أمي تأخذ أموالي

منذ 3 أشهر 72

أمي تأخذ أموالي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/8/2024 ميلادي - 12/2/1446 هجري

الزيارات: 18


السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة تشكو أمَّها التي تسيء معاملتها طمعًا في مالها، مع أنها لا تعامل إخوتها بمثل هذه المعاملة، وهم يعملون برواتب جيدة، وقد تعبت من تلك المعاملة، وتسأل: هل لها أن تقلِّل زياراتها لأمها؟

التفاصيل:

أنا معلمة، تزوَّجت - على رغم أنفي - من رجلٍ حالته المادية سيئة جدًّا، كان أهلي يأخذون راتبي كله قبل الزواج، وقُبيل زفافي أجبروني على أخْذِ قرضٍ بنصف راتبي لمدة اثني عشر عامًا؛ من أجل مصاريف دراسة أخي، ولم يكتفوا بذلك، بل ضغطت عليَّ أمي وأخذت النصف الآخر من الراتب، ومع ديون زوجي أصبحت حالتي المادية أسوأ، وبعد أن تحررت من القرض، أصبحت تعاملني بسوء، وتتأفف مني ومن أبنائي، وتلمح إلى حاجتها للمال، مع أن إخوتي جميعًا يعملون برواتب جيدة، والذي زاد من غيظي أن أختي الكبرى لم تكن تعطيها شيئًا من راتبها، وصار رصيدها في البنك كثيرًا، سؤالي: هل يجوز أن أُقلِّل زياراتي لها؛ لأنها سبَّبت لي الاكتئاب والتعب النفسي؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتكِ عجيبة جدًّا وغريبة، وفيها علامات استفهام قوية؛ منها:

لماذا تُعامِلُكِ أمُّكِ هذا التعامل الشاذ، ولا تتعامل به مع أحد من إخوانكِ، هل أسأتِ لها سابقًا ووجدَتْ في نفسها عليكِ؟ هل تم تحريضها عليكِ من قِبَلِ أحدٍ؟ هل يوجد فاصل خارجي بينكِ وبينها من حسد أو غيره؟ هل أذنبتِ ذنوبًا لم تأبهي لها فعُوقبتِ بتسلُّطها عليكِ؟ هل هو مجرد ابتلاء وامتحان لكِ؟ وتحديد السبب مهم جدًّا؛ ليسهل وضع الحلول، وعمومًا أيًّا كان السبب من هذه الأسباب أو من غيرها، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: أهم الحلول مُطْلقًا هي الحلول الشرعية؛ ومنها:

1- الدعاء، وهو أعظمها، فتسألين لأمكِ الهداية لحُسْنِ الخُلُقِ معكِ ومع غيركِ، ولكِ الصبر والإعانة على البِرِّ وصرف الأذى؛ لقوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

2- الاستغفار؛ لأن الله سبحانه جعله سببًا لكشف الكرب، وتيسير الرزق، ولأننا نُبتلى أحيانًا من أقرب الناس لنا بسبب ذنوبنا؛ كما قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

3- الاسترجاع؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

ثانيًا: من الناحية الشرعية لستِ مُلْزَمَةً بالإنفاق على والدتكِ، ولا على إخوانكِ، ما دام عندهم ما يكفيهم، ولا حتى منحهم جزءًا من راتبكِ رغمًا عنكِ، فأنتِ حُرَّة في مالكِ، ولكن إن أردتِ إعطاءهم شيئًا ما من باب الإحسان والتلطف، فذلك لكِ، ولا يتعارض هذا الكلام مع البر بالوالدين؛ فالبر مجالاته واضحة جدًّا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: ما دام يلحقكِ بكثرة الزيارة للوالدة أذًى معنويٌّ يُسبِّب لكِ الأمراض، فلا بأس – والحالة هذه - بتقليل الزيارة بحيث يبقى قدرٌ يحصل معه واجب البِرِّ والصلة.

حفِظكِ الله، وفرَّج كربتكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.