أفراد من أقلية الروهينغا يدلون بإفاداتهم في إطار تحقيق قضائي في الأرجنتين

منذ 1 سنة 104

القضاء الأرجنتيني أعلن في 2021 فتح تحقيق في اتهامات بجرائم ارتكبها عسكريون بورميون ضد أقلية الروهينغا بموجب مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي ينص عليه الدستور الأرجنتيني.

أدلى عدد من أفراد الروهينغا الأربعاء بشهاداتهم شخصيا للمرة الأولى في بوينوس آيرس في إطار تحقيق قضائي أرجنتيني في الجرائم المفترضة للجيش الميانماري، كما ذكرت منظمة لهذه الأقلية المسلمة في ميانمار.

وقال مونغ تون خين رئيس "منظمة الروهينغا الميانماريين في المملكة المتحدة" المتمركزة في لندن، لوكالة فرانس برس إن الجلسة المغلقة تمثل "يوما تاريخيا للجميع في ميانمار". وأضاف أن "جلسات يحضرها أفراد شخصيا تعقد أخيرا، وتُقدّم أدلة قوية في المحكمة".

و"لأسباب أمنية" على حد قوله، لم تُحدَّد هويات "الشهود" ولا عددهم ولا الوقائع التي يجري الحديث عنها في الجلسات التي ستستمر لأيام.

وكان القضاء الأرجنتيني أعلن في 2021 فتح تحقيق في اتهامات بجرائم ارتكبها عسكريون ميانماريون ضد أقلية الروهينغا بموجب مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي ينص عليه الدستور الأرجنتيني.

وفي العام نفسه، شاركت ست نساء بورميات من الروهينغا لاجئات في بنغلادش، في جلسة افتراضية أمام المحكمة الأرجنتينية تحدثن خلالها عن اعتداءات جنسية وموت أقارب لهن نتيجة للقمع.

وتتعلق القضية التي ما زالت "في مرحلة التحقيق" بوقائع "مثل جرائم قتل وقتل جماعي واغتصاب" ما ساهم في خلق أجواء "جدية ومؤثرة" كما قال مصدر قريب من الإجراءات لوكالة فرانس برس.

وأضاف المصدر نفسه أن "المحكمة تأخذ الشهادات على محمل الجد".

من جهته، أكد تون خين أن "الجلسات الشخصية ستستمر وهناك عناصر مهمة جدا في الملف"، من دون تحديد مدة انعقاد الجلسات أو الخطوة الإجرائية التالية.

وكان القضاء الأرجنتيني وافق في الماضي على درس ملفات من مناطق بعيدة بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، خصوصا الجرائم المرتكبة في ظل نظام فرانكو في إسبانيا.

ويسمح هذا المبدأ بمحاكمة المتهمين بارتكاب أخطر الجرائم أيا تكن جنسياتهم أو مكان وقوع الجرائم.

وفر حوالى 750 ألفا من أفراد الروهينغا إلى بنغلادش في 2017 بعد حملة قمع شنها الجيش الميانماري وأصبحت موضوع إجراءات منفصلة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك في إطار دعوى "أعمال إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية.

وقال مصدر قريب من المدعين إن الإجراءات "المتخذة في الأرجنتين مهمة لأنها تشكل طريقا آخر لأوامر توقيف محتملة لقيادة عليا أو وسيطة في الجيش الميانماري"، موضحا أن ذلك يساهم في الحد من "ثغرة الإفلات من العقاب" للمسؤولين.