تحدث مطور برمجيات يبلغ من العمر 45 سنة عن سعيه إلى استعادة شبابه عبر خضوعه لخطة قاسية تتضمن نظاماً غذائياً صارماً وإجراءات طبية وعلاجات، فيما تبلغ كلفتها نحو مليوني دولار سنوياً.
حقق براين جونسون ثروته عندما باع شركته "برينتري بايمنت سوليوشينز"، Braintree Payment Solutions، لموقع "باي بال" التابع لـ"إي باي" في 2013 مقابل 800 مليون دولار نقداً. منذ ذلك الحين، حول الشاب البالغ من العمر 45 سنة انتباهه إلى ذاته، ويصب تركيزه الآن على عكس مسار عملية التقدم في العمر.
في قصة عرضتها شبكة "بلومبيرغ" بعنوان "كيف تصبح في عمر 18 سنة مرة أخرى مقابل مليوني دولار في السنة"، تبين أن جونسون يسعى إلى تحقيق أهداف تشمل التمتع بـ"عقل وقلب ورئتين وكبد وكليتين وأربطة وأسنان وبشرة وشعر ومثانة وقضيب ومستقيم لشخص يبلغ من العمر 18 عاماً". وبغية التوصل إلى تحقيق تلك الأهداف، يوظف جونسون لديه فريق عمل يضم أكثر من 30 طبيباً وخبيراً صحياً يعكفون على مراقبة "وظائفه الجسدية كافة".
وقد استلزمت خطة العلاج التي يتولى الإشراف عليها أوليفر زولمان، طبيب متخصص في الطب التجديدي يبلغ من العمر 29 سنة، "ملايين الدولارات". وتطلبت الخطة أيضاً إنشاء جناح طبي في منزل جونسون الكائن في فينيسيا بكاليفورنيا، وفق "بلومبيرغ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطراداً، كشف جونسون تفاصيل خطته المسماة "مشروع بلوبرينت" Project Blueprint، مبيناً أنه يستيقظ في الخامسة صباحاً كل يوم، ويتناول 20 قرصاً من المكملات الغذائية والأدوية، من بينها الزنك استكمالاً لنظامه الغذائي، وجرعة صغيرة من الليثيوم الضروري لـ"صحة الدماغ"، وفق كلماته. كذلك يتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً يحتوي على ألف و977 سعرة حرارية في اليوم، ويمارس الرياضة لمدة ساعة يومياً، ويواظب على الخلود إلى النوم في الوقت نفسه من كل ليلة. يضاف إلى ذلك أنه يرتدي زوجاً من نظارات الضوء الأزرق مدة ساعتين قبل النوم. [تتميز نظارات "البلو لايت" بأن عدساتها تضم طبقة إضافية ملونة تفلتر الأشعة الزرقاء بشكل يزعم أنه يحمي العينين من التوهج الناتج من الأجهزة الذكية].
وتشير "بلومبيرغ" إلى أنه في كل شهر، يجري رجل الأعمال التكنولوجي المليونير "عشرات الإجراءات الطبية، علماً أن بعضها شديد الوطأة ومؤلم، ثم يقيس نتائجها من طريق الخضوع لتحاليل دم إضافية، وفحوص تصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية، إضافة إلى تنظير القولون".
وفي تفاصيل أخرى، أوردت "بلومبيرغ" أن جونسون، "أخذ 33 ألفاً و537 صورة لأمعائه، واكتشف أن رموشه أقصر من المتوسط، وفحص سماكة باطنة الشريان السباتي. إنه يصعق قاع حوضه بنبضات كهرومغناطيسية بغية تعزيز قوة العضلات في أجزاء من الجسم يصعب الوصول إليها، كذلك يرتدي جهازاً يحسب عدد مرات الانتصاب ليلاً". واستكمالاً، يخضع جونسون لتقشير البشرة بالأحماض والعلاج بالليزر أسبوعياً، ويحقن الخبراء دهوناً في وجهه لبناء "دعامات دهنية". وفق كلامه، يختلف هذا الإجراء عن حقن "الفيلر" العادية، ذلك أنه فيما جسده "يتجدد"، ستصنع الدهون الجديدة المحقونة "دهوناً من تلقاء نفسها". ونقلت "بلومبيرغ" عن جونسون إن "الجسم يصل إلى تكوين محدد في سن الـ18". وأوضح أنه يسير في "مسعى مملوء بالشغف بغية التوصل إلى الهدف المثير المتمثل ببلوغ سن الـ18 في كل أجزاء الجسم".
