أمم إفريقيا - المغرب والشخصية المفقودة.. ما وراء الفشل القاري لرابع العالم

منذ 10 أشهر 152

لا شيء أقسى على النفس من رائحة الأحلام وهي تتبخر، هذا حال الجمهور المغربي وهو يتابع منتخب بلاده المدجج بالنجوم وهو يودع بطولة تلو الأخرى لكأس إفريقيا.

ترسانة من النجوم المتوهجة في الدوريات الأوروبية الكبرى وظروف مواتية ومهيئة مرارا وتكرارا للتتويج لكن المحصلة لقب وحيد خلال 52 عاما منذ المشاركة الأولى.

انتظر المغاربة وصول منتخبهم على الأقل إلى الدور نصف النهائي خلال النسختين الماضيتين من كأس إفريقيا، لكن الأماني تبخرت سريعا، هذا الفشل المتكرر لأسود الأطلس يثير التخوف قبل انطلاق النسخة المقبلة من كأس إفريقيا.

وستقام البطولة في كوت ديفوار من 13 يناير المقبل إلى 11 فبراير، إذ تشهد مشاركة 24 منتخبا للمرة الثالثة بعد نسختي بمصر 2019 و2021 بالكاميرون.

أسود الأطلس حصلوا على لقب وحيد في عام 1976 وتأهلوا إلى المباراة النهائية مرة واحدة في كأس أفريقيا 2004 الذي انهزم فيه أمام المنتخب التونسي.

حصيلة لا تتناسب مع تاريخ وإمكانيات ومواهب الكرة المغربية التي تملك باعا طويلا على المستوى العالمي بخلاف القاري الذي تبحث خلاله عن "الشخصية المفقودة".

الشخصية المفقودة

غياب شخصية البطل عن منتخب المغرب وفشله المتكرر في كأس أمم إفريقيا، بالطبع كان له أسباب وإن لم تظهر بشكل مباشر.

الدولي المغربي السابق نبيل درار كشف من قبل عن وجود مشكلة في التواصل بين لاعبي المنتخب بسبب تكون معسكر أسود الأطلس من لاعبين ترعرعوا في هولندا وفرنسا وإسبانيا وإن كانوا مغاربة في الأصل.

وأوضح أن كل من هؤلاء اللاعبين يحمل لغة وثقافة مختلفة، وقد لا يتحدث لاعبان اللغة نفسها، وهذا الأمر وإن كان صعبا خارج الملعب، فهو أصعب بكثير داخله، إذ يحس كل لاعب نفسه معزولا في جزيرة نائية عن باقي زملائه.

وفي هذا السياق تحدثت تقارير صحفية مغربية عن هذا الأمر عقب كأس إفريقيا 2019 وضربت مثالا بالثنائي رومان ساسي وسفيان أمرابط، إذ يتحدث الأول الفرنسية والإنجليزية، فيما يتكلم الثاني الريفية المحلية والهولندية.

فيما أشار المدرب السابق لمنتخب المغرب وحيد خاليلوزيتش الذي قادهم في النسخة الأخيرة من كأس إفريقيا إلى هذا الأمر حينما صرح أن طاقمه الفني عليه الحديث بلغات مختلفة من أجل إيصال المعلومة للجميع.

كذلك أزمة عبد الرزاق حمد الله مع الثنائي فيصل فجر ونبيل درار واستبعاده قبل أيام من انطلاق كأس إفريقيا 2019، وصدام خاليلوزيتش مع حكيم زياش وغيره كلها مشاكل وأزمة أفقتدت منتخب المغرب شخصية البطل في البطولة القارية، وإن تغيير الأمر إلى الأفضل مؤخرا.

FilGoal.com تواصل مع حمزي اشتيوي الناقد الرياضي المغربي الذي يتوقع ظهور مختلف لمنتخب خلال النسخة المقبلة من كأس أمم إفريقيا.

وقال اشتيوي في تصريحات خاصة: "المنتخب المغربي سيدخل بطولة أمم إفريقيا وعينه على اللقب باعتباره أحد أقوى المرشحين".

وأضاف "المنتخب المغربي دائما ما يواجه استعصاء كبير في كأس إفريقيا رغم أنه دائما مرشح للتتويج باللقب ويملك كتيبة مميزة من الأسماء التي تحمل قمصان أندية كبيرة في أوروبا".

وواصل "المشكلة الأكبر التي تواجه منتخب المغرب بالأساس تعود إلى التعود على الأجواء، خاصة في دول إفريقيا جنوب الصحراء، لأن معظم عناصر المنتخب الوطني على مدار السنوات تربوا وترعرعوا في أوروبا".

وتابع "الرطوبة والحرارة المرتفعة تسببت في انهيار القدرات البدنية وفقدان التركيز خلال نسخ كثيرة شارك فيها المنتخب المغربي، مع تطور الكرة الإفريقية والبنية التحتية والملاعب أصبحت أفضل فإن فرص المغرب في التتويج أصبحت أفضل".

حصيلة ضعيفة

ظهر منتخب المغرب في كأس إفريقيا للمرة الأولى في عام 1972 وودوع اابطولة من دور المجموعات، ولكن مشاركته الفعالة بدأت في كأس أفريقيا 1976، حينما تمكن زملاء أحمد فراس أحد أهم اللاعبين في تاريخ أسود الأطلس من التتويج باللقب الوحيد حتى الآن.

منتخب المغرب تأهل إلى كأس إفريقيا 18 ويستعد لخوض الـ19، لكنه خرج في غالبية مشاركته من الدور الأول، وتأهل إلى ثمن النهائي في 2019 وربع النهائي 2021 ونصف النهائي في 3 مناسبات، فيما تأهل مرة واحدة إلى النهائي في كأس أفريقيا 2004.

بارقة أمل

الكرة المغربية اتخذت خطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة من الناحية التنظيمية والإدارية قبل الفنية، البلد الذي سيشارك إسبانيا والبرتغال تنظيم كأس العالم 2030.

مدرب وطني شاب اسمه وليد الركراكي ومجموعة قوية ومتجانسة حققت إنجازا تاريخيا في كأس العالم 2022 بالحصول على المركز الرابع ودعم حكومي لا محدود عوامل اجتمعت لتقض على كل ما عانى منه أسود الأطلس خلال النسخ السابقة وتمهد الطريق نحو اللقب الثاني في كأس إفريقيا.

ويعتمد وليد الركراكي على الكتيبة التي قادت المغرب للحصول على المركز الرابع بكأس العالم 2022 في إنجاز تاريخي غير مسبوق للغرب وإفريقيا، فهل تتحقق أحلام المغاربة في التتويج بكأس إفريقيا مجددا؟ أم انها ستتبخر وتذهب أدراج الرياح.