أم إيرانية أعدمت شنقاً عام 2014 تقول إن قصة ابنتها تحمل الأمل رغم الألم

منذ 1 سنة 187

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 24/03/2023 - 15:00

 الناشطة في فيمين، سارة قسطنطين، شنقت بحبل يشبه حبل المشنقة من جسر في باريس للفت الانتباه إلى العدد الكبير من الإعدامات في إيران، 28 يناير 2016

الناشطة في فيمين، سارة قسطنطين، شنقت بحبل يشبه حبل المشنقة من جسر في باريس للفت الانتباه إلى العدد الكبير من الإعدامات في إيران، 28 يناير 2016   -  حقوق النشر  AP

تؤكّد والدة امرأة إيرانية أُعدمت لقتلها رجلاً كان يحاول اغتصابها، ويتناول قصتها فيلم وثائقي، أنّ ما واجهته ابنتها من أحداث مروّعة يحمل بصيص أمل.

كانت ريحانة جباري تبلغ 26 سنة عندما أُعدمت شنقاً بتهمة القتل في العام 2014، واستحالت حينها رمزاً عالمياً للظلم في إيران.

وكانت جباري قد أمضت سبع سنوات في السجن بتهمة قتلها طعناً المسؤول السابق في الاستخبارات الإيرانية مرتضى عبد العلي سربندي.

ومع أنّ السلطات عرضت على جباري التراجع عن تنفيذ الحكم شرط سحبها أقوالها المتعلقة بالاغتصاب، إلا أنّ الشابة الإيرانية رفضت الكذب رغم أنّ ذلك كان سيكلّفها حياتها.

وتناول فيلم وثائقي بعنوان "سفن وينترز إن طهران" ("سبعة فصول شتاء في طهران") عُرض الشهر الفائت في مهرجان برلين السينمائي، قصة جباري الشجاعة ومذكراتها التي كتبتها حين كانت تقبع في السجن.

ورغم كل ما مرّت به، تمكّنت جباري من مسامحة من دمّر حياتها، في قرار عجزت والدتها عن اتّخاذه.

وتقول الوالدة شعله باكروان في حديث إلى وكالة فرانس برس قبل بدء عرض الفيلم في فرنسا إنّ "ريحانة طلبت منّي مسامحة من عذّبوها، ومع أنّي حاولت لسنوات عدة اتّخاذ هذا القرار، لكنّي لم أستطع حتى اليوم أن أغفر لهم".

"بصيص أمل"

وعلى عكس الأجيال الإيرانية السابقة التي كانت تخشى التطرق علناً إلى مواضيع مماثلة، استخدمت باكروان مأساة ابنتها للتوعية في شأن العنف ضد المرأة.

وتقول باكروان التي تعيش راهناً في ألمانيا "عندما كنتُ صغيرة، لم أكن أدرك أي شيء عن أعمال العنف والإعدامات في بلدي، لأنّ أحداً لم يكن يتطرّق لها"، مضيفةً "أما اليوم، فبتنا بفضل الفيلم قادرين على التحدث عن هذه المسائل وإظهارها للعالم أجمع".

وتؤكّد مخرجة "سفن وينترز إن طهران" ستيفي نيدرزول، بدورها، أنّ القوة التي تتمتّع بها عائلة جباري شكلت مصدر إلهام لها.

وتقول "لقد حاربوا لكسر دائرة العنف في إيران"، مضيفةً ان "ريحانة سامحت الأشخاص الذين تسببوا بمأساة لها، وأصرّت على حقيقة ما حصل وحافظت على كرامتها، وطلبت من عائلتها اتخاذ القرار الذي اعتمدته، ما يولّد بصيص أمل في هذه القصة المُحزنة جداً".

وانتهى تصوير الفيلم تقريباً عندما اندلعت في أيلول/سبتمبر احتجاجات في مختلف أنحاء إيران عقب وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء في البلاد.

"لا يلتزمن الصمت"

وتقول باكروان "أجد أملاً في المتظاهرين لأنّ الجيل الجديد يكافح بالفعل، على عكس جيلي".

وتتابع "كان الإيرانيون في السابق يدخلون السجن ويخرجون منه ويبقون ملتزمي الصمت. أما اليوم، فتقبع الشابات في السجون ويتعرّضن للاغتصاب، ورغم كل ذلك لا يلتزمن الصمت".

إلا أنّ باكروان تبدي خشية من الوضع في إيران مستقبلاً.

وتقول "أكافح ضد الإعدام والتعذيب، وعندما أرى متظاهرين يطالبون بإعدام الملالي ينتابني قلق"، مضيفةً "لا أعرف أي نظام سيحكم إيران مستقبلاً، لكنّي أتمنّى ألا يلجأ إلى الإعدام أو التعذيب".

وكان للفيلم ولكتاب مرافق له، دور في منحها نوعاً من الراحة بعد سنوات من الألم.

وتقول "أدّيت مسؤوليتي تجاه ريحانة وهذا أراحني، فبتُّ قادرة على التعامل مع العالم من حولي".