يبدو أن السياحة والبيئة أصبحتا من أولويات الجزائر في السنوات الأخيرة، وتشهد على ذلك تلك المبادرات والفعاليات الخاصة بهما في المشهد العام، إذ تراهن الحكومة على الأولى كأحد بدائل اقتصاد البترول والغاز، بينما تتمسك بالثانية بغرض حماية البيئة البحرية ومواجهة التلوث.
وفي ذلك السياق نُظم معرض للصور الفنية تحت الماء بعنوان "ألوان في عمق البحر" لكشف كنوز أعماق سواحل الجزائر وأهمية المحافظة عليها.
معرض الصور الذي شهدته أروقة مركز الفنون والثقافة "قصر رياس البحر حصن 23" بالعاصمة الجزائرية، نال اهتمام الفنانين والمصورين والزوار من مختلف الفئات العمرية، إذ تفنن غطاسون في التقاط صور تعكس التراث البيولوجي الذي تزخر به سواحل الجزائر الممتدة إلى أكثر من 1400 كيلومتر.
مجموعة ثرية من الصورة المنتقاة بدقة والمرفقة بنص تعريفي لمضمونها تؤرخ للحظات ساحرة وثقتها عدسات الغطاسين بسواحل الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وسكيكدة وتيبازة وجيجل وبجاية وغيرها من الفضاءات البحرية الثرية بعناصرها البيئية والأسماك والشعاب المرجانية وتراثها المغمور، كما خصص المعرض زاوية من فضائه عرض فيها مختلف التجهيزات وعتاد التصوير تحت الماء والكاميرات الخاصة ولباس الغوص المستخدمة في التصوير بقاع البحر.
تشجيع السياحة وحماية البيئة
في السياق، أشار رئيس منظمة السياحة المستدامة، بوسدي سليم، إلى أن المعرض يستهدف حماية البيئة وإظهار كنوز السواحل البحرية والتوعية بأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي، والتعريف بالتراث البيئي الذي يزخر به الوسط البحري الجزائري، وكذا التراث الثقافي المغمور في البحر، مضيفاً أن الدعوة للمشاركة في المعرض وجهت إلى كل المصورين الغطاسين المتخصصين في المجال على المستوى الوطني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرح صاحب فكرة تنظيم المعرض المقام لأول مرة في رحاب مؤسسة ثقافية، إسلام بن طاهر، بأن عدد صور معرض "ألوان في عمق البحر" يبلغ 33 صورة، التقطها 14 غطاساً ينتمون إلى منظمة السياحة المستدامة، مبرزاً أن الأنشطة المسطرة خلال هذه الأيام المفتوحة للجمهور ستتواصل في رحاب قصر رياس البحر بتنظيم محاضرات ومداخلات من طرف متخصصين وتقنيين في المجال البيئي، تصب حول استعراض التركيبة البيئية للبحر المتوسط والحياة البحرية، إضافة إلى المخاطر التي تحدق بالبيئة البحرية المتوسطية.
ولا يتعلق الأمر بعرض صور فقط، وإنما للندوات العلمية حصة انطلقت بلقاءين، الأول بهدف التوعية والتعريف بالتراث البيئي والتنوع البيولوجي الذي تتمتع به الأوساط البحرية، وعملاً على تثمين التسويق السياحي لهذا الجانب الثري من المنظومة البيئية، أما الثاني، فتم خلاله تقديم الآثار الغارقة.
وأصبح الاهتمام بالبحر علامة مسجلة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، إذ سبق أن أقدم المتحف العمومي البحري، على تنظيم معرض بعنوان "التراث الثقافي البحري ذاكرة وتاريخ"، يقدم للجمهور أهم المناطق البحرية التي شهدت نهضة حضارية خلال قرون متعاقبة، كما يرصد تاريخ البحرية الجزائرية.
وشارك في المعرض مدارس وأندية عدة، كالمدرسة العليا للبحرية، والمدرسة العليا لعلوم البحر، ونادي الغوص "كاب كاكسين" و"أكواريوم"، وعرف إقبالاً كثيفاً من الجمهور.