فيلم للمرة الأولى تولد لدي تعاطف جديد مع كل من يحاول تحقيق شيء ما في هذا النظام الهش، إذ إن القول الشهير الدارج في هوليوود "لا أحد يعرف أي شيء"، لم يكن حقيقياً أكثر من الوقت الحاضر.

في تجربتي الإنتاجية الأولى اضطر مخرج أميركي كان مرتبطاً في البداية بفيلمي "نادل في باريس" A Waiter in Paris إلى التنحي بسبب اضطرابات الإضراب، والعثور على مخرج جديد كان أميركياً يقيم في أوروبا سمح لنا بالتحايل على سلطة اتحاد الكتّاب، ومع ذلك لا يزال من غير المؤكد متى يمكننا بدء المناقشات مع الممثلين، فالإنتاج هو عملية مفعمة بالدراما اليومية حتى في أفضل الأحوال، لكنه في الوضع الحالي يبدو مثل ملحمة.

في مهرجان البندقية السينمائي الشهر الماضي لم تتمكن سوى قلة قليلة من تجاهل الافتقار إلى البهرجة التي ترتبط عادة بالحدث الذي ينظم في أواخر الصيف معلناً بداية موسم الجوائز، وكانت شركات البث التدفقي مثل "نتفليكس" التي وُصفت بأنها "شركات مضربة" وفقاً لقواعد نقابة ممثلي الشاشة، حاضرة بقوة وتستعرض إنتاجاتها الرفيعة الجاهزة للجوائز مثل فيلم السيرة الذاتية "مايسترو" Maestro عن المؤلف الموسيقي ليونارد بيرنشتاين وفيلم الإثارة "القاتل" The Killer عن قاتل مأجور، لكن لم يحضر أي من برادلي كوبر أو كيري موليغان أو مايكل فاسبندر لدعم أعمالهم، ولم تسبق لي رؤية سجادة حمراء خاوية وبسيطة بهذا القدر، وقامت كل الصحف بتوظيف عنوان فيلم "موت في البندقية" بذكاء في تقاريرها عن المهرجان، وقد ثبت أن السجادة الحمراء هي في الحقيقة مجرد بساط بلون أحمر ما لم يغطها ما يكفي من البريق.

سيعرض مهرجان لندن السينمائي الذي افتتح هذا الأسبوع أفلاماً مثيرة للإعجاب مثل "سولتبيرن" Saltburn للمخرجة والمنتجة إميرالد فينيل من بطولة روزاموند بايك، و فيلم "أشياء مسكينة" Poor Things  الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية وتلعب بطولته إيما ستون، و"كلنا غرباء" All of Us Strangers الذي يحظى بشعبية كبيرة، من بطولة أندرو سكوت وبول ميسكال، وسيتم عرض جميع هذه الأعمال أمام الجماهير المحتشدة في منطقة ساوث بانك وأمام المصوتين لجوائز بافتا وأكاديمية فنون وعلوم السينما، ولكن في ظل إضراب عدد من الممثلين وابتعادهم من التضامن فإن السجاد الأحمر الممتد بمحاذاة نهر التيمز في قاعة المهرجانات الملكية سيحتفي بعدد من النجوم أقبل بكثير من المعتاد.

قد يمتد إضراب الممثلين المستمر منذ الـ 14 من يوليو (تموز) الماضي حتى حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس 2024 إذا لم تلب مطالبهم التي تركز على حقوق الصورة والتشابه والعمل الصوتي والمؤثرات الخاصة والأدوار الثانوية، وعلى رغم وجود ما يكفي من الأفلام ذات الجودة العالية التي تنتظر مشاركتها في حفل الأوسكار العام المقبل، فإن مزيداً من التأخير في العودة للعمل قد يعني عدم وجود أحد لتقديم الحفل أو قبول أهم الجوائز في فئات التمثيل، وعلاوة على ذلك قد يكون الافتقار إلى الأفلام البارزة في قاعة التصويت للدورة التالية عام 2025 كارثياً.

تحول الأمر إلى لعبة عض أصابع في هذه المرحلة لمعرفة من يمكنه الصمود أكثر، والآن أصبح الذكاء الاصطناعي، الذي كان أمراً هامشياً في البداية، مصدر القلق الأكبر للجميع تقريباً، ويتناول اتفاق رابطة الكتاب الأميركية استخدام الذكاء الاصطناعي وينص على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه "كتابة أو إعادة كتابة المواد الأدبية" أو اعتباره "مادة مصدراً"، وهذا يصون فضل الكتاب وحقوقهم.

صحيفة "لوس أنجليس تايمز" التي أشارت إلى أن هذا الإضراب كان في الأساس أول معركة بين البشر والذكاء الاصطناعي حول العمل أعلنت بجرأة "انتصر البشر"، لكن هل فعلوا ذلك حقاً؟

من النقاط الرئيسة في التسوية التي حصل عليها الكتّاب هي اللغة المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يخشى عدد من الكتاب أن يحل محلهم في عملية التطوير والإنتاج، وهناك مرحلة في تطوير جميع الأفلام تسمى "الموازنة والجدولة الزمنية"، إذ يقوم المنتج بتعيين شخص خبير يسمى "منتج السطور" يقوم بمراجعة السيناريو سطراً بسطر ويحدد كلفة تصوير كل مشهد وما الوقت الذي سيستغرقه تصوير الفيلم بأكمله، ويمكن أن يكلف هذا عادة بضعة آلاف من الجنيهات، ولكن خلال الأسبوع الماضي عرض عليّ برنامج ذكاء اصطناعي يقوم بهذه المهمة في خمس دقائق ومجاناً.

يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليد أشكال الممثلين مما قد يلغي الحاجة إلى الفنانين الثانويين، وتوجد الآن خدمات توفر للناشرين رواة بأصوات بشرية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مما يعني أنه لن تكون هناك حاجة إلى معلقين صوتيين بعد الآن، وتتوفر مواقع إلكترونية كاملة تحوي قواعد بيانات من الأصوات لألعاب الفيديو والرسوم المتحركة، وفي نهاية المطاف يتعين علينا الآن طرح أسئلة مهمة عن جوهر الإبداع نفسه حتى مع وضع بعض حواجز الحماية الجديدة، وفي فجر التكنولوجيا الجديد هذا فمن المستحيل معرفة عدد من الأدوار التي ستحل محلها الخوارزميات، وكما علق أحد الأشخاص الأسبوع الماضي عندما يتعلق الأمر بإعادة التفاوض على الصفقة بعد ثلاث سنوات من الآن، هناك احتمال قائم بأن ترد الاستوديوهات على كتّابها قائلة "شكراً ولكن لا، لقد انتهى التعاون بيننا".

الفيلم الذي أعمل على إنتاجه، وهو اقتباس عن كتاب "نادل في باريس" لإدوارد تشيشولم، يروي قصة فريدة مفعمة بالتجارب الشخصية والعواطف والأصالة، وكان لدي فضول لمعرفة ما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله، ولذلك جربته، وقد كانت الحبكة والحوار اللذين توصل إليهما جيدين على نحو مرعب ويشبهان إلى حد ما حلقة من مسلسل "إميلي في باريس" Emily in Paris. أغلقت حاسوبي المحمول بسرعة لتجنب الغوص أكثر في الهاوية، وما زلت ملتزماً بالنهج التقليدي وأعتقد أن الذكاء الاصطناعي يجد صعوبة في التقاط تعقيد التجارب البشرية والعناصر الفريدة التي تجعل القصة أصلية ومقنعة، فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي إلقاء النكات وملاحظة الفروق العاطفية التي تجعل أفضل الأفلام لا تمحى من الذاكرة؟ إنه غير قادر الآن ولكن ربما سيستطيع ذلك في يوم من الأيام.

يعتقد الكاتب والمنتج الذي عمل في هوليوود والمملكة المتحدة أليكس تيت أن هذه هي الخطوة الأولى نحو ترسيخ الذكاء الاصطناعي نفسه في المنظومة قائلاً، "على مدى العامين الماضيين بدأت أسمع كثيراً من القصص المرعبة، الممثلون الذين تعرض عليهم مبالغ ضئيلة في مقابل استخدام صورهم إلى ما لانهاية، والمبدعون الذين يحضرون اجتماعات حيث يشير المفوضون إلى خوارزمية لا تقوم فقط بإعداد الاجتماع الذي تم استدعاؤهم إليه ولكنها اختارت بالفعل قصة محددة وموازنة وطاقم الممثلين الذي تريده، لكن كل هذه التكنولوجيا الجديدة تأتي مثل مهر أخرق يحطم ما يعترض طريقه إلى أن يفهم قدر نفسه في النهاية ونقوم نحن بلجمه، وأود أن أشببها بمعركة للحصول على ما تستحق، ولكن الحصول على ما تستحق جدير بالقتال".

Amazon-AP.jpg

في النهاية يتعلق الأمر بما إذا كان الجمهور والكتّاب يقدرون الجوانب العاطفية والإنسانية التي تميز الأفلام العظيمة، وأظهرت الإضرابات أن الجميع في المنظومة السينمائية والتلفزيونية مترابطون، من رؤساء شركات الإنتاج إلى عمالقة البث التدفقي، ومن نجوم السجادة الحمراء إلى المنتجين المستقلين والجيش المتنوع من العمال الذين يبثون الحياة في القصص.

يقول الرئيس التنفيذي لوكالة لندن لصناعة السينما والوسائط ولجنة الأفلام البريطانية أدريان ووتون متأملاً، " لقد كان الأمر فظيعاً ولا شك في ذلك، لكننا نتوقع وصول العرض إلى درجات جنونية عندما تعود الأمور لمسارها الطبيعي مرة أخرى، وستكون المملكة المتحدة جاهزة للاستفادة من ذلك بأحسن وجه".

صنع فيلم هو ثمرة جهد جماعي، وقد سلطت الإضرابات الضوء على صناعة تصارع التغيير، وفي حين أن التركيز المباشر ينصب على نحو محق على إعادة الأشخاص إلى وظائفهم، إلا أن المعركة لضمان روح الإبداع ستكون طويلة وشاقة على الأرجح، وعلينا جميعاً أن نتحلى بالأمل ونثق في أن الجماهير والمنتجين والممولين ومديري شركات الإنتاج والممثلين لا يزالون يهتمون بالعناصر العاطفية والأحداث المثيرة التي تحدد ملامح أفضل الأفلام، وأنتم تعرفون قصدي، إنها تلك الأعمال التي تبث مشاهدتها فينا مزيداً من الحياة والإنسانية.