♦ الملخص:
رجل متزوج وله ابنة، زوجته لا تحترمه، ولا تحترم والدته، وقد استحالت بينهما العلاقة، فرفع عليها قضية طلاق، وعرف أرملة وخطبها، ويرى أنه سينعم معها بالاستقرار والسعادة؛ فعمَد أهل زوجته إليه؛ كي يرجعها، وهو مخيَّر بين أن يرجعها أو يكمل إجراءات الطلاق ويتزوج الأرملة، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا متزوج، أعيش مع زوجتي في مشاكل لا نهاية لها؛ فهي لا تحترمني ولا تحترم والدتي، وأعيش معها في نكد مستمر، حتى في الأعياد الدينية تفتعل المشاكل نفسها كل مرة، وأنا أسامحها؛ من أجل ابنتي التي تبلغ خمس سنوات؛ حتى لا تعاني من مشاكل الانفصال، لكن بعد أكثر من سنة من المشاكل، أصبحت لا أشعر بأي شيء تجاه زوجتي، وأصبحت العلاقة بيننا غير ممكنة، ورفعتُ قضية طلاق، وفي تلك الفترة عرفتُ أرملة ذات خلق، من عائلة طيبة، فتقدمت لخِطبتها بعد مرور شهرين من التعارف، وهي مستعدة لتصبر معي حتى تُحَلَّ مشاكلي، وتحترمني وتحترم والدتي، وأصبحت أحس تجاهها بحبٍّ، لكن فجأة تعود أسرة زوجتي وتطلب مني أن أتنازل عن دعوة الطلاق، وأرجع زوجتي من أجل ابنتي، لكني أعرف جيدًا أني لا أستطيع العيش معها؛ لأنها لا تحترمني ولا تحترم والدتي، وأنا لم أعُد أُحس معها بأي شيء، وأرى أنني لن أنعم بأي راحة نفسية معها؛ فأنا لا أنسى كلامها الجارح لي، ولوالدتي، والشتم والإهانة، سؤالي: هل أرجعها فقط لأجل ابنتي، أو أكمل إجراءات الطلاق، وأتزوج من السيدة التي تعرفت عليها وخطبتها، وأنعم بحياة طبيعية مع امرأة تحترمني، ومستعدة للتضحية معي؟ مع العلم أنني أحب ابنتي كثيرًا، وأقوم بجميع واجباتي تجاهها، وأسأل عنها باستمرار، وأذهب لرؤيتها كل أسبوع، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك هو:
1- تزوجت منذ خمس سنوات، وزوجتك لا تحترمك، ولا تحترم والدتك، وتتلفظ لك بكلام جارح، وتعيش معها في نكد متواصل.
2- لم تذكر أسباب هذه المشاكل: هل هي في أخلاقها أو من سوء تعامل أمك معها؟
3- رفعت عليها طلب طلاق.
4- ثم تعرفت على امرأة أرملة، وترغب في الزواج منها، وقد خطبتها.
5- بعد أن علم أهل زوجتك بنيتك الزواج، طلبوا منك إلغاء طلب الطلاق.
6- تقول: إنك بعد المشاكل أصبحت لا تشعر تجاه زوجتك بأي مشاعر زوجية، وتخشى من عودتها لإثارة المشاكل والتطاول.
7- تقول: إنك محتار بين إرجاع زوجتك من أجل ابنتك، أو إتمام الطلاق والزواج من الأرملة.
8- تقول: إنك بحاجة لزوجة تحترمك، وتحترم والدتك، وتنعَم معها بالاستقرار الزوجي.
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لا بد من الإنصاف ومراجعة سلوكك، وسلوك أمِّك معها وتصحيحه؛ فقد تكونان - أو أحدكما - المخطئين.
ثانيًا: إن كنت تستطيع الجمع بين الأمرين، وهما: إعادة زوجتك مع أخذ التعهدات عليها بحسن الخُلُق معك ومع أمك، وتوقع بالموافقة على هذه التعهدات، ويتم الإشهاد على هذه التعهدات من قِبل فرد من عائلتها وآخر من عائلتك، والزواج من خطيبتك الأرملة، فافعل.
ثالثًا: إن كنت لا تستطيع الجمع بينهما؛ فنظرًا لأنك كرِهت زوجتك ولم تعُد تكنُّ لها أي مشاعر زوجية، وتخشى من عودتها لسوء أخلاقها، وذلك محتمل جدًّا، خاصة إن كان طبعًا متأصلًا فيها، وليس لأسباب أخرى، فهنا أقول: فوض أمرك لله سبحانه بالاستخارة في اختيار أحد الأمرين؛ وهما: إعادة زوجتك، أو الزواج من الأرملة، ولن يخيبك الله، سيدلك على أرشد أمرك.
وفَّقك الله للصواب، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.