استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 14/10/2024 ميلادي - 11/4/1446 هجري
الزيارات: 23
♦ الملخص:
فتاة في منتصف العشرينيات لا تدري كيف تتعامل مع أمها، التي تتحكم في كل شيء في حياتها، وتقطعها عن صديقاتها، ودائمًا تدعو عليها، وهي تخشى أن يغضب الله عليها بسببها، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة في منتصف العشرينيات، طوال حياتي أمي تتحكم فيَّ وفي إخوتي، تتحكم فيمن نصاحب، وكيف نلبس، حتى لو كان ذلك الشيء صائبًا، ولو وافق أبي، وإذا علمت بأننا قمنا بشيء يسير دون علمها، تغضب وتدعو علينا، ودائمًا تشكونا إلى صديقاتها، وتتعمد أن تجعلنا مكروهاتٍ لديهن، عندما كنا صغارًا كنا نظن أنها تحبنا، لكنا اكتشفنا مع الوقت أنها تحب التدخل في حياتنا، إذا علمت أن لنا صديقة تحبنا، تأمرنا بقطع علاقتنا بها؛ كي لا نتعلق بها أكثر منها، حتى إنني أصبحت أرى صديقاتي من غير علمها، وهي دائمة التحريض لأبي علينا، لا أدري كيف أعاملها، فالأمر صار متعبًا، وأخشى أن تصيبنا دعوتها؛ فهي تدعو كل يوم ألَّا نتزوج؛ لتتحكم أكثر فأكثر، وأخشى أن يغضب الله عليَّ بسببها، مع أني لا أفعل شيئًا محرمًا، أرجو توجيهكم في كيفية التعامل معها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أختي الحبيبة، أسأل الله أن ييسر أمركِ، وأن يشرح صدركِ لكل خير.
أشعر جدًّا بما تعانين، وأسأل الله أن يهدي الوالدة لأن ما تفعله لا يصح أبدًا، فكثرة التدخلات في كل شيء والتحكم الدائم فيكم كما ذكرتِ، والدعاء عليكم؛ هذا كله لا يجوز.
أرى لو أنكم تتكلمون مع أبيكم أو أي أحد قريب منها ليقدم لها النصح؛ لعل ذلك يؤثر فيها، فلا بد للوالدة أن تعرف أن لكم مساحة تتصرفون فيها كما تريدون، وليس معنى أنكم أبناؤها أن تتحكم فيكم، وأن توقف حياتكم عليها، وهذه التصرفات سيترتب عليها فجوة بينكم.
فكيف يكون الحب والود مع ما يصدر منها؟!
وإن لم ينجح أحد في إرجاعها عما تفعل، فالحل هو الصبر، ولا تخبروها عن أي شيء يخصكم، ولا تلتفتوا إلى ما تقوم به من شكوى أو دعاء أو غضب، وليس عليكم إثمٌ إن فعلتم ما في مصلحتكم، وإن عارضت أو دَعَتْ عليكم؛ لأن غضبها ودعواتها بدون وجه حقٍّ، والله سبحانه عدل رحيم لا يظلم أحدًا.
وللأسف يوجد مِنَ الآباء مَن يتعامل مع الأبناء وكأنهم مِلْكٌ لهم، لا يريدون لهم رأيًا ولا فعلًا، إلا ما يوافق هواهم، حتى وإن كان في غير مصلحة الأبناء، وهنا عندما يرفض الأبناء يقومون بالدعاء عليهم، والغضب منهم، وفي حقيقة الأمر هؤلاء الآباء - هداهم الله - يحتاجون إلى تأهيل نفسي؛ ليعرفوا ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات تجاه أبنائهم.
أنصحكِ حبيبتي مهما فعلت الوالدة أن يتسع صدركِ؛ لكي تستطيعي برها، وأن تعامليها معاملة طيبة، فإن أساءت أحْسِني، وأكْثِري الدعاء لها.