أهلي يردون مني أن أدرس الطب وأنا أحب دراسة اللغة العربية، فماذا أعمل؟

منذ 10 أشهر 181

أهلي يردون مني أن أدرس الطب وأنا أحب دراسة اللغة العربية، فماذا أعمل؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2023 ميلادي - 11/6/1445 هجري

الزيارات: 30


السؤال:

الملخص:

طالب متفوق، التحق بكلية الطب بناءً على رغبة أهله، وهو غير موفَّق في الدراسة، ويريد تحويل التخصص من الطب إلى اللغة العربية، في حين يرى أهله أن يُكمل في تخصص الطب؛ لأن التعيين فيها مضمون، وهو يسأل: هل تجب طاعة الأهل في ذلك؟ وهل الرزق يقل إن غيَّر مجال تخصصه؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا طالب متفوق، كنت من المراكز الثلاثة الأولى على مستوى الجمهورية، دخلت كلية الطب بعد صراع مع أهلي، ورغم تفوقي، فإني لم أُوفَّق في دراسة الطب، والآن أنا على وشك الرسوب، وأهلي يفرضون عليَّ الإكمال في تخصص الطب؛ لأن التعيين فيها مضمون، والطبيب يكسب احترام الناس، في حين أني أميل إلى تعلم اللغة العربية، لكنَّ مستقبلها الوظيفي غير ناجح، والتعيين فيها متوقف، أيضًا كلية الطب فيها كثير من التنازلات، وفيها اختلاط، وليس لي فيها صحبة صالحة، فهل تجب طاعة أهلي في الاستمرار في كلية الطب؟ وهل إن غيَّرتُ وظيفتي فسوف يقل رزقي؟ أليس هذا الرزق مكتوبًا عند الله، وسيدركنا، وعلينا فقط تحصيله بالطرق المشروعة؟ أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيسعدني أن أضع بين يديك هذه التوصيات؛ علَّها أن تساهم في قدرتك على تجاوز ما أنت فيه بإذن الله تعالى:

لا يخفى عليك أن الوالدان حقُّهما عظيم، وباعث حرصهما هو الخوف والمحبة؛ خوفًا على مستقبلك، ومحبة لك، تبعثهما على الحرص بأن تتبوأ أعلى المراتب، وتنال شرف معالي الأمور، ولا شكَّ أن هذه الفرصة التي سنحت لك ربما لن تتكرر، لا سيما وهو تخصص فيه خيرَي الدنيا والآخرة، متى ما صلحت النية.

ويظهر لي من خلال سردك للموضوع، أن الخلل متعلق بالتصورات الذهنية أكثر من العوائق الماثلة على أرض الواقع.

أخي الكريم:

إن الاعتداد بالرأي، والثقة بالذات كلاهما أمور جيدة، وتعينك على بناء شخصيتك بطريقة متناسقة، ولكن هذا لا يعني ألَّا تفتح أذنيك، وتتمعن بتوصيات مَن حولك، وخصوصًا الناصح الأمين.

وهل يصح أن تحرم نفسك العلمَ النافع من أجل وقوع البعض في المنكرات، ومخالفته لشرع الله في سلوكه؟ فهناك فرق بين وجودك في مكان مُعَدٍّ لفعل المنكرات، وبين مكان مُعَدٍّ وبكل شرف للنهل من هذا العلم النافع الذي تخدم به مجتمعك.

أقبِل على ما ينفعك، واصحَب من تنفعك صحبته، وابتعد عن صحبة من يسوؤك قُربه.

ثم اعلم أن هذا التخصص كلما انهمكتَ فيه، وأمعنت التفكير في مسائله، وأكببت على حفظ قواعده وإتقان مهاراته، فلن يكون لديك وقت للنظر في سلوك من حولك، بالإضافة إلى أن حفاظك على نفسك، والاهتمام بسلوكك، يجعلك قدوة حسنة ومثالًا يُحتذى به، وكما يُقال: الطريق لإصلاح العالَم يبدأ بإصلاحك لنفسك.

وبالنسبة لما ذكرت من تكفُّل الله سبحانه لك بالرزق، فالله سبحانه قد سبَّب الأسباب، وأمرنا بسلوك الطرق المؤدية إلى تحصيل الرزق، ومن أهمها اختيار المهنة التي تعينك على الكسب الحلال وفرصها تتميز بالوفرة، أما أن تتجه لدراسة تخصص تَعْلَم أن فرصه الوظيفية في بلدك حسبما ذكرت موقوفة، فهذا نوع من المجازفة، فأنت لا تدرس المرحلة الجامعية من باب الهواية، وإنما لأجل أن تتخصص في مهنة تزاولها، وبإمكانك الاطلاع على ما تحب وتهوى وتنمية ثقافتك في مستقبل الأيام، فطرق التعلم متعددة وميسرة في زمننا هذا، ولله الحمد وبشتى الوسائل.

وأوصيك بالتقصي عن أسباب نفورك من هذا التخصص بدقة، ومراجعتها بالمنطق لا بالهوى، وكذلك معرفة مواطن الضعف لديك في تحصيل هذا التخصص وتقويتها، لا سيما وقد ذكرت في عرض سؤالك بأنك قد حُزت مركزًا عاليًا، حققت فيه التفوق على مستوى بلدك.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.