أستراليا تستقبل مودي بالتركيز على التجارة والتغاضي عن حقوق الأقليات

منذ 1 سنة 109

تسعى الحكومة الأسترالية لكسب الهند تجاريا وكشريك قوي قادر على مواجهة النفوذ الصيني العسكري والدبلوماسي والاقتصادي المتزايد في منطقة الهادئ.

تعهّدت أستراليا الثلاثاء السعي للانتقال في العلاقات مع الهند "إلى المرحلة التالية" خلال استقبالها رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي يجري زيارة تركّز كانبيرا فيها على التجارة وتتفادى توجيه انتقادات لحكومته.

وتسعى الحكومة الأسترالية لكسب الهند تجاريا وكشريك قوي قادر على مواجهة النفوذ الصيني العسكري والدبلوماسي والاقتصادي المتزايد في منطقة الهادئ.

وسيخاطب مودي الثلاثاء حشدا من أنصاره في ملعب في سيدني يتسع لـ21 ألف شخص في حدث سيحضره رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.

ويعدّ حضور ألبانيزي تعبيرا شخصيا غير مألوف عن الدعم لمودي، وهو زعيم قومي يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل وانتُقد لتراجع الديموقراطية في عهده وتمييزه ضد غير الهندوس.

وشدد نائب رئيس الوزراء الأسترالي رتشارد مارلز على "التوافق الاستراتيجي" بين أستراليا والهند.

وقال لشبكة "أيه بي سي" للبث "تمنح (الزيارة) حقا الفرصة للانتقال بالعلاقة إلى المرحلة التالية"، في تكرار لتصريحات صادرة عن مودي.

وبدأ مودي الاثنين أول زيارة له إلى أستراليا منذ العام 2014، عندما وصل إلى السلطة.

وخلال العقد الأخير، كان أداء الهند الاقتصادي مختلطا إذ ارتكبت البلاد أخطاء أثّرت سلبا على النمو رغم أن مئات ملايين السكان انتُشلوا من الفقر.

واليوم، باتت ثاني اقتصادات مجموعة العشرين لجهة سرعة النمو، وسوقًا يقدّر بتريليونات الدولارات.

استهداف "صارخ" للأقليات

لكن على الصعيد السياسي، باتت "أكبر ديموقراطية في العالم" أقل حرية وأكثر خطرا على معارضي مودي، بحسب إليان بيرسن من "هيومن رايتس ووتش".

وقالت إن "الحكومة التي يقودها حزب مودي بهاراتيا جاناتا تشدد قبضتها على المجتمع المدني وتستخدم قوانين قمعية لتوقيف وترهيب ناشطين وصحافيين وقادة في المعارضة وأكاديميين ومتظاهرين سلميين ومعارضي سياسات حكومية".

وتفيد مجموعات حقوقية بأن مسلمي الهند البالغ عددهم 200 مليون يعانون بشكل أكبر من التمييز والعنف منذ وصل مودي وحزبه الهندوسي القومي بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) إلى السلطة عام 2014.

ولفتت إلى أن على أستراليا أن تكون "صريحة في إثارة مسألة حقوق الإنسان مع مودي، وأن تشير إلى أن أفعال حكومته تدحض مزاعمها الدولية بشأن المحافظة على المبادئ الديموقراطية".

لكن لم تظهر أي مؤشرات على إمكانية تعرّض مودي إلى انتقادات في ملعب "كودوس أرينا" في سيدني الثلاثاء حيث أعقبت وصول مودي وألبانيزي سلسلة إشادات بالزعيم الهندي.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت أستراليا ستثير مسألة طريقة تعامل الهند مع المسلمين وغيرهم من الأقليات، رفض مارلز الخوض في تفاصيل قمة مرتقبة بين مودي وألبانيزي في سيدني الأربعاء.

"اقتصاد هائل"

يسعى البلدان إلى توسيع التجارة المتبادلة التي قدّرت بـ46,5 مليار دولار أسترالي (31 مليار دولار أميركي) العام الماضي والتي يتوقع بأن تزداد بعدما دخل اتفاق للتجارة الحرة حيّز التطبيق في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي.

وخلال زيارته إلى أستراليا، سيتوجه مودي إلى ثاني أكبر جالية في البلاد والأسرع نموا، علما أن 673 ألف مواطن مولود في الهند يعيشون في البلد الذي يبلغ عدد سكّانه 26 مليون نسمة.

وتوقّع مدير "مؤسسة الجالية الهندية الأسترالية" جاي شاه بأن تسود حالة من "النشوة" خلال التجمّع المرتقب في الملعب في سيدني الثلاثاء.

ولدى سؤاله عن المخاوف المرتبطة بطريقة التعامل مع الأقليات في الهند، قال شاه إنه لا يمكنه فهم هذا النوع من الاتهامات للهند. وأفاد فرانس برس "نحترم جميع وجهات النظر المتباينة".

لكن "مجموعات كبيرة" من أفراد الجالية الهندية تعارض طريقة تعامل حكومة مودي مع الأقليات، بحسب الناطق باسم مجلس الائمة الفدرالي الأسترالي بلال رؤوف.

وقال لفرانس برس "نشعر بقلق بالغ حيال هذه الزيارة والطريقة التي تم الترحيب به من خلالها من دون طرح أي من المسائل المثيرة للقلق في بلاده".

وتابع "تتعلّق هذه القضايا المثيرة للقلق بالإجراءات الصارخة والعلنية المتّخذة بحق الأقليات، خصوصا المسلمين، والناس في كشمير".

وأكد "نأمل أن يثير قادتنا المسألة".