أزمة جديدة بين فرنسا وإسرائيل بعد اعتقال موظفين في قنصلية باريس داخل كنيسة في القدس

منذ 2 أسابيع 31

(CNN) -- أدانت فرنسا الاحتجاز القصير لاثنين من أعضاء القنصلية بعد أن قالت إن الشرطة الإسرائيلية اقتحمت موقعًا مقدسًا مملوكًا لفرنسا في القدس، في أحدث خلاف دبلوماسي ضمن سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تدهور العلاقات بين الدولتين.

وكان من المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مجمع كنيسة "الإيليونة" المملوكة لفرنسا، الخميس عندما وقع الحادث.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن ضباطاً إسرائيليين مسلحين دخلوا الموقع دون تصريح، واعتقلوا اثنين من موظفي القنصلية الفرنسية "على الرغم من أنهما مسؤولين يحملان صفة دبلوماسية"، مما دفع بارو إلى إلغاء زيارته.

وقال بيان وزارة الخارجية الفرنسية إنه تم إطلاق سراح الموظفين في وقت لاحق بعد تدخل الوزير.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن مشادة اندلعت بين قوات الأمن الإسرائيلية واثنين من حراس الأمن الفرنسيين "اللذين رفضا التعريف عن نفسيهما".

وأضافت أن "الشرطة اعتقلت الاثنين وأطلقت سراحهما فور تعريفهما بأنهما دبلوماسيان"، مضيفة أن ضباط الأمن الإسرائيليين كانوا يرافقون وزير الخارجية في زيارته الرسمية.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه شبكة CNN ضابطي شرطة يحاولان احتجاز أحد الرجلين الفرنسيين وهو يقول مرارا وتكرارا: "لا تلمