أوكرانيا بين إبطاء إطلاق الصواريخ على روسيا وقدوم ترمب

منذ 3 أيام 23

مع قدر كبير من الضجة الإعلامية، حصلت أوكرانيا على الإذن بإطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى على أهداف عسكرشية روسية قبل أكثر من شهر. ولكن بعد إطلاق عدد كبير منها في البداية، تباطأت أوكرانيا بالفعل في استخدامها.

الآن، تنفد الصواريخ من أوكرانيا. وربما ينفد الوقت أيضاً، فقد قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب علناً إنَّ السماح بصواريخ طويلة المدى أميركية الصنع داخل روسيا كان خطأ كبيراً.

حتى الآن، كانت الصواريخ فعالة بطرق محدودة، لكنها لم تغير مسار الحرب، وفقاً لمسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي.

كما أن الحرب لم تتصاعد كما كان يخشى البعض. ورغم أن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً جديداً قوياً متوسط المدى فائق السرعة على منشأة أسلحة أوكرانية بعد إطلاق أول وابلين من الصواريخ الغربية بعيدة المدى، فإنها ردت عليها منذ ذلك الحين بمزيج معتاد من الطائرات المسيرة والصواريخ والتهديدات.

قال مسؤولان أميركيان إنهما يعتقدان أن روسيا تحاول تجنب تصعيد العمليات العسكرية في أوكرانيا، لا سيما مع انتخاب ترمب، الذي لطالما كان متشككاً في الحرب، مع اعتبار النجاحات التي حققتها روسيا مؤخراً في ساحة المعركة. وقد تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتيهما نظراً للحساسيات السياسية.

وقال الأدميرال روب باور، أكبر ضابط عسكري في حلف شمال الأطلسي، مؤخراً، إن الضربات التي شنتها منظومة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى التابعة للجيش (ATACMS) «أصابت عدداً من مصانع الأسلحة ومستودعات الذخيرة في روسيا بشكل خطير». وقال إن ذلك أجبر روسيا على نقل العديد من المرافق اللوجستية بعيداً عن الجبهة.

بطريقة ما، فإن ما حدث مع الصواريخ «ATACMS» هو قصة ما حدث مع أسلحة غربية أخرى في الحرب. لكن بحلول الوقت الذي سمح فيه الغرب بالحصول على هذه الأسلحة، كانت أوكرانيا قد خسرت المزيد من الأرض. ولم يكن أي سلاح بمثابة الرصاصة السحرية. ويقول المسؤولون الغربيون أيضاً إن أوكرانيا اعتمدت كثيراً على المساعدة من الغرب ولم تفعل ما يكفي لتعزيز جهودها الحربية، لا سيما في حشد ما يكفي من القوات.

كانت الولايات المتحدة قد قاومت منذ فترة طويلة إرسال نظم الصواريخ «ATACMS» إلى أوكرانيا، التي يبلغ مداها 190 ميلاً، خوفاً من أن يؤدي استخدامها في عمق روسيا المسلحة نووياً إلى تصعيد الحرب. في الربيع، رضخ الرئيس جو بايدن. وقال المسؤولون الأميركيون إن الإدارة الأميركية شحنت ما يصل إلى 500 صاروخ من مخزونات البنتاغون. وفي حين أن أوكرانيا لم تستطع استخدامها في روسيا، فإنها أطلقتها على أهداف في الأراضي الأوكرانية الشرقية التي تسيطر عليها روسيا وفي شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا عام 2014، بهدف تدمير مراكز القيادة والسيطرة المحصنة، ومناطق تخزين الأسلحة، وبعض المخابئ الأخرى. وقال مسؤولون في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إن تلك الضربات كانت فعالة. قال المسؤولون الأميركيون إن بايدن برر منحه الإذن في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) باستخدام تلك الصواريخ في روسيا نظراً لأن موسكو جلبت جنوداً من كوريا الشمالية إلى الحرب.

لم يبق لأوكرانيا سوى «عشرات الصواريخ»؛ ربما حوالى 50 صاروخاً، كما قال المسؤولان الأميركيان، وأكدا أنه ليس من المحتمل أن يحصلوا على المزيد. وقد تم بالفعل تخصيص الإمدادات الأميركية المحدودة للانتشار في الشرق الأوسط وآسيا. وقال مسؤولون في بريطانيا، التي سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخها بعيدة المدى من طراز «ستورم شادو» داخل روسيا بعد قرار بايدن، إن بريطانيا قالت أيضاً مؤخراً إنها لم تعد لديها الكثير لتقدمه.

من غير المرجح أن يتدخل ترمب لسد هذه الفجوة. وقال مؤخراً لمجلة «تايم» إنه يختلف «بشدة» مع استخدام أوكرانيا لنظم الصواريخ «ATACMS» في الأراضي الروسية، ووصف قرار بايدن بتزويدهم بها بـ«القرار الأحمق». وفي اليوم التالي، قال الكرملين إن موقف ترمب «متسق تماماً» مع موسكو.

منذ أن منحت الولايات المتحدة وبريطانيا الإذن، أطلقت أوكرانيا ما لا يقل عن 6 ضربات صاروخية، مستخدمةً ما لا يقل عن 31 صاروخاً من طراز «ATACMS» و14 صاروخ «ستورم شادو»، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية والمدونين العسكريين الروس.

في 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت روسيا صاروخها الباليستي فائق السرعة السرعة «أوريشنيك»، أو «شجرة البندق»، على منشأة عسكرية في مدينة دنيبرو الأوكرانية. وعُدَّ ذلك تحذيراً من أن روسيا قد تضرب أي جزء من أوروبا بالصاروخ الجديد، وهي رسالة إلى أوروبا وأميركا بشأن العواقب المحتملة. بعد 6 أيام، اتصل الجنرال الروسي، الذي كان مهندس الغزو الأوكراني، بكبير المستشارين العسكريين لبايدن لمناقشة المخاوف بشأن التصعيد، مُصراً على أن تجربة الصاروخ كان مخططاً لها منذ فترة طويلة.

بعد تلك المكالمة التي أجريت في 27 نوفمبر، لم تطلق أوكرانيا صواريخ «ATACMS» أو «ستورم شادو» لمدة أسبوعين. كما شنت روسيا أيضاً عدداً قليلاً من الهجمات الصاروخية أو هجمات الطائرات المسيّرة على أوكرانيا، برغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد بإطلاق الصاروخ «أوريشنيك» في وسط العاصمة الأوكرانية كييف، إذا لم تتوقف أوكرانيا عن استخدام نظام صواريخ «ATACMS» في روسيا.

وقال ميكولا بيليسكوف، المحلل العسكري في «المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية» التابع للحكومة في أوكرانيا: «لقد قررنا الانتظار والعثور على قدرات عالية القيمة، وهذا أمر طبيعي».

* خدمة «نيويورك تايمز»