ألمانيا تحقق في تسريب تسجيل صوتي في روسيا يزعم كشف محادثات حول تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا

منذ 8 أشهر 76

قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن السلطات الألمانية تحقق في تسجيل مزعوم، نشرته وسائل إعلام حكومية روسية، وفيه ناقش ضباط الجيش الألماني دعم أوكرانيا، بما في ذلك الاستخدام المحتمل لصواريخ توروس.

في تصريح للصحفيين على هامش زيارة إلى الفاتيكان أمس السبت، وصف المستشار الألماني مناقشة ضباط الجيش الألماني دعم أوكرانيا، بما في ذلك صواريخ توروس، بأنه "مسألة خطيرة للغاية"، وقال إن السلطات الألمانية تعمل على توضيح الأمر "بعناية فائقة وبشكل مكثف وسريع للغاية".

وقد أكدت السلطات الألمانية أن التسجيل حقيقي، وفيه يمكن سماع مناقشات بشأن إمكانية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ توروس الألمانية الصنع، وتأثيرها المحتمل.

فحوى التسجيل

في التسجيل الصوتي المثير للجدل الذي تبلغ مدته 38 دقيقة، والذي نشرته رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم، مارغريتا سيمونيان، يناقش مسؤولون من القوات المسلحة الألمانية، البوندسفير (Bundeswehr)، كيف يمكن للقوات الجوية تقديم الدعم الفني لتسليم صواريخ توروس، بناءً على قرار سياسي افتراضي من المستشار شولتس.

وخلال المحادثة المسجلة، أفادت التقارير أن المسؤولين العسكريين ناقشوا أيضًا الأهداف المحتملة التي يمكن ضربها، بما في ذلك جسر كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الألمانية أمس السبت، إن جهاز مكافحة التجسس العسكري الألماني بدأ تحقيقاً، لمعرفة "ما إذا كان قد تم اعتراض الاتصالات الداخلية داخل القوات الجوية".

كي لا تتورط ألمانيا

ويدور جدل في ألمانيا حول ما إذا كان سيتم الإمداد بالصواريخ، في الوقت الذي واجهت فيه أوكرانيا انتكاسات في ساحة المعركة بعد عامين من الحرب، إضافة إلى تعطل المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة في الكونغرس.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال شولتز إنه لا يزال يمانع إرسال صواريخ توروس إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى خطر تورط ألمانيا بشكل مباشر في الحرب، وتشكل ممانعته مصدرًا للخلافات في ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب، كما أنه أزعج المعارضة المحافظة في ألمانيا.

تعد ألمانيا الآن ثاني أكبر مزود بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وهي تزيد من دعمها هذا العام. لكن شولتس ماطل لأشهر بشأن رغبة أوكرانيا في الحصول على صواريخ توروس، التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر (310 أميال)، ويمكن استخدامها نظريًا ضد أهداف بعيدة داخل الأراضي الروسية.

"وجه الوقاحة"

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف في ختام زيارته إلى تركيا أمس التسجيل، (الذي تم تسريبه لاحقًا على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية)، بأنه "فضيحة صارخة".

وقال لافروف: "لا أعرف كيف سيتطور الوضع في المستقبل. لقد شهدنا مؤخرا الحقائق... كيف أنهم يعدون لهجوم واسع النطاق على جسر القرم وأهداف أخرى - وخاصة مستودعات الذخيرة. وكيف أنهم يريدون في كل الحالات تضليل أيا كان، بأن هذه ليست مسؤوليتهم، بل مسؤولية الآخرين - الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم. هذا تعبير واضح عن الوقاحة".

وأضاف لافروف قوله إن الوضع يشير بوضوح إلى أن معسكر الحرب في أوروبا لا يزال قويًا جدًا، بينما بدأ الناس في أوروبا يفهمون عدم جدوى استمرار الأعمال العسكرية في أوكرانيا. 

وختم لافروف كلامه بالقول إنت التصريحات الأخيرة لكل من ماكرون وأوستن، والمحادثة بين الجنرالات الألمان، لا تزال تشير إلى أن "حزب الحرب" لا يريد تغيير المسار على الإطلاق، وإنه يريد إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة.