♦ الملخص:
شاب خطب فتاةً بِناءً على رأي أهله، لكنها لم تلقَ قبولًا عنده، ولا سيما لون بشرتها، وأهله يضغطون لإتمام الزواج، وهو يفكر في فسخ الخطبة؛ لأنه لا يستطيع تقبُّلها، ويسأل: ما الرأي؟
♦ التفاصيل:
أنا شاب في الثلاثين من عمري، خطبت فتاة ذات خُلُقٍ، ومن أسرة محترمة وأصيلة، رأيتها في النظرة الشرعية، وكنت شبهَ مقتنع بها من حديث الأهل عنها بأنها طيبة ومحترمة، ولكن وقت الخطوبة لما رأيتها أكثرَ، لم أشعر بأي ارتياح نفسي تُجاهها، ولم أتقبل شكلها، خصوصًا لون بشرتها؛ حيث إنني أميل كثيرًا إلى المرأة ذات البشرة البيضاء، وقد يكون تفكيري سطحيًّا في ذلك، لكن كل شخص له ذوقه الخاص، تم إقناعي من أهلي أن البنت مقبولة، ولن تجد غيرها، وما إلى ذلك من الحديث المتعارف عليه من قِبل الأهل، وعلى ضوء ذلك خطبتها، وطلبت رقمها من والدها بعد الخطوبة بنحوِ ثلاثة أشهر لكي يتم التواصل؛ حيث قلتُ في قرارة نفسي: من الممكن أن أقتنَع بها من خلال الحديث معها، ولكن لم يحدُث، فلم أتقبلها، ولا أميل للحديث معها، رغم طيبتها وأخلاقها وكلامها، وهذه شهادة حق، فكرت مرارًا وتكرارًا، وحاولت بكل ما أستطيع أن أتجاوز ذلك، حتى في الحديث معها لا أتطرق لأي كلام عاطفي؛ حيث لا أريد أن أوهمها بمشاعرَ مزيفة، أو أظلمها معي، وشعرت بطريقة غير مباشرة باستياء الفتاة من هذه المعاملة، أنا في حيرة من أمري، لا أريد أن تطول المدة أكثر؛ حيث مضى على خطوبتي نحو خمسة أشهر، ولم يتغير رأيي قِيدَ أُنملة، سوى تفكير متواصل وعدم ارتياح، أحاول أن أجد أعذارًا لعدم الحديث معها، وصلت إلى حدِّ أنني أتضايق عندما ترسل لي أو تطمئن عليَّ؛ لخوفي عليها من التعلق بي، أخبرت أهلي بأنني أريد إنهاء العلاقة، ولكن تَمَّ رفضُ ذلك بحجة أنه لا يوجد سبب مقنع للإنهاء، وأنه سيصعب مواجهة أهلها بهذا الموضوع، وما سوف يقوله الناس؛ كوننا في مجتمع شرقي يرى أنَّ فسخ الرجل يكون لعيبٍ في الفتاة يَمَسُّ سُمعتها، أنا في حيرة من أمري، كيف أقنع نفسي بها؟ أو أنهي العلاقة دون تجريح أو ظلم، ودون أن أُفقِدَ الفتاةَ الثقةَ بنفسها؟ أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالجواب باختصار شديد هو:
أولًا: ما دمت لا تجد أيَّ ارتياح لخطيبتك، بل تجد نُفرة منها، وتتضايق جدًّا من رسائلها، فنصيحتي لك أن تستخير مرة أخرى، فإن استمر معك الصدود عنها، فالأمر واضح جدًّا، وليس فيه قولان.
ثانيًا: وأخشى إن تَمَّ الزواج وأنت تجد كل هذا الصدود عنها أن يكون ذلك ظلمًا لنفسك ولها.
ثالثًا: الغالب في مثل حالتك ألَّا تستمر الحياة الزوجية، وألا تتحقق أهدافها، خاصة السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف؛ قال سبحانه عنها: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
رابعًا: إن استمرت نُفرتك منها، فكن صريحًا مع أهلك، وصارِحْهم بنفورك منها، وأتوقع إذا علموا بذلك أن يقبلوا اعتذارك.
خامسًا: وادعُ الله كثيرًا أن يدُلَّك على القرار الصحيح، وأن يوفق أهلك لقَبوله.
حفِظك الله، وبصَّرك بما فيه خيرٌ لكما، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.