أطباء يُحذّرون من الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة بأمريكا

منذ 1 سنة 208

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء العالم، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، حان وقت تدخّل الأنظمة الطبية على نحو استباقي.

وتعتبر ضربة الشمس واحدة من أكثر الأمراض المرتبطة بالحرارة شيوعًا وفتكًا.

ورغم أن الأمراض الناجمة عن الحر يمكن الوقاية منها تمامًا، إلّا أن الحرارة الشديدة بحسب وكالة حماية البيئة الأمريكية تُعتبر القاتل الأول المرتبط بالطقس في الولايات المتحدة.

وأصبحت موجات الحر أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.

ففي ستينيات القرن الماضي، شهد الأمريكيون موجتي حر خلال سنة واحدة. وبحلول العام 2010، ضربت 6 موجات حرّ خلال سنة واحدة، بحسب ما ذكرته وكالة حماية البيئة.

وتظهر الدراسات أن هناك حوالي 20 حالة إصابة بضربة شمس لكل 100 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة، وما بين 240 و833 حالة وفاة بسبب هذه الحالة.

وأوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنّ كبار وصغار السن، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، وزيادة في الوزن، والذين يتناولون أدوية معينة، هم الأكثر عرضة للخطر.

وأظهرت الدراسات أن العقدين الماضيين قد شهدوا زيادة بنسبة 54٪ في الوفيات المرتبطة بالحرارة بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق.

ويمكن أن يُصاب الشباب الأصحاء بضربة شمس أيضًا، خصوصًا عند ممارستهم للتمارين الرياضية في الخارج، بظلّ درجات الحرارة المرتفعة.

وأفادت مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها أن الأمراض المرتبطة بالحرارة تُعد السبب الرئيسي للوفاة والعجز بين الرياضيين في المدارس الثانوية الأمريكية.

وضربة الشمس ليست ضربة فعلية.

يحدث ذلك عندما يسخن الجسم بسرعة، ولا يمكنه استخدام حيله المعتادة، مثل العرق، لتهدئة نفسه.

ويحتاج مقدمو الرعاية إلى تبريد الشخص المصاب بسرعة، وتحديدًا خلال أول نصف ساعة من ظهور الأعراض.

وتتشابه أعراض ضربة الشمس مع أعراض حالات كثير من الأشخاص الذين يدخلون غرف الطوارئ.

وتأتي من بينها درجة حرارة 103 وما فوق، وبشرة ساخنة أو حمراء أو جافة أو رطبة، وصداع ودوخة وغثيان، وفقدان الوعي، وغيرها.

وقالت كيتلين روبلي، طبيبة غرفة الطوارئ والأستاذة المساعدة لطب الطوارئ بكلية الطب في جامعة كولورادو، إنها تخبر جميع متدربيها أنه يجب عليهم أخذ ضربة الشمس بالاعتبار عند كل حالة حرارة مرتفعة ترصد في غرفة الطوارئ.

وأوضح الدكتور كاليب دريسر، طبيب غرفة الطوارئ ومدير حلول الرعاية الصحية في مركز هارفارد للمناخ والصحة والبيئة العالمية، أن بيانات الصحة العامة تظهر أن الوفيات المرتبطة بالحرارة تزيد بنسبة 5٪ كلما انتقلت من جنوب الولايات المتحدة إلى شمالها.

ويعتقد أن الناس عمومًا بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وفي الأثناء، يتعين على الأطباء والأنظمة الطبية التكيّف بشكل أفضل مع المخاطر التي تؤثر بالفعل على مرضاهم.

وتابع: "يجب اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة الناس، ومنع تحول هذا الخطر إلى أضرار صحية".

وطوّرت مجموعة دريسر أدوات للمهنيين الصحيين والمرضى لمساعدتهم على اتخاذ خطوات السلامة في ظلّ الطقس الحار.

وتقوم جامعة هارفارد أيضًا بتجربة برنامج يرسل تنبيهات إلى الممرضات والأطباء وغيرهم من المتخصصين بالرعاية الصحية في العيادات، في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة بشكل خطير.

وستوفر التنبيهات معلومات حول الحرارة، وبعض الإجراءات التي يمكنهم اتخاذها للمساعدة في الحفاظ على سلامة المرضى.

وتأمل (الجامعة) بالحصول على معلومات حول فعالية البرنامج في وقت لاحق من هذا العام.

وأوضح دريسر أنه يجب التحقق من حال الطقس قبل خروجك من المنزل.

ولا تنسَ شرب الكثير من السوائل، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن وواقية من أشعة الشمس.