علق الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون، والخبير في النزاعات الدولية، على وفاة الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية احتجاجًا على دعم بلاده لجرائم الاحتلال.
وقال مهران في تصريح لـ"اليوم السابع" إن ما قام به هذا الجندي الأمريكي يعكس مدى الاستياء العميق داخل المجتمع الأمريكي والعالم من الدور الذي تلعبه أمريكا في دعم الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن تصرف هذا الجندي يعبّر عن رفض جزء كبير من الشعب الأمريكي للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بدعم من حكومتهم.
وأكد أن ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني يُعد انتهاكًا صارخًا لأبسط قواعد القانون الدولي، مشددا علي أن إسرائيل ارتكبت جرائم ابادة جماعية بشكل واضح، كما تنتهك بشكل ممنهج حظر استخدام القوة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلي انتهاك اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات.
وأضاف الخبير الدولي أن كل ذلك يدخل ضمن تعريف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يعاقب عليها القانون الدولي الجنائي، لكن دون جدوى بسبب حصانة الولايات المتحدة وحمايتها لإسرائيل.
وأشار الدكتور مهران إلى الدور السلبي الذي تلعبه الولايات المتحدة في تعطيل جهود مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين في فلسطين، لافتا إلي أنه مازال يتكرر سيناريو منع إصدار أي قرار يدين إسرائيل باستخدام الفيتو الأمريكي، في إهدار صارخ لمسؤولية المجلس ودوره في حفظ السلم والأمن الدوليين.
واستطرد: "للأسف، تتحكم أمريكا في عمل المجلس وتوجهه لخدمة مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل على حساب معاناة ودماء الشعب الفلسطيني.. وأمام هذا الواقع المرير، يتعين اللجوء لآليات قانونية بديلة كالجمعية العامة والمحكمة الجنائية الدولية، وفرض كل الدول بشكل احادي عقوبات اقتصادية وسياسية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في ظل فشل مجلس الأمن".
واستكمل مهران قائلا: "رغم مرور عقود على غطاء الحصانة الأمريكية لإسرائيل، إلا أن هناك الآن موجة غضب شعبية واسعة داخل الولايات المتحدة ضد هذه السياسة الأحادية المتحيزة"، ومضيفاً: لقد آن الأوان لكي تستمع الإدارة الأمريكية لنداءات شعبها الرافضة لهذا الوضع المخزي، فلا يمكن أن تظل أمريكا في موقع المتهم المتواطئ مع جرائم ضد الإنسانية دون أدنى مسؤولية أخلاقية.
وحذر من تفاقم هذه الموجة مع كل جريمة ترتكبها إسرائيل، الأمر الذي سيدفع في النهاية إلى إعادة النظر في الدور الأمريكي المشبوه تجاه القضية الفلسطينية، مشددا علي أن الشعوب لن تقبل الظلم إلى الأبد.. والحقيقة لابد أن تنتصر في نهاية المطاف مهما طال الزمن.. وبذلك سوف تنهي امريكا علي نفسها.
وشدد أستاذ القانون الدولي على ضرورة اعادة المسؤولين الأمريكيين النظر في سياساتهم الأحادية الجانب تجاه إسرائيل، وأن يقفوا موقف الحياد الذي يليق بمكانة أمريكا كدولة عظمى، ومناشدا المجتمع المدني الأمريكي ممارسة المزيد من الضغوط لوقف هذا الوضع غير القانوني وغير الأخلاقي الرافض لكل قيم العدالة والإنصاف.