أمطار الشتاء الغزيرة تعيد ملء خزانات كاليفورنيا الجافة منذ سنوات

منذ 1 سنة 133

بفضل كميات الأمطار الكبيرة التي هطلت خلال الشتاء، وصلت مستويات المياه في خزانات ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى معدلات لم تشهدها خلال السنوات الأخيرة التي هيمن عليها الجفاف.

وسقت سلسلة من "الأنهر الجوية" التي هي عبارة عن ممرات عملاقة من الأمطار من شأنها نقل بخار الماء المخزن في المناطق المدارية، أراضي أميركا الغربية التي كانت تعاني جفافاً خلال السنوات الأخيرة، بسبب تسجيل معدلات أمطار منخفضة في المنطقة.

وفُرضت على سكان كاليفورنيا البالغ عددهم 40 مليون نسمة، قيود للحد من استهلاكهم للمياه. وفيما عاني الغطاء النباتي جفافاً، بات الاصفرار يهيمن على سفوح التلال، ما عزز اندلاع الحرائق على نطاق واسع.

أما الخزانات فلم تكن قادرة على الاحتفاظ سوى بكمية صغيرة من سعتها الإجمالية، فيما تراجعت بعض الشواطئ لدرجة أنّ حطام القوارب بات ظاهراً للعيان.

لكنّ الشتاء المنصرم شهد معدلات كبيرة من الأمطار وصلت إلى آلاف المليارات من اللترات. وعادت تالياً الحياة إلى مجاري الأنهر والجداول التي كانت قد تحولت إلى خيوط صغيرة من المياه.

وعاودت بحيرة تولاري الواقعة في وسط كاليفورنيا والتي كانت اختفت قبل 80 سنة، الامتلاء من جديد. وغطت الجبال أمتار من الثلوج، في وقت أشارت بعض منتجعات التزلج إلى موسم قد يستمر حتى تموز/يوليو.

وأظهرت الإحصاءات الرسمية التي أصدرها مرصد الجفاف الأميركي الأسبوع الفائت، أنّ نحو ثلثي أراضي كاليفورنيا تخطت بصورة كاملة الجفاف الذي كانت تعانيه.

وبقيت 10% من أراضي الولاية مصنفة رسمياً في حالة جفاف، بينما اعتُبرت بقية الأراضي "قاحلة على نحو غير عادي". وقبل عام، كانت أراضي كايفورنيا كلها مصنّفة على أنها "في حالة جفاف".

تباين واضح

وأشارت هيئة إدارة الموارد المائية في الولاية إلى أنّ الخزانات الكبيرة باتت فائضة وتجاوزت متوسط سعتها. وأصبحت بحيرة أوروفيل، وهي من بين أهم الموارد المائية في كاليفورنيا، ممتلئة راهناً بنسبة 88%، مع كميات مياه تبلغ نحو ضعف تلك التي شهدتها قبل عام.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس الخزان الذي كان جافاً في السابق، يحوي حالياً مستويات عالية من المياه.

ويظهر تباين واضح بين الصور التي اتُخذت حالياً وتلك المُلتقطة قبل أقل من عامين، إذ تبيّن الأولى مجرى رفيعاً يتدفق عبر واد مغبر، فيما يظهر المجرى نفسه في الصورة الحديثة وهو يمتد على عرض الوادي.

وتُظهر صورة التقطت في أيلول/سبتمبر 2021 منحدراً للقوارب بات عديم الفائدة، بينما لا تبيّن صورة حديثة تم التقاطها الأحد، سوى أمتار قليلة من الخرسانة التي تعود للمنحدر نفسه وبات الجزء الآخر مغموراً بالمياه.

وأصبحت مياه بحيرة أوروفيل تغمر جانب أعمدة جسر إنتربرايز، بينما كان الغبار يسيطر على المساحة المحيطة به.

وليست المرة الأولى التي تشهد فيها كاليفورنيا فصل شتاء وفير بالأمطار، لكنّ العلماء أكدوا أنّ التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، يتسبّب بتسجيل فترات من الامطار بدل موجات الحر والجفاف الحادة.

وأشار الخبراء إلى أنّ سكان كاليفورنيا لا يتحمّلون هدر كميات من المياه. وفي مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام، دعا عادل حاج خليل من هيئة توزيع المياه في جنوب كاليفورنيا السكان إلى الحفاظ على مواردهم المائية، وقال "ينبغي أن نحدّ من استهلاكنا للمياه ونخزّنها، حتى نتمكن من مواجهة أي سنة يُسجّل فيها جفاف وتشهد أياماً حارة".