طرحت شركة "ماتيل" الأمريكية لصناعة الألعاب الثلاثاء، نموذجاً جديداً من دمية باربي يحمل سمات الأشخاص المصابين بمتلازمة داون، بالشراكة مع جمعية أمريكية تُعنى بهذا الاضطراب الجيني. وقالت مديرة ماركة باربي ليزا ماكنايت في بيان: "هدفنا هو أن تمثّل الدمية مختلف الأطفال وأن يرى هؤلاء أنفسهم فيها، بالإضافة إلى تشجيعهم على اللّعب بدمى لا تشبههم".
وكانت شركة "ماتيل" قد تبنّت في الآونة الأخيرة مقاربة أكثر شمولية لعلامتها التجارية الشهيرة باربي، البالغة من العمر 64 عاماً، بعد أن واجهت انتقادات طالتها لفترة طويلة بسبب تقديم نموذج مثالي للجسد الأنثوي.
وتعاونت الشركة على نحو وثيق مع الجمعية الوطنية لمتلازمة داون (NDSS)، لتصميم شكل الدمية الجديدة، وميزاتها، وملابسها، وإكسسواراتها، وعلبتها، وللتأكد من أنها تمثل بدقة شخصاً مصاباً بمتلازمة داون.
خصائص الدمية:
باربي الجديدة مُتاحة الآن عبر الإنترنت وستُطرح للبيع في المتاجر هذا الصيف، وهي أصغر حجماً من تلك التقليدية، فيما يبدو الجزء العلوي من جسمها أطول من بقية الأجزاء، ولها أذنان صغيرتان وأنف مسطح وعينان لوزيتان، وهي خصائص معروفة لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة داون.
كما أنها ترتدي تقويماً وردي اللّون للكاحل والقدم يتناسب مع لون فستانها، ويتمتع الحذاء الرياضي بسحاب لتمثيل الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، إذ أن بعضهم يستخدمون تقويم العظام لدعم القدم والكاحل.
ولفتت "ماتيل" إلى أنّ نمط فستان باربي الجديد بأكمام واسعة، يتميز بالفراشات والألوان الصفراء والزرقاء، وهي رموز وألوان ترتبط بالتوعية فيما يخص متلازمة داون. أما قلادتها الوردية فمزودة بثلاث شارات على شكل (V)، وهي رمز يوحّد مجتمع متلازمة داون ويمثّل النسخ الثلاث للكروموسوم 21، وهو المادة الجينية التي تسبب الخصائص المرتبطة بهذه المتلازمة
وتؤثر هذه الحالة الجينية على القدرة المعرفية، ما يتسبّب بإعاقات في التعلّم تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وعلامات فارقة في الوجه.
ولعقود خلت، أي منذ ظهورها الأول في عام 1959، حافظت دمى باربي على بشرتها ذات اللون الفاتح وعلى كونها نحيلة، وشقراء، وتتمتّع بخصر ضيق للغاية، وتنتعل كعباً عالياً يستحيل المشي به، وقد واجهت الشركة الأمريكية العملاقة انتقادات سابقة بأن باربي التقليدية هذه لا تمثل نساء حقيقيات. لذلك ضاعفت من المبادرات الهادفة إلى تنويع صورة الدمية الشهيرة. وفي مطلع العام 2016 باتت تصنع نماذج مختلفة، من بيها دمية ذات ساق صناعية، وأخرى تجلس على كرسي متحرك، فيما أخرى مصابة بمرض البهاق الجلدي.
ويمكن للعب بالدمى خارج إطار التجربة التي يعيشها الطفل، أن تعلّمه التفهّم لواقع الآخر، وتبني لديه إحساساً أكبر بالتعاطف.