مع اقتراب شهر رمضان المبارك، جاءت مبادرة “كتف في كتف” كأداة ممتدة لمبادرة وصل الخير التي أُطلقت في شهر رمضان الماضي؛ تعزيزًا لبرامج الحماية الاجتماعية، ولتخفيف العبء عن الفئات الأولى بالرعاية، وكذلك للحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية. وتعتمد المبادرة على التكاتف بين مؤسسات المجتمع المدني الأعضاء، وقد ظهر ذلك من خلال التدخل السريع لتقديم المعونة والمساعدة للفئات الأكثر احتياجًا والذي يعد استثمارًا ناجحًا لجهود المجتمع المدني، وإعادة توظيف لدوره، وترسيخ لفعالية المجتمع المدني كشريك أساسي في العملية التنموية التي تقودها مصر.
تعد مبادرة “كتف في كتف” الأكبر من نوعها؛ لما يميزها من انتشار على مستوى كافة المحافظات وصولًا إلى المحافظات الحدودية، واختلاف مكوناتها، ولقد تم ذلك من خلال الاعتماد على قواعد البيانات الموحدة لدى التحالف والتي تضمن وصول الدعم لمستحقيه بالفعل، ومنع ازدواجية المنفعة بما يضمن النجاح الكامل للمبادرة.
كشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه تهدف المبادرة إلى توفير أكثر من 4 ملايين صندوق من المواد الغذائية في جميع المحافظات قبل شهر رمضان، وسيتم إنشاء مطابخ على مستوى المحافظات لتوفير الوجبات الساخنة للمواطنين. ويكفي صندوق السلع الخاص بمبادرة “كتف في كتف”، أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر تقريبًا، في ظل الاعتماد على 50 ألف متطوع من متطوعي التحالف الوطني.
ولقد انطلقت أولى فاعليات مبادرة كتف في كتف يوم 10 مارس في 16 محافظة بالتوازي، وهي ( القاهرة – الجيزة – القليوبية – الغربية – المنوفية – الشرقية – الدقهلية –كفر الشيخ – البحيرة – الإسكندرية – الإسماعيلية – الفيوم – بني سويف – سوهاج – الأقصر – أسوان). فقد تم التركيز في البداية على استهداف المحافظات التي بها تجمعات أكثر وأعداد متطوعين أكثر، لكن المبادرة بشكل عام تستهدف كل الأسر الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، فوفقا للتحالف الوطني يبلغ عدد المستفيدين من مبادرة “كتف في كتف” نحو 25 مليون مواطن مصري.
ولم تكتف المبادرة بتقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية فقط، بل نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظات: الأقصر، وكفر الشيخ، والشرقية، والقاهرة، من خلال ورش حكى للأطفال عن أهمية المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى العروض الفنية التي تناولت أهمية العمل التطوعي والتفاعل مع المجتمع.
ومن المقرر انطلاق مبادرة كتف في كتف يوم 17 مارس باستاد القاهرة الدولي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني الأعضاء في التحالف بالإضافة، وحضور آلاف الشباب من كل ربوع مصر؛ لإعطاء رسالة بأننا جميعًا واحد، وأن الدولة بكافة مؤسساتها في خدمة الشعب المصري، والجميع يصطف كتفًا بكتف للعبور من أي أزمة.