الآن، بعد مرور أكثر من سنة على البدء بخطة العلاج التجريبية، يرى أطباء جونسون أن العملية تؤتي ثمارها. إذ نقل جيف تول، طبيب باطني ضمن فريق جونسون، إلى شبكة "بلومبيرغ" أن "جميع مؤشرات الجسم التي نتتبعها تتحسن بشكل ملفت".ووفق الفريق، يعني ذلك أن جونسون قد "قلص عمره البيولوجي الإجمالي خمس سنوات في أقل تقدير"، وأنه يتمتع الآن "بقلب في عمر 37 سنة، و28 سنة للبشرة، و18 سنةً لكفاءة الرئتين واللياقة". ولكن، أبدى أطباء اخرون رأياً أكثر واقعية بشأن نتائج جونسون، على غرار ما صرح به زولمان الذي حصل على شهادته في الطب في "كينغز كوليدج لندن". إذ يزعم ذلك الطبيب الشاب البالغ من العمر 29 سنة أن الفريق لم يحقق "أي نتائج ملفتة"، بل "نتائج صغيرة ومعقولة"، ومتوقعة، بحسب رأيه. وفي ما يتعلق بمسار العمليات الفكرية، فإن جونسون يحاول أن "يثبت إمكانية تجنب إيذاء النفس والتدهور". وكذلك أقر ذلك الرجل بأن الآخرين ربما لا يفهمون أو يؤمنون بجدوى النهج الذي يتبناه، لكنه أمر "متوقع وحسن"، وفق جونسون.
أثار سعي جونسون إلى تغيير عمره، والحدود القصوى التي قطعها في سبيل تحقيق مراده، جدالاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ويتساءل مستخدمون كثر عن الهدف النهائي من ذلك كله.
كتب أحد المستخدمين في تغريدة على "تويتر"، جاء في كلماتها، "مهووس بالأثرياء الذين يدركون أن المال ليس الهدف، ثم يتخبطون بأفكار على شاكلة "ربما يمكنني [الاكتفاء بمحاولة] أن أعيش إلى الأبد". وأضاف مستخدم آخر، "لا تسعفني الكلمات أمام هذه القصة. بدل أن ينفق تلك الأموال الكثيرة على التحاليل والإجراءات الطبية وغيرها، كان بإمكانه استخدامها للاستمتاع بمتع الحياة مع الاحتفاظ بصحة جيدة، ويتقدم في السن بشكل طبيعي". وكذلك زعم أحد المستخدمين أن "هذا المستوى من حب الذات ليس صحياً". وتساءل آخر عن "الهدف" من جهود جونسون. "ما الفائدة؟ في رأيي، تبدو هذه الحياة غير مرضية تماماً مهما طالت"، وفق ما جاء في كلماته.
ووجد مستخدمون آخرون أن الأموال الباهظة التي ينفقها جونسون على نظامه للرعاية الذاتية يخلو من أي تعاطف، لافتين إلى العدد الكبير من الناس العاجزين حتى عن تحمل ضروريات الحياة الأساسية. وكتب أحدهم، "إننا إزاء مجتمع يرتعب بعض أفراده من العمر، فينفقون ببساطة مليوني دولار سنوياً على هراء مطاردة ينبوع الشباب، بينما لا يملك كثيرون ما يكفيهم لدفع تكاليف السكن والطعام اللائق".
وفي المقابل، على رغم سهام الانتقادات التي طاولت جونسون من غالبية القراء، فقد أشاد البعض الآخر بالمليونير لما يبديه من تفان. وكتب أحدهم، "ثمة مجموعة من الناس تنتقد براين جونسون وتسخر منه لأنه يبذل جهوداً كبيرة لعكس مسار الشيخوخة. لا أعرفه، لكني أحترم أي شخص يخوض مهمة ما، وعلى استعداد أن يسير في دربه الخاص ومشاركة الآخرين تفاصيل رحلته علانية وبصراحة. أتمنى له النجاح". ووصف شخص آخر جهود جونسون الحماسية في سبيل استعادة شبابه بـ"الرائعة جداً".
وفي رده على الانتقادات، كتب جونسون ممازحاً على "تويتر" إن الردود على القصة التي نشرتها "بلومبيرغ" تعد بالنسبة له، "لطيفة بشكل مدهش" قبل أن يزعم أنه "يتطلع" إلى سماع "الاستهزاءات والإهانات والشتائم من كارهيه". وكذلك أعاد جونسون نشر بعض الردود المفضلة التي وردته حتى الآن، ويدعي أحدها أنه [جونسون] "يبدو غريب الأطوار تماماً"، ويسأل آخر، "هل نخبره أنه لا يبدو في سن 18 سنة؟".
يبقى أن "اندبندنت" اتصلت بجونسون للحصول منه على تعليق في هذا الشأن.