قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية وخبير دراسات الأمن القومى، إن أي دولة لديها بعد للأمن القومى فمصر تتحرك في الاتجاهات التي تمثل تحديا للأمن القومى في مناطق نفوذه، وهى بالنسبة لمصر تأتى في أربعة محاور تحديدا دول الجوار الإقليمى ودول حوض النيل والحدود الشمالية الشرقية ودول شرق المتوسط، وهذه المحاور تمثل نقاط الارتكاز في التحركات الاستراتيجية والاتجاهات الرئيسية للتعامل المصرى من أي تحديات واردة من هذه الجبهات.
أضاف فهمى، أن هذه التحديات تتنوع بين تحديات آنية مثل ما يحدث في السودان وتحديات مؤجلة مثل ما يحدث في ليبيا وتحديات متكررة مثلما يحدث في فلسطين، موضحا أن أجهزة الدولة وضعت خططا استشرافية للتعامل مع هذه التحديات إذ يجب عليها ألا تنتظر لحدوث أى طارئ حتى تتحرك، وإنما يتم التعامل مع ما يحدث وما هو متوقع، موضحا أن هناك دور في هذا الصدد لأجهزة المعلومات إلى جانب التحرك الرئاسي ممثلا في الدبلوماسية الرئاسية والتي يمثلها الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن مصر رتبت لتأمين حدودها الغربية مع ليبيا، فمثلا تم إنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية، كما حددت مصر الهدف الاستراتيجيى في ليبيا وهو خط سرت الجفرة، وهو ما أمن الوضع في ليبيا هذا إلى جانب الاستعداد لأى خطر إرهابى مفاجئ على الحدود، وفى الجنوب قامت مصر بإنشاء قاعدة برنيس العسكرية، وهى قاعدة كاملة تمثل رأس حربة لمواجهة أى تهديدات تأتى من الجنوب وأى خطر وارد.
وأوضح أن مصر طورت أسطولها البحرى إذ تمتلك أسطولا مصنفا رقم 4 على العالم، كما أنها استمرت في تطوير بنية القوات المسلحة وخطة التطوير جارية ومستمرة وهى خطة شاملة لم تقتصر على سلاح بعينه في إشارة إلى أن الجيش المصرى محترف ومصنف عالميا بما يملكه من إمكانيات وقدرات، كما قام بعدد من التدريبات المشتركة مع دول صديقة ودول شقيقة.
وأكد أن مصر قامت بتأمين كافة اتجاهاتها الاستراتيجية ولم تقتصر على جهة محددة، كما أشار إلى الدور المتميز لأجهزة الدولة التي نجحت في إدارة الأزمة في السودان وإجلاء رعايا مصر حتى وصولهم للوطن، بالإضافة إلى الاتصالات التي أجراها الرئيس السيسى بنفسه حيث جرت اتصالات مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير وكذلك رئيس وزراء إنجلترا والأمين العام للأمم المتحدة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما يميز التحرك المصرى أن مصر دولة تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف سواء في ليبيا أو في السودان أو في فلسطين، وتمتاز بعلاقات جيدة مع الكل وهدفها الأول والأخير هو استقرار دول الجوار ولا تتدخل في شئونها الداخلية.