أصابع اليد غير متساوية

منذ 1 سنة 174

مثلما أصابع يدك ليست متساوية، كذلك البشر بجميع طوائفهم ومواقفهم المتناقضة بالخير والشر، وسوف أضرب لكم أمثلة بسيطة وموثقة تدل على (العقليات) فقط لا غير.
فهذا شرطي مسلم رفض مصافحة زميلته التي مدَّت يدها لتهنئته بترقيته، وبرَّر تصرفه بأنه يتوافق مع قناعاته الدينية. وحيث إن ذلك حدث في دولة أوروبية، فقد أشار متحدث إلى أن رفضه للسلام يتعارض مع المبادئ الحياديّة واللياقية التي يجب على موظفي الهيئات العامة الالتزام بها، وأردف قائلاً: ومن الممكن أن تصل العقوبة على خرقه لهذه القواعد إلى تسريحه من العمل.
وعلى النقيض منه، رجل أعمال مصري قبطي اسمه محارب عجايبي، يقيم كل سنة هو وأشقاؤه في رمضان (مائدة رحمن) في الغردقة والأقصر مسقط رأسهم، مضيفاً أنه يستعين بطهاة محترفين يعملون في الفنادق الكبرى لتجهيز المائدة.
ويقول إنه ومع أشقائه بدأوا حياتهم من الصفر، ومع دخولهم مجال تجارة اللحوم والدواجن المجمدة اتسع عملهم، ورزقهم الله رزقاً وفيراً، لذا فهم ما زالوا وسيظلون يشعرون (بالفقراء) سواء من الأقباط أو المسلمين، وسيعملون من أجل إسعادهم والتخفيف عنهم. وليسمح لي السيد (عجايبي) أن أشكره على نبله وكرمه، وأقول له: إن لك فعلاً (من لقبك يا عجايبي نصيب).
وما أبعد الفرق بينه وبين وزيرة الهجرة الدنماركية إنجي ستويبرغ التي تعرضت إلى انتقادات واسعة بعد تصريحاتها التي قالت فيها إن المسلمين يجب أن يأخذوا عطلة في رمضان، لأنهم يمثلون مصدر خطر على المجتمع، وإن الصيام قد يتسبب في مخاطر محتملة في الحافلات والمستشفيات.
وردت عليها شركة (أريفا) التي تدير عدداً من خطوط الحافلات في الدنمارك، بأنها لم تتعرَّض قط لأي حوادث بسبب سائقين مسلمين صائمين، وكذلك ردَّت عليها المستشفيات: إن أنجح العمليات هي التي يجريها الأطباء المسلمون وهم صائمون.
وأختم بالفنانة اللبنانية ديانا حداد وقصة اعتناقها الإسلام التي ذكرت فيها: إن بعض الأشخاص علَّموها كيفية الصلاة والصوم وقراءة القرآن، مشددة على أن دخولها الإسلام جاء بقناعة تامة بأن ذلك هو الطريق الصحيح والدين الصحيح، مقدمة في الوقت نفسه الشكر إلى الأشخاص الذين ساعدوها خلال تعلم أركان الإسلام.
ولفتت إلى أنها نشأت في بيت فيه طوائف دينية عدة؛ حيث كانت الأم مسلمة والوالد مسيحياً، مشيرة إلى أن ذلك نمَّى لديها احترام كل الأديان والطوائف، وكذلك الانفتاح على كل الأشخاص والأديان.
وصدق البدو عندما قالوا: إن الإخوان غير متساوين، مثلهم (مثل الأصابع)!