(CNN) -- أجبرت حرب إسرائيل على غزة التي استمرت عاما كاملا، بعدما بدأت في أعقاب هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 1.9 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم، ودمرت نظام الرعاية الصحية في القطاع، وألحقت الضرر بالمواقع الثقافية، ودمرت المؤسسات الأكاديمية، وأدت إلى أزمة إنسانية من الجوع والتشرد والمرض.
ويقول الفلسطينيون إنهم بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة، ناهيك عن قدرتهم على إعادة البناء، تحت القصف والحصار الإسرائيلي.
وأصابت العديد من الضربات الإسرائيلية البنية التحتية المدنية، وتقول إسرائيل منذ سنوات إن مقاتلي حماس يستخدمون المساجد والمستشفيات وغيرها من المباني المدنية للاختباء من الهجمات الإسرائيلية وشن هجماتهم.
وفي المقابل، نفت حماس مرارا وتكرارا هذه الادعاءات.
ومع تكثيف الجيش الإسرائيلي لحربه على جبهات متعددة في المنطقة، يخشى الناس في غزة أن يتحول تركيز العالم عن محنتهم.
وخلف القصف الإسرائيلي أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في غزة، وهو ما يزيد بمقدار 14 مرة عن إجمالي الأنقاض الناتجة عن جميع الصراعات على مدى السنوات الست عشرة الماضية، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة في أغسطس/آب.
وبعد مرور عام على الحرب، لا يزال الرقم في تزايد، ولوضع هذه الكمية الهائلة من الأنقاض في المنظور الصحيح، فإنها قد تملأ سنترال بارك في مدينة نيويورك إلى ارتفاع 8 أمتار (حوالي 26 قدمًا).
وقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في يوليو/تموز أن الأمر سيستغرق 8 سنوات على الأقل لإزالة هذه الكمية من الأنقاض من غزة.
وتحدثت شبكة CNN إلى أشخاص في المحافظات الخمس في غزة - شمال غزة، ومدينة غزة، ودير البلح، وخان يونس، ورفح - الذين تحولت حياتهم وسبل عيشهم إلى أنقاض، بما في ذلك الأطباء وأصحاب المحلات التجارية وعمال الإغاثة والمعلمين.
وقال سامر أبو زر، الطبيب والأب لـ4 أطفال نازحين في وسط غزة: "غزة ليست مجرد منطقة حرب، إنها موطن لملايين الأشخاص الذين يحاولون أن يعيشوا حياتهم، على الرغم من الظروف التي لا يمكن تصورها".
وأضاف: "نحن أكثر من مجرد ضحايا للعنف، نحن أطباء ومعلمون وطلاب وأولياء أمور ونستحق نفس الكرامة والإنسانية مثل أي شخص آخر، لم تحطم هذه الحرب المباني فحسب، بل دمرت أيضا نسيج مجتمعنا".