أطفال من غزة أصيبوا في حرب غزة يحاولون التكيف مع الحياة في الإمارات العربية المتحدة

منذ 5 أشهر 80

حاول الفريق الطبي في هذا المكان جعل الحياة طبيعية قدر الإمكان، حيث يحضر الأطفال الفصول الدراسية والحضانة، حتى أن بعضهم قام بتزيين الغرف التي يعيشون فيها في مدينة الإمارات الإنسانية.

يحاول الأطفال الفلسطينيون، الذين أصيبوا في الحرب الدائرة في غزة التأقلم مع الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يتلقون العلاج.

أجسام الأطفال تروي ندوب الحرب ... فهناك من فقد جزءًا من ساقه، وهناك من أصيب على مستوى الوجه، وفي قسم آخر من المستشفى تحاول فتاة المشي بطرفيها الصناعيين الجديدين ... الأطفال تمّ نقلهم إلى الإمارات العربية مع بعض أفراد أسرهم منذ أشهر، وبعضهم لمدة تصل إلى سبعة أشهر.

يحاول الفريق الطبي في هذا المكان جعل الحياة طبيعية قدر الإمكان، حيث يحضر الأطفال الفصول الدراسية والحضانة، حتى أن بعضهم قام بتزيين الغرف التي يعيشون فيها في مدينة الإمارات الإنسانية. لقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يصلوا إلى هذا المستوى من الحياة الطبيعية.

قالت الدكتورة سماح سعيد، التي تقود مشروع الصحة النفسية في مدينة الإمارات الإنسانية: "كان معظمهم مقاومين في البداية، لكننا كنا نطرق الأبواب، ونذهب إليهم كجزء من عملية الاستشارة، محاولين إقناعهم بأن هذا سيفيدهم. في عملية التعافي... إذا كانوا ضحايا حرب أو أصيبوا، أثناء عملية الأطراف الاصطناعية، فإنهم سيحتاجون إلى دعم نفسي".

يتم فحص المرضى بمجرد وصولهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والحصول على تقييمات للصحة العقلية. يبحث الأطباء عن علامات اضطراب ما بعد الصدمة والاضطرابات الاكتئابية. سماح سعيد تقول إن الأمر صعب، لأنهم لا يعرفون تاريخهم النفسي، وتؤكد أنّ الأمر الأكثر صعوبة هو العمل مع ضحايا الحرب الذين قد يعودون في النهاية إلى تلك البيئة.

يقدم المستشفى في مدينة الإمارات الإنسانية العلاج للحالات المزمنة، بالإضافة إلى خدمات مثل الأورام، وطب الأطفال، وطب الأسنان. كما أنهم يعملون مع 10 مستشفيات في عاصمة الإمارات العربية المتحدة حيث يرسلون المرضى لتلقي العلاج.

تقى ناجي تبلغ من العمر 12 عاما، هي إحدى الأطفال المصابين الذين يحتاجون إلى ساقين صناعيتين بعد أن أصاب صاروخ منزل خالتها حيث كانت تقيم هي وعائلتها، ما أدى إلى فقدان ساقيها. والدها وشقيقها قُتلا في الغارة وفقدت والدتها إحدى ساقيها، وهي تتلقى العلاج حاليًا في قطر. بالرغم من تأقلمها في الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها لا تزال تتوق إلى العودة إلى وطنها.

الحياة يجب أن تستمر بالنسبة لأولئك الذين غادروا غزة إلى الإمارات العربية على غرار فداء معمر البالغة من العمر 35 عامًا والتي وصلت إلى الإمارات عندما كانت حاملاً في الأسبوع الرابع وأنجبت الآن ابنتها رزان. غادرت معمر منزلها بخان يونس مع بناتها الأربع وابنها، وتوجهت إلى أبو ظبي لتلقي العلاج لإحدى بناتها التي أصيبت في ساقها.

وكان من المقرر جلب 1000 طفل من جرحى الحرب و1000 مريض بالسرطان إلى الإمارات بتوجيهات من حاكم البلاد. وبدأ المرضى وعائلاتهم يتوافدون بعد شهر من اندلاع الحرب في أكتوبر-تشرين الأول، ولا تزال الطائرات تحمل المزيد من مصر إلى الإمارات.

حاليًا، يعيش أكثر من 1500 طفل مصاب ومرضى السرطان وأفراد أسرهم في مدينة الإمارات الإنسانية. وأكثر من 500 منهم من الأطفال حسب السلطات الإماراتية. وقد تم بناء المنطقة خصيصًا لاستيعاب سكان غزة وتبلغ طاقتها الاستيعابية 12 ألف شخص.

ومن المقرر عودة المرضى وأفراد أسرهم إلى غزة بمجرد انتهاء علاجهم، إلا أن مبارك القحطاني، المتحدث الرسمي باسم مدينة الإمارات الإنسانية، يُصرّ على بقائهم في الإمارات حتى تصبح العودة إلى ديارهم آمنة.