أميركا وتفاقم الجدل حول حقيقة الأجسام الطائرة المجهولة

منذ 1 سنة 204

في المعرفة الغامضة عن الأجسام الطائرة المجهولة، هناك شخص من أولئك الذين يزعمون العلم ببرنامج سري أميركي للقيام بأعمال هندسة عكسية لتكنولوجيا الكائنات الفضائية المستعادة، ويُدعى بوب لازار.

فيما يلي كيف روى لازار القصة. بصفته عالم فيزياء درس في معهدَي «ماساتشوستس للتكنولوجيا» و«كاليفورنيا للتكنولوجيا»، تم تعيينه في البحرية الأميركية خلال حقبة الثمانينات، للعمل فنياً في المنشأة «إس-4» التابعة للمنطقة 51. وتتضمن المنشأة -حسب روايته- 9 أطباق طائرة مسترجعة. إضافة إلى ذلك، زعم لازار إلقاء نظرات خاطفة على جثامين كائنات فضائية، ووجود تقارير موجزة عن اتصال بشري مع نظام «زيتا ريتيكولي» النجمي.

أمور لافتة للنظر، أليس كذلك؟ باستثناء أن لازار ليس عالم فيزياء حقاً، ولم يتم تعيينه في البحرية، ولم يتخرج في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» أو «معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا»، واتصاله المحتمل الوحيد بمنشآت عسكرية كان من خلال تنفيذه لمهمة قصيرة الأجل في شركة متعاقدة ذات صلة بـ«لوس ألاموس».

لذا لتصديق قصته، عليك تصديق أنه بمجرد تحوله إلى مبلِّغ عن الأمر، محى «الرجال ذوو البزّات السوداء» بشكل سحري، كل الأدلة المتعلقة بسيرته الذاتية، أو يمكنك عوضاً عن ذلك افتراض أن لازار فنان أميركي أصيل في اللغو والهراء، وهو انطباع لا تنجح آخر وظائفه (موظف مبيعات لمواد كيميائية يواجه حالياً مشكلات مع القانون) في تبديده.

تمثل قصة لازار خلفية مفيدة لأحدث جولة من المزاعم المتعلقة ببرامج أميركية سرية تتضمن تكنولوجيا الكائنات الفضائية، ظهرت مؤخراً على موقع «ذا ديبريف» الإلكتروني الخاص بالتكنولوجيا. وهي مفيدة أولاً لكونها مألوفة، فمرة أخرى يظهر شخص مبلغ يزعم معرفته بعمل تم إخفاء أمره لمدة طويلة يتعلق بأمور غيبية، وأيضاً بسبب الاختلاف. لا يروّج المبلّغ المدّعي في الحالة المبينة -وهو ديفيد غراش- أدلة احتيالية مدلّسة، فهو مسؤول سابق في الأمن القومي، تم تعيينه ضمن فريق عمل الظواهر الجوية المجهولة الذي كان حديث العهد آنذاك، وتم إعادة تشغيله مؤخراً باسم «مكتب حل الحالات الشاذة في كافة المجالات»، من عام 2019 حتى 2022. ويتبين أن تلك المهمة هي أساس مزاعمه؛ حيث يعمل من خلال قنوات أمن قومي طبيعية لكتابة هذا التقرير، وتدعمه شخصيات أخرى ذات خلفية حكومية بشكل ما.

لا يعني ذلك أنه ينبغي عليك تصديقه، فرأيي العام هو أن ظواهر مقابلة أجسام طائرة مجهولة تبدو مستمرة ومواكبة لتجارب خارقة للطبيعة يتم الإبلاغ عنها طوال الفترة الطويلة السابقة للحقبة الحديثة، من بينها عمليات اختطاف في عوالم الجنيات بوجه خاص. وبهذا من المرجح أن تقدم التجارب أدلة؛ إما على نوع من لا وعي غريب، كالذي أشار إليه كارل يونغ، أو عوالم ما وراء الطبيعة الغيبية فعلياً، أكثر مما تتضمن زائرين عابرين للكواكب من نظام «زيتا ريتيكولي».

على الجانب الآخر، يجمع وجود مركبات فضائية مخفية داخل عنابر الحكومة الأميركية احتمالين غير مرجحين على ما يبدو: الأول هو أن الكائنات غير البشرية تعبر محيطات الفضاء، أو تقفز عبر حواجز بين الأبعاد باستخدام تكنولوجيا غامضة، ومع ذلك تظل تتحطم بشكل ما مخلّفة وراءها آثاراً وتذكارات. أما الاحتمال الثاني فهو أن حكومات البشر تجمع الأدلة طوال أجيال دون تسرب أو انكشاف أي حقائق، أو حتى إفشائها من جانب دونالد ترمب.

مع ذلك، يعدّ وجود هذا المبلّغ دليلاً على حدوث تحوّل مذهل في الخطاب العام الخاص بالأجسام الطائرة المجهولة. ربما لا تكون هناك مركبة فضائية؛ لكن من الواضح حالياً وجود تكتل أو مجموعة داخل مؤسسة الأمن القومي، تريد أن يعتقد الأميركيون في احتمال وجود مركبة فضائية، لمنح تلك القصص مصداقية وثقة، بدلاً من استبعادها ورفض تصديقها.

يتضمن الدليل على وجود مثل هذا التحوّل رغبة الجيش الجديدة في الكشف عن مواجهات جوية غريبة، ويشمل ذلك أيضاً إنشاء فريق العمل الذي تم تعيين غراش به، وسلوك الحكومة الغريب الشاذ، المتحفّظ والمتكتم على نحو يلفت الانتباه بشأن عمليات إسقاط عسكرية، لما تم افتراض أنها مناطيد، خلال العام الحالي. ويشمل ذلك نماذج أخرى من شخصيات تتمتع بمصداقية وجديرة بالثقة، مثل غاري نولان، أستاذ علم الأمراض في «جامعة ستانفورد» الذي يزعم تسلمهم لأدلة على وجود اتصال بمخلوقات في الفضاء الخارجي.

ويشمل ذلك أيضاً مجموعة متنوعة من القصص الغريبة التي تم تزويد كتّاب يريدون العمل في منطقة العلوم الغريبة بها.

أنا لست مستقبلاً شخصياً لتلميحات وحكايات، رغم أن خدمة الرسائل المباشرة الخاصة بي متاحة ومفتوحة إذا كان لديك بعض منها، ولا أتبنى أي نظرية محددة عن سبب حدوث هذا التوجه. ربما لأن هناك بالفعل شيء ما في الفضاء الخارجي، ويتم تأهيلنا لاستقبال ذلك الكشف الكبير. ربما أيضاً أتاحت جرعة تمويل «البنتاغون» التي اعتمدها وخصصها هاري ريد لدراسة الحالات الخارقة للطبيعة في عام 2007، لمجموعة من المتحمّسين للأجسام الطائرة المجهولة اختراق مؤسسة الدفاع. ربما هناك أيضاً دائماً شبكة للدولة العميقة مكوّنة من الأشخاص المتبنيين للمعرفة الخفية؛ حيث يمكن تذكّر تجارب الحرب الباردة في الأبحاث النفسية في هذا السياق، والذين أصبحوا ماهرين مؤخراً في التعامل مع وسائل الإعلام والدعاية.

ربما تكون تلك محاولة انتقادية لاستخدام ظواهر لا يوجد تفسير لها كعذر للحصول على تمويل الجيش. ربما يكون الأمر أيضاً عملية نفسية لتشويه سمعة منتقدي دولة الأمن القومي، ليبدو تاكر كارلسون -على سبيل المثال- شخصاً سيئاً من خلال إقناعه بتصديق وجود الكائنات الفضائية، ثم فضح الأمر.

ربما ستكون الكائنات الفضائية الحقيقية أكثر إثارة للاهتمام من أذرع الدولة العميقة أو العمليات النفسية؛ لكن تكشف كل تلك السيناريوهات قصصاً غريبة جداً عن كيفية عمل حكومتنا. لذا عليك اتّباع إيقاع الأجسام الطائرة المجهولة حتى إن لم تكن تعتقد في وجود الكائنات الفضائية؛ لأن الحقيقة قد تكون غريبة بما يكفي.

* خدمة «نيويورك تايمز»