إردوغان يزور الإمارات في ختام جولة خليجية لجذب الاستثمارات

منذ 1 سنة 132

بدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارة إلى الإمارات، المحطة الأخيرة في جولة خليجية سعى خلالها إلى جذب الاستثمارات لبلاده التي تواجه صعوبات اقتصادية جمة، وفق ما أفادت الأربعاء وكالة أنباء الإمارات "وام".

وشملت الجولة التي تستمرّ ثلاثة أيام السعودية وقطر حيث تمّ توقيع اتفاقيات لإنعاش اقتصاد تركيا الذي يعاني تضخمًا كبيرًا وانهيارًا في سعر صرف العملة الوطنية.

وقالت الوكالة إن إردوغان وصل إلى الإمارات "في زيارة رسمية إلى الدولة ترافقه زوجته السيدة أمينة إردوغان".

ووصل الرئيس التركي إلى الإمارات آتيًا من قطر حيث التقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكد الجانبان خلال محادثات بينهما "على الرغبة القوية لدى البلدين بتعميق التعاون الثنائي بينهما من خلال تعزيز التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء القطرية.

عودة العلاقات

وهذه الزيارة الثانية لإردوغان إلى الإمارات منذ عودة الدفء إلى العلاقات بين البلدين أواخر عام 2021 بعدما شهدت فترات توتر عديدة في العقد الماضي.

فقد دعمت الإمارات وتركيا طرفين متنازعين في الحرب في ليبيا، واختلفتا حيال مسألة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. وقدّمت تركيا الدعم كذلك لأعضاء في جماعات إسلامية بينها "الاخوان المسلمين" المصنّفة تنظيمًا "إرهابيًا" في الإمارات والخليج.

وتوترت العلاقات أيضًا بسبب المقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، أقرب حلفاء أنقرة، واستمرت من منتصف عام 2017 حتى أوائل 2021. كما تفاقم التوتر مع دول الخليج وخصوصًا مع السعودية على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.

لكنّ العلاقات عادت للتحسن مع زيارة قام بها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 حين كان يتولى منصب ولي عهد أبوظبي إلى تركيا، تلتها زيارة قام بها إردوغان إلى الإمارات في شباط/فبراير 2022.

والشهر الماضي، التقى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نظيره التركي في اسطنبول بعد وقت قصير من إعادة انتخاب إردوغان رئيسًا لولاية ثالثة بعد دورة انتخابية ثانية في أيار/مايو. كما التقى نائب الرئيس التركي جودت يلماز الشيخ محمد بن زايد خلال زيارة إلى الإمارات في حزيران/يونيو.

وفتحت عودة العلاقات التركية الخليجية الباب أمام زيادة الاستثمارات في الاقتصاد التركي.

وفي آذار/مارس الماضي، وقّعت الإمارات وتركيا اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة تهدف إلى زيادة قيمة التجارة غير النفطية إلى 40 مليار دولار سنويًا في غضون 5 أعوام. وعام 2021، تمّ تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.

وبلغ إجمالي التجارة غير النفطية بين الإمارات وتركيا ما يقارب 19 مليار دولار عام 2022 بزيادة قدرها 40% عن عام 2021 و112% عن عام 2020، لتصبح تركيا بين أكبر 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات، وفق بيانات إماراتية رسمية.