أكسيوس: إسرائيل تتوعد برد حازم على أي هجمات من حزب الله تستهدف المدنيين

منذ 3 أشهر 39

في رسالة تحذيرية شديدة اللهجة، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها سترد برد "غير متناسب" إذا استهدف حزب الله المدنيين الإسرائيليين كجزء من رده على اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر، وفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس".

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل تسعى جاهدة لتجنب مواجهة عسكرية شاملة مع حزب الله في لبنان، ومع ذلك، فإنها تحاول في الوقت نفسه وضع ما تصفه بـ"خطوط حمراء واضحة"، كما انها تحذر من العواقب الوخيمة لأي هجوم يستهدف المدنيين.

وقد نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية عبر منصة إكس تصريحًا لرئيس الأركان هرتسي هليفي، جاء فيه: "أرى جاهزية قصوى، سواء في الهجوم أو في الدفاع. سنكون قادرين على تنفيذ هجوم سريع جدًا في أي مكان في لبنان، أو غزة، أو أي جزء من الشرق الأوسط، سواء فوق الأرض أو تحتها".

في هذا السياق، أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، أن الحزب اللبناني سيرد على اغتيال فؤاد شكر على يد إسرائيل في بيروت الأسبوع الماضي، مضيفًا أن إيران سترد أيضًا على مقتل الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وقال نصر الله: "الانتظار الإسرائيلي للرد لأسبوع هو جزء من العقوبة، فهو أيضًا حرب نفسية تؤثر في المعنويات".

يعكس هذا التصريح اعتقاد المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين بأن حزب الله وإيران يخططان لهجمات ضد إسرائيل في الأيام القادمة، رغم أن تفاصيل الزمان والمكان لا تزال غير معروفة.

قبل ساعات من خطاب نصر الله، نشر إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، مقالًا يلمح فيه إلى أن تل أبيب قد تكون الهدف الرئيسي لرد حزب الله.

وكتب الأمين: "إذا اختار حزب الله الأهداف، فمن الممكن أن يستهدف تل أبيب، وقد يُصاب المدنيون بشكل عرضي. الرد الفعّال سيكون باستهداف مركز اتخاذ القرار الذي أصدر الأمر بالاغتيال وشارك فيه".

فسر المسؤولون الإسرائيليون المقال كتهديد مباشر لاستهداف مقر الجيش الإسرائيلي أو مقر الموساد في تل أبيب، نظرًا لموقعهما بالقرب من المناطق السكنية، مما يعزز من احتمال وقوع إصابات بين المدنيين إذا أخفقت الصواريخ في بلوغ أهدافها بدقة، كما أفاد موقع "أكسيوس".

في الأيام الأخيرة، نقلت إسرائيل عبر قنوات عسكرية متعددة إلى الولايات المتحدة مخاوفها العميقة من احتمال أن يصيب حزب الله مراكز سكانية مدنية إذا حاول استهداف قواعد عسكرية في وسط إسرائيل. وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية ومسؤولو الجيش الإسرائيلي لنظرائهم في البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM" أن صواريخ حزب الله كانت غير دقيقة خلال النزاعات السابقة، وأن محاولاته لاستهداف القواعد العسكرية ترافقت مع مشاكل وأخطاء جسيمة.

يشعر المسؤولون الإسرائيليون بقلق بالغ من احتمال استخدام حزب الله لصواريخ أرض-أرض طويلة المدى التي يمكن أن تسبب دمارًا هائلًا وعددًا كبيرًا من الضحايا. فيما نشرت صحيفة "هآرتس" تقديرًا يشير إلى أن السيناريو المطروح أمام إدارة بايدن قد يكون أكثر تعقيدًا.

وكتب محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هارئيل: "أداء حزب الله مقلق، والهجوم من لبنان قد يستهدف أهدافًا عسكرية وإستراتيجية في شمال البلاد ووسطها، وربما يشمل إطلاق نيران كثيفة بشكل غير مسبوق".

وأضاف هارئيل: "التهديد من لبنان أخطر حاليًا من التهديد من إيران بسبب عدد الصواريخ التي بحوزة حزب الله، خاصة الدقيقة منها، والمسافة القصيرة نسبيًا من إسرائيل."

وفي المناقشات الداخلية مع الولايات المتحدة، أكدت إسرائيل أن أي خطأ آخر من حزب الله ستكون عواقبه وخيمة، وأن حزب الله سيدفع "ثمناً غير متناسب" إذا استهدف المدنيين كجزء من رد فعله على اغتيال شكر.