ألعاب أطفال المغرب تحافظ على تحررها من الأجهزة الإلكترونية

منذ 1 سنة 135

السيك" و"أراح" و"أردوخ" و"عرفة" و"العظمة" أسماء لألعاب شعبية وتراثية يمارسها أهل الصحراء في المغرب، إذ لا يزال الرجال والنساء والأطفال يمارسونها على رغم تضاؤل إشعاعها وخفوت حضورها في ظل زحف التكنولوجيا الحديثة وطغيان الألعاب الإلكترونية والهاتفية.

السيك

وهي من أشهر الألعاب الشعبية التقليدية التي تزاولها شعوب شمال أفريقيا وتمارسها النساء أكثر من الرجال، إذ يمكن لعبها في أي وقت غير أنها تحلو أكثر في الليل مع السمر، وخصوصاً في ليالي رمضان.

واللعبة عبارة عن أعواد بوجه مقوس وظهر أملس يتم طرحها أرضاً من طرف الفريق الذي يتكون عادة من ستة لاعبين، ولا يسمح له بحمل الأعواد أو تحريك بيادقه في الكومة الرملية المسماة "لبرا"، إلى أن يحوز على "سيكة"، ومعناها سقوط ستة أعواد على جهة واحدة.

كبيبة

وبخلاف "السيك" تتميز لعبة "كبيبة" بكونها خاصة بالرجال أكثر من النساء، لأنها تستوجب عامل القوة البدنية بشكل حاسم، واسمها تصغير لاسم "كبة"، وهي عبارة عن كرة صغيرة مكونة من شعر الماعز أو وبر الإبل أو حتى من ثوب عادي، إذ تلعب بين فريقين يتكون كل منهما من أربعة لاعبين في الأقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وملخص اللعبة الشعبية هذه أن كل لاعب يحمل لاعباً آخر من الفريق الخصم، ويرمي لاعبو الفريق المحمول على ظهور الفريق المنافس "الكبة" ليتم تقاذفها بينهما، وإذا سقطت الكرة أرضاً يطلق لاعبو الفريق المحمول سيقانهم للريح هرباً من خصومهم.

عرفة

لعبة "عرفة" يرجع اسمها إلى أحد أركان الحج، ولذا يتم لعبها قبل أيام من حلول عيد الأضحى وتمارسها البنات، إذ تتطلب مشاركة عدد كبير من الفتيات في حي واحد يعمدن إلى التجول بين الخيام والبيوت طلبا للحناء والسكر وهن يرددن مواويل صحراوية وأدعية بالفلاح والنجاح لمن يعطيهن مؤونة العيد.

العظمة

ومن الألعاب الشعبية الأنثوية التي تمارسها الصغيرات لعبة "العظمة" التي تعني عظام الشاة، إذ تعمد الفتيات إلى تزيين هذه العظام بالعقيق بطريقة تجعلها أشبه بسيدة، ويطلقن أسماء نساء الحي على عظماتهن من أجل أن يحصلن منهن على حناء وعقيق وأثواب.

أراح

ومن الألعاب الشعبية الأخرى المعروفة في مناطق الصحراء لعبة "أراح"، ويختص بها الرجال من دون غيرهم لأنها مثل لعبة "كبيبة" تتطلب جهداً وقوة بدنية من اللاعبين الممارسين المشكلين أساساً من "الهدف" والمدافع والمهاجم.

ويحاول المهاجم تجاوز "المدافع" بأي حيلة أو طريقة للوصول إلى "اللاعب الهدف" من أجل لمسه أو ضربه ضرباً خفيفاً، لكن إذا لمسه أحدهم برجله دخل الأخير إلى وسط الدائرة ليصبح هو "الهدف".

أردوخ

تشبه لعبة "أردوخ" رياضة المصارعة اليونانية، إذ يدخل متنافسان إلى دائرة محددة فيتدافعان ويتجاذبان بينهما إلى أن يستطيع أحدهما جر الآخر إلى خارج الدائرة المرسومة فيكون هو المنتصر في اللعبة، وتعتمد هي الأخرى على القوة الجسدية ومدى إمكان إسقاط أحد المتصارعين لمنافسه أرضاً.

ويرى الباحث في الثقافة الصحراوية قدور عبدربه أن الألعاب الشعبية والتراثية تراجعت خلال الأعوام الأخيرة وفقدت إشعاعها الجماعي بفضل هيمنة ألعاب تكنولوجية على الأجهزة الذكية المتاحة للجميع، لافتاً إلى أن الإنسان ابن البيئة يتفاعل معها ويواكب الزمن.

وأشار عبدربه إلى أن الألعاب التي تشترط الحضور الجسدي والتلامس والتكاثف بين اللاعبين بدأت في التلاشي من البيئات الصحراوية على رغم ما كانت تحمله من قيم التضامن والتآزر والانصياع للفريق الواحد.

بدورها أكدت الفتاة الصحراوية مريم شطابي بساطة وتنوع الألعاب الشعبية سواء التي تختص بها الفتيات من دون الفتيان أو المشتركة، إذ لا تتطلب زاداً أو جهازاً بل فقط الرغبة في اللعب والاستمتاع داخل الحي.