إسراء بدر تكتب: اللطَّامون

منذ 1 شهر 25

"أهلاً  بكم في حلقة جديدة من اللطَّامين" هكذا كان من المفترض أن تستهل حلقات إعلام الجماعة الإرهابية أو كما أُحب أن أُطلق عليهم بالمطاريد، غابت وجوههم الأيام السابقة من شدة السواد، حقاً إنه سواد الحزن والقهر على مجهودهم الذى وقع على الأرض في لحظة هي الأصعب عليهم ومن يمولهم، عندما وجدوا أن كل ما فعلوه من خلق أجواء بائسة محبطة يسودها الهم والغم في قلوب المصريين لتشتيتهم وفرقتهم وينتظرون سماع صياحهم فلم يجدوا سوى تكاتف والتفاف حول القيادة السياسية لتفويضها باتخاذ ما يلزم من قرارات من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري واستقرار المنطقة بأكملها.

نعم لقد قدمتم مجهوداً جباراً أشهد لكم بذلك، مجهود يؤكد لمعلموكم أنكم تلاميذ مجتهدة، تعلمتم كيفية قلب الحقائق وتزييفها وكيف تشيعون الشائعة وتصدقونها فتتحدثون عنها بقلوبٍ واثقة، وكيف تهدمون الأوطان، كل هذا وأكثر قدمتموه عبر منابركم الإعلامية من الخارج ولجانكم الإلكترونية ولكن عذراً منكم ومن ممولكم ولكنكم من المفترض أن تكونوا علمتم بحقيقة ومعدن الشعب المصري الأصيل الذى يُبدي وطنه فوق أي اعتبار، أفلم تتعلمون الدرس مما فعله الشعب بكم وأطاح بعروشكم في لحظةٍ فارقة في التاريخ المعاصر يتعلمها الأجيال كيف خرج قادتكم منتقبين؟!

ولكن لا بأس فقد حصلتم وما زلتم تحصلون على المزيد من الأموال الطائلة لتستمروا في طريقكم الذى كُتب على بدايته "طريق الخونة يرحب بكم".. خُنتم وما زلتم ولم نكن ننتظر منكم سوى ذلك فهذا ما أعتدتم عليه والتاريخ خير شاهد، وهذا أيضا ما اعتاد عليه الشعب المصري فأكتب لديك حتى لا تنسى، كيف وقف الشعب يهتف باسم مصر ورئيسها على الحدود، كيف اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بالأغانى الوطنية ومقاطع الفيديو لرجالها المخلصين من القوات المسلحة والشرطة المصرية، كيف وقف أمام أمثالكم يلقنهم درس في الوطنية، كيف وكيف وكيف.. سجل في ذاكرتك وانتظر المزيد فالآتى أصعب عليكم بالتأكيد.

ففي الوضع العصيب والمرحلة الفارقة التي يمر بها الإقليم بأكمله تخرجون لبث الفتنة ونشر الأكاذيب في محاولة فاشلة كعادتكم للنيل من الدولة المصرية وشعبها، حتى أن وصل بكم الأمر حد التشكيك في أن الشعب ليس الشعب، وحقا فالشعب هو ليس الشعب الذى كنتم تظنون، كنتوا على انتظار شعباً  تأثر بأحاديثكم طوال السنوات الماضية ففوجئتم بشعبٍ يهتف بحب الوطن ويلعن أمثالكم، الصدمة كبيرة نعلم ذلك ولكن هذه هي الحقيقة التي تحاولون إخفاءها على ممولكم ليستمر في العطاء ظناً منه أن هناك أمل في استخدامكم للوصول إلى هدفه ولا يعلم أنكم مجرد لطَّامون تخرجون للندب والصراخ والسب وهذه هي إمكانتياتكم الحقيقية وليس لديكم شيء آخر.


وأُنبهكم إن كنتم لا تعلمون، وعي الشعب أقوى من أجنداتكم ومن يمولكم بلا حساب، وعي الشعب أزاح من رؤوسِكُم النقاب، وعي الشعب كشف حقيقتكم وفضح أمركم ولا ينتظر منكم العودة من طريق الخيانة بل سيستمر في إبهاركم يوما بعد يوم بلا كلل أو ملل فهذا هو الشعب الذى راهنتم على وعيه رهان خاسر مثلكم، وهنا تأتى الرسالة لمن يُمولكم "ادفع لهم كيفما شئت وأنفق على منابرهم وفريق عملهم ورواتبهم الباهظة كما تُحب ونحن سنحمى الوطن كيفما عاهدنا التاريخ واجلس وشاهد ملياراتك المدفوعة لهؤلاء كيف تسقط على الأرض تحت أقدام أعظم شعوب الأرض!".