أشعر بالرياء ولو كنت وحدي

منذ 1 سنة 347

أشعر بالرياء ولو كنت وحدي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/2/2023 ميلادي - 4/8/1444 هجري

الزيارات: 23



السؤال:

الملخص:

شاب يعاني وسواسًا في العبادة، يجعله يظن أن عمله كله رياء، حتى وإن كان وحيدًا، ويسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

عندي مشكلة وقد تكون وسواسًا؛ فطوال الوقت أشعر بالرياء، حتى لو كنت وحدي، أحاول إقناع نفسي أن لا أحد يراني، لكن بلا فائدة، عندما أمارس أي عبادة، حتى لو كانت لله، أتذكر مدح الناس، فأقوم بتحسينها؛ فالتفكير في نظرة الناس يحمِّسني للعبادة، حتى لو لم يكن ثمة أحد معي في الغرفة، فتذكُّر نظرة الناس يجعل العبادة عليَّ يسيرة، علمًا بأني أحاول – قدر استطاعتي – أن أعبد الله بعيدًا عن أعين الناس.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فيبدو واضحًا جدًّا من مشكلتك أنك لست مرائيًا في عباداتك، ولكنك مصاب بوسواس شيطاني، يحاول إقناعك بأنك مراءٍ منافق، لا تُقبَل لك طاعة، ومن ثَمَّ تثبيطك عن الطاعات.

ولذا فنصيحتي لك بأن تستمر على ما وفقك الله له من عبادات، وأن تجاهد نفسك على طرح هذه الوساوس، وعدم الاستسلام لها أبدًا.

ومما يعينك بإذن الله على التخلص من هذه الوساوس الآتي:

أولًا: الدعاء.

ثانيًا: الاسترجاع.

ثالثًا: الاستغفار.

رابعًا: مجاهدة النفس.

خامسًا: الاستعاذة بالله من شر الوسواس.

سادسًا: العلم اليقيني بأن هذه الوساوس حيلة شيطانية لصرفك عن العبادة.

سابعًا: تأكدك بأنها مجرد خطرات شيطانية لا تضرك أبدًا، ولا تنقص من أجرك شيئًا.

ثامنًا: علمك بأن الاستمرار في هذه الخواطر وتصديقها قد يؤدي مستقبلًا للرياء الحقيقي، وهو تزيين العمل من أجل الناس.

تاسعًا: لا بد من توضيحٍ لأمرٍ يلتبس على بعض العباد؛ وهو حقيقة الرياء المُحبط للعمل، والفرق بينه وبين مجرد الخطرات؛ فالرياء الحقيقي هو إما العبادة من أجل الناس، أو تزيين العبادات لأجل نيل مدح الناس؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، وأنت لست من هؤلاء.

أما مجرد الخطرات، فلا يُلام عليها من لم يحولها إلى عمل.

عاشرًا: سُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الحديث الذي يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عُفيَ عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))؛ فقال: "الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا الحديث صحيح المعنى، وإن كان في سنده ما فيه، لكن تشهد له نصوص الكتاب والسنة، فالخطأ معفو عنه معذور به الإنسان؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال الله: قد فعلت، وكذلك النسيان؛ لهذه الآية وكذلك الإكراه لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النحل: 106]، هذه نصوص عامة تشمل كل ما يقع من خطأ أو نسيان أو إكراه".

وأنت كذلك مُكره على هذه الوساوس من غير قناعة منك؛ ولذا فلا إثم عليك، ولكن عليك مجاهدة نفسك بالتخلص منها؛ حتى لا تتحول لمرض أخطر منها.

الخلاصة: إنك لست منافقًا ولا مرائيًا، ولكن الشيطان يُريد صدك عن العبادة بالوسوسة بالرياء، فاحذر مكْرَه، واستعذ بالله من شره.

حفظك الله، وأعاذك من شر الوسواس الخناس، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.