يشعر المصريون بقلق متزايد بشأن عملية الغزو العسكري الإسرائيلي المحتمل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويبذلون جهداً من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف غزو رفح.
أشار موقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أنّ الإسرائيليين أكدوا لنظرائهم المصريين يوم الجمعة أنهم على استعداد لمنح المفاوضات الخاصة بالرهائن "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق مع حماس، وفي حال عدم إحراز تقدم قريب، فسوف تمضي إسرائيل قدما في غزو بري لرفح، حسبما ذكر اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
أهمية الصفقة
يشعر المصريون بقلق متزايد بشأن عملية الغزو العسكري الإسرائيلي المحتمل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويبذلون جهداً من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف غزو رفح.
وأثار المسؤولون المصريون مخاوف من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في رفح إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، وقد ينطوي ذلك على انتهاك للحدود، وربما سيعرض أمن مصر للخطر.
قالت إسرائيل منذ أسابيع إنها ستغزو رفح، والتي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني وسط الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.
أفكار جديدة
قام رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن الشاباك رونين بار بزيارة القاهرة في وقت سابق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول عملية رفح وصفقة الرهائن، حسب موقع أكسيوس.
وخلال المحادثات في القاهرة، طرح المصريون أفكارًا جديدة حول كيفية التوصل إلى صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وتقارير صحفية مصرية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن وفدا من مسؤولي المخابرات المصرية زار إسرائيل يوم الجمعة وأجرى محادثات مع ممثلين عن الشاباك والجيش الإسرائيلي والموساد حول صفقة الرهائن وعملية رفح.
ما يحدث خلف الكواليس
حسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن المحادثات مع المصريين الجمعة كانت بناءة وأن المصريين أوضحوا أنهم يعتزمون الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، كما أعربوا أيضًا عن تفمهم بالإلحاح الإسرائيلي فيما يتعلق بعملية رفح.
قال مسؤول إسرائيلي: "لقد أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادة بشأن الاستعدادات للعملية في رفح وأنها لن تسمح لحماس بالتباطؤ".
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنّ رسالة بلاده تؤكد أنّ هناك موعدا نهائيا واضحا لغزو رفح، وأن إسرائيل لن توافق على "جولة أخرى من المحادثات التي لا طائل من ورائها سوى المماطلة.
الطرف الآخر
قال خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، لقناة الجزيرة يوم الخميس إن الحركة لا تزال ترغب في التوصل إلى اتفاق من خلال الوساطة المصرية والقطرية، مؤكدا أنّ إسرائيل تضع عقبات في المحادثات.
وعلى ما يبدو، فقد وصلت محادثات الرهائن بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود منذ بضعة أسابيع مع وجود فجوات كبيرة بين الطرفين.
في الأيام الأخيرة، قررت حكومة الحرب الإسرائيلية تغيير موقفها فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين تطالب إسرائيل حماس بإطلاق سراحهم كجزء من الصفقة.
الوضع الراهن
وكان الاقتراح المطروح على الطاولة يتضمن إطلاق سراح 40 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والإفراج عن حوالي 900 معتقل فلسطيني.
وكان من بين الرهائن الأربعين نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن الـ 50 عامًا ورهائن من الرجال في حالة طبية سيئة، وسيتم إطلاق سراحهم لأسباب إنسانية. لكن حماس ادعت في الأسابيع الأخيرة أن هناك حوالي 20 رهينة فقط تنطبق عليهم هذه المعايير الإنسانية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي لأول مرة هذا الأسبوع بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة.
المسألة الأهم
اعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنّ هناك 33 رهينة ضمن الفئة الإنسانية ويجب إطلاق سراحهم جميعًا. وأضافوا "هذا جزء مما ستركز عليه المفاوضات الآن. عدد أيام وقف إطلاق النار سيكون مرتبطا بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم". وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين "إذا كانت حماس تريد اتفاقا إنسانيا، فإن إسرائيل لن تكون العقبة"، مشيرا إلى أنّ إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة بشأن معايير صفقة الرهائن وقد أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر للمضي قدما.
المصادر الإضافية • موقع أكسيوس