أمريكا: خبراء الصحة يحذّرون من ارتفاع عدد الإصابات بفيروسات الجهاز التنفسي بعد موسم الأعياد

منذ 1 سنة 265

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ثمّة قلق متزايد بين خبراء الأمراض المعدية والصحة العامة من أنّ الولايات المتحدة قد تواجه المزيد من التهابات الجهاز التنفسي في يناير/ كانون الثاني العام المقبل.

وقال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ بقسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، والمدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية، لـCNN الاثنين، أنّه من "محتمل جدًا" أن تتفشّى فيروسات الجهاز التنفسي بشكل أكبر بعد تجمّعات الأعياد واحتفالات ليلة رأس السنة.

وأوضح شافنر أن هذه فيروسات تعتبر شديدة العدوى، لافتًا إلى أن الناس عمومًا قد نسيت "كوفيد-19"، ولم تكن مهتمة بالإنفلونزا، ولم تعد ترتدي الكمامات".

وتابع: "إذا كنت قريبًا من أشخاص آخرين، فهذه فرصة لانتشار جميع هذه الفيروسات الثلاثة، الإنفلونزا وكوفيد وحتى الفيروس المخلوي التنفسي، من شخص لآخر"، مضيفًا، "لذلك، نتوقع ارتفاعًا حادًا بعدد الإصابات بهذه الفيروسات بعد العطلة".

وفي الوقت عينه، كانت هناك موجة من عمليات إلغاء الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد، وعلقت العائلات داخل المطارات.

وعندما يحدث ذلك، "يبقى الناس معًا لفترات طويلة جدًا، من دون ارتداء الكمامات، مرهقين ومتعبين ومتوترين، وهي الظروف التي يكون انتشار الفيروس فيها أكثر احتمالًا"، بحسب شافنر.

ويوصي شافنر بارتداء الكمامات أثناء التواجد في المطار وعلى متن الطائرة، كطبقة إضافية من الحماية.

ويستعد بعض مسؤولي الصحة المحليين لزيادة محتملة بأمراض الجهاز التنفسي بعد العطلة الشتوية حيث لوحظ ذلك أخيرًا بعد عيد الشكر، وفقًا لما ذكرته لوري تريميل فريمان، الرئيسة التنفيذية للرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المقاطعة والمدينة، لـCNN الاثنين.

وقالت فريمان: "بعد فترة عطلة عيد الشكر، شهدنا ارتفاعًا طفيفًا بحالات كوفيد بنحو 58% خلال بداية عطلة عيد الميلاد في 21 ديسمبر".

كما ارتفعت نسب الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا خلال الفترة عينها بنحو 65%.

وبالنسبة للإنفلونزا، ارتفعت الإصابات وسجّلت أكثر من ثلث حالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عنها، وفق بيانات أول أسبوع بعد عيد الشكر.

حاليًا، لا يزال نشاط الأنفلونزا الموسمية مرتفعًا في الولايات المتحدة، لكنّه يسجل تراجعًا تدريجيًا في معظم أنحاء البلاد، وفقًا للبيانات التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الجمعة. 

ورغم التحسينات، قد لا تكون الأنفلونزا قد بلغت ذروتها بعد.

وتقدّر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنّه حتى الآن، كان هناك ما لا يقل عن 18 مليون حالة مرضية، و 190 ألف حالة دخول إلى المستشفيات و12 ألف حالة وفاة بسبب الأنفلونزا.

أما بالنسبة للحالة الحالية لـ"كوفيد-19"، يبدو أن ارتفاع الإصابات معتدل نسبيًا.

وتزداد حالات الاستشفاء في معظم الولايات، رغم أنّ المعدل الإجمالي لا يشكل سوى جزء بسيط مما كان عليه خلال موجات الانتشار الأخرى.

وارتفع عدد حالات الاستشفاء الجديدة بنحو 50% خلال الشهر الماضي. وتقترب فترة الاستشفاء بين كبار السن من الذروة منذ اجتياح متحور "دلتا" من فيروس كورونا.

ومن المتوقع أن تستمر التقارير بعد عطلة الشتاء بإظهار حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن "كوفيد-19"، التي يُحتمل أن تُعزى إلى ارتفاع الطلب على السفر في جميع أنحاء البلاد، والتجمعات العائلية الكبيرة، وقلة عدد الأشخاص الذين يتّبعون التدابير الوقائية، مثل وضع الكمامات، والتباعد الاجتماعي.

وبينما يستعد مسؤولو الصحة لارتفاع محتمل في فيروسات الجهاز التنفسي خلال الأسابيع المقبلة، قد لا تكون الأنفلونزا وفيروس كوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي فقط هي التي تصيب الناس، وفقًا للدكتور جورج بنجامين، المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأمريكية.

وأوضح بنجامين: "نحن نركز على التهديد الثلاثي لهذه الفيروسات، لكن هناك فيروسات آخرى، كنزلات البرد الشائعة وغيرها".

وأشار إلى أنّه، بشكل عام، "يجب أن نتوقع المزيد من أمراض الجهاز التنفسي"، موضحًا أن "أفضل طريقة لتقليل المخاطر تتمثل بتلقي التطعيم الكامل، ضد الأنفلونزا وكوفيد-19، مع الجرعة المعززة ثنائية التكافؤ الجديدة، فهما "الأكثر أهمية في الوقت الحالي".

وأضاف بنجامين أنّه من المهم غسل اليدين بشكل المتكرر، وارتداء الكمامات خلال رحلات العطل، والبقاء في المنزل عند المرض.