قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، إنه مهتم بالتوصل إلى "صفقة جزئية" مع حماس من شأنها إطلاق سراح "بعض الرهائن" المحتجزين في غزة والسماح لإسرائيل بمواصلة القتال في القطاع.
وذكر موقع "أكسيوس"، أن موقف نتنياهو الأخير يتناقض مع تصريحات مسؤولي إدارة بايدن الذين قالوا في الأيام الأخيرة، إن رئيس الوزراء ومساعديه أكدوا مجددا دعمهم للاقتراح، الذي من شأنه إطلاق سراح جميع المحتجزين الـ 120 المتبقين على ثلاث مراحل والعودة إلى "الهدوء المستدام" في غزة.
وجدد رئيس الوزراء في مقابلة أجراها مع القناة 14 العبرية رفضه إنهاء الحرب في قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها المتمثلة بـ"القضاء على حركة حماس وإعادة المحتجزين"، وقال "أنا أرفض أن أترك حماس بالوجود.. الحرب لن تنتهي".
وأشار إلى أنه "مستعد للتوصل إلى اتفاق جزئي مع الحركة الإسلامية لاستعادة بعض المحتجزين في غزة، ولكنه سيستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".
ولفت نتنياهو إلى أن تل أبيب تخوض حربا على 7 جبهات مع حماس في غزة وحزب الله والحوثيين والفصائل العراقية والسورية والضفة الغربية وإيران، مشددا على أنه ليس مستعدا لإبقاء الوضع على حاله في الشمال.
وأضاف أن "مرحلة الهجمات القوية والمكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع على وشك الانتهاء، وأنه بعد انتهاء هذه المرحلة سيتم نقل القوات إلى الشمال. وسنفعل ذلك. أولا وقبل كل شيء لأغراض دفاعية. وثانيا، لإعادة سكاننا الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم".
ووافق مجلس الحرب الإسرائيلي على الاقتراح في أواخر مايو/أيار، وعرضه الرئيس جو بايدن علنًا في خطاب ألقاه في 31 مايو/أيار.
وحشدت واشنطن الدعم الدولي لمقترح الرئيس وتمكنت من حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تمرير قرار يؤيده.
إسقاط الحكومة
ومن المرجح أن تصريحات نتنياهو تأتي بعد تهديد شريكيه في الائتلاف اليميني المتطرف، الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط الحكومة إذا تحول الاقتراح إلى اتفاق.
ورفض البيت الأبيض التعليق على تصريحات نتنياهو.
وقالت حماس في أول تعليق لها، إن "موقف نتنياهو بشأن رغبته في التوصل إلى اتفاق جزئي يتم بموجبه إطلاق سراح بعض الرهائن فقط يظهر أنه يعارض قرار مجلس الأمن الدولي وخطاب الرئيس بايدن".
ومن المرجح أن تزيد هذه التصريحات حدة التوترات بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض، والتي تزايدت في الأيام الأخيرة بسبب مزاعم نتنياهو بأن إدارة بايدن تحجب الأسلحة عن إسرائيل.
وهاجمت عائلات المحتجزين رئيس الوزراء، وقالت في بيان "نشجب بشدة تراجع نتنياهو عن المقترح الإسرائيلي لصفقة التبادل"، مضيفة أن "حديث نتنياهو يعتبر تخلياً عن 120 مختطفا ويضر بالواجب الأخلاقي لإسرائيل تجاه مواطنيها".
ورد مكتب نتنياهو ببيان ولم ينكرمن خلاله التراجع عن الاقتراح.
وقال مكتبه "إن حماس هي التي تعارض الاتفاق، وليس إسرائيل. لقد أوضح رئيس الوزراء نتنياهو أننا لن نغادر غزة حتى نعيد جميع محتجزينا الـ 120، الأحياء والأموات".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي في البيت الأبيض قوله "لن نستمر في الرد على التصريحات السياسية لرئيس الوزراء. نتطلع إلى إجراء مشاورات بناءة مع وزير الدفاع يوآف غالانت في واشنطن هذا الأسبوع".
وسيجتمع غالانت، الذي وصل إلى واشنطن يوم الأحد، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، وسيلتقي أيضا وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز وغيرهم من كبار المسؤولي، حسب ما ذكر موقع "أكسيوس".