ماوز إينون، ناشط سلام إسرائيلي، استحضر بمرارة مأساة فقدانه لوالديه خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل. وأشار إلى أن تلك الفاجعة لم تزده إلا قناعة بأهمية الحوار كوسيلة أساسية لتحقيق السلام.
جاءت تصريحاته في سياق التحضير للذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث شدد على أن الألم الشخصي لا يجب أن يقف حاجزًا أمام مساعي التوصل إلى حل دائم للصراع.
ماذا حدث يومها؟
كان إينون يتحدث مع والده عبر الهاتف عندما أخبره أنهم أغلقوا البيت على أنفسهم وانتقلوا إلى الغرفة الآمنة، بينما كانت أجواء الحرب تملأ المكان من صفارات الإنذار وإطلاق النار. وأشار إينون إلى أنه سمع صوت والدته في الخلفية أثناء المكالمة.
وبعد خمس دقائق، فقد الاتصال بوالديه، وأردف قائلا "حاولت الاتصال بهم مرة أخرى، لكن لم يجبني أحد".
وعلى الرغم من الألم الذي يعيشه لفقدان والديه، أبدى إينون إصراره على العمل من أجل تحقيق السلام، مؤكدًا أنه "تعلم أن السلام ممكن".
وأعرب عن أمله في أن يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من التعايش بسلام، قائلًا: "نحن نستحق مستقبلًا أفضل، نستحق الحياة والمساواة والأمن".
وفي تصريح لوكالة "أسوشيتيد برس"، انتقد إينون الطريقة التي تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية مع ملف الرهائن، مشيرًا إلى فشلها في التفاوض من أجل تحريرهم.
كما أشار إينون إلى التزام عائلته بالسعي نحو المصالحة. بعد ثلاثة أيام فقط من فقدانه لوالديه، طلب شقيقه الأصغر من العائلة إرسال رسالة تدعو إلى عدم الانتقام، مؤكدًا أن الانتقام لن يؤدي إلا إلى تفاقم دوامة العنف والخوف.
تشارك شقيقته الكبرى في منتدى يضم عائلات فلسطينية وإسرائيلية فقدت أحباءها، حيث يعملون معًا من أجل تحقيق المصالحة والتسامح.
وأعرب إينون عن فخره بكيفية استمرار عائلته في تكريم إرث والديه مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتلهما، مؤكدًا: "أنا متأكد أنهم سيكونون فخورين بالطريقة التي نستخدم بها اسمهم لإحداث تغيير وإحلال السلام في هذه المنطقة".