لا يزال العديد من سكان ولايتي كارولاينا وجورجيا يعانون من انقطاع المياه وخدمات الهاتف المحمول والكهرباء يوم الأربعاء، بعد ما يقرب من أسبوع على الدمار الذي خلفه إعصار هيلين في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة، وقد أودى الإعصار وتداعياته بحياة ما لا يقل عن 178 شخصًا.
في المناطق الجبلية النائية، قامت المروحيات بإنقاذ العالقين، بينما خاضت فرق البحث عبر مياه الفيضانات وأزاحت الأشجار المتساقطة للبحث عن الناجين من منزل إلى آخر.
وما زال أكثر من 1.1 مليون مشتركا يعيشون دون كهرباء في ولايتي كارولاينا وجورجيا، حيث اجتاح إعصار هيلين المناطق الداخلية بعد أن ضرب ساحل خليج فلوريدا قبل ستة أيام.
وتقول آنا رامزي وهي تحمل مع طفليها أكياسًا بلاستيكية مليئة بالمياه، حصلت عليها من موقع توزيع في أشفيل بولاية كارولاينا الشمالية: "ليس لدينا ماء ولا كهرباء، لكنني أعتقد أن أفعله الآن أهو أقل من يكمننا فعله تجاه أنفسنا".
توزيع الطعام والماء
وقالت وزارة الدفاع يوم الأربعاء إن وزيرها قد أذن بتعبئة 1000 جندي من القوات العاملة للمساعدة في توفير الإمدادات، فيما تتولى طائرات الشحن الحكومية عملية جلب الطعام والماء إلى المناطق الأكثر تضررًا.
ومع ذلك، فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل استعادة المياه بالكامل في أشفيل، التي تزود ما يقرب من جميع سكان مقاطعة بونكومب البالغ عددهم 275 ألف نسمة.
وقال المتحدث باسم نظام المياه كلاي تشاندلر إن آلاف الأقدام المكعبة من الأنابيب من أحد الخزانات قد جرفت، وسيتعين إعادة بنائها، كما أن مدخل المياه الثاني لا يعمل.
وأضاف تشاندلر: قائلا: "هناك أجزاء من نظام التوزيع لدينا سيتعين إعادة بنائها بالكامل".
وقالت إدارة حاكم ولاية كارولاينا الشمالية روي كوبر يوم الثلاثاء إن أكثر من عشرين محطة مياه لا تزال مغلقة.
ومع وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق النائية، ظهر المزيد من الدمار، فقد تداعت المنازل على جوانب التلال وضفاف الأنهار التي جرفتها المياه.
جو بايدن بتفقد الأضرار في ولايتي كارولاينا
وفي بلدة سوانانوا الصغيرة خارج أشفيل، كشفت مياه الفيضانات المتراجعة عن سيارات مكدسة فوق بعضها البعض ومنازل متنقلة طافت بعيدًا، كما ظهرت الحفر في الطرق المغطاة بالطين والحطام.
وتولى الرئيس جو بايدن تفقد الأضرار في ولايتي كارولاينا يوم الأربعاء، بينما أوكل إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس زيارة ولاية جورجيا المجاورة.
وقد تسبب الدمار الواسع والانقطاعات التي أثرت على البنية التحتية للاتصالات في حرمان العديد من الأشخاص من الوصول المستقر إلى الإنترنت وخدمة الهاتف المحمول.
وقال عمدة كانتون بولاية كارولاينا الشمالية، زيب سماذرز: "الناس يمشون في شوارع كانتون وهواتفهم مرفوعة في الهواء محاولين التقاط إشارة للهاتف المحمول كما لو كانت فراشة".
وقد جعلت تضاريس المنطقة وانتشار السكان الجهود المبذولة لاستعادة الخدمة أكثر صعوبة، وفقًا لديفيد زومولت، رئيس ومدير تنفيذي لجمعية النطاق العريض بدون حدود.
يشار إلى أنّ إعصار هيلين ضرب ساحل فلوريدا يوم الخميس الماضي، كإعصار من الفئة الرابعة وقلب الحياة في جميع أنحاء الجنوب الشرقي، مع الإبلاغ عن وفيات في ست ولايات، هي: فلوريدا وجورجيا وتينيسي وفيرجينيا، بالإضافة إلى ولايتي كارولاينا (الشمالية والجنوبية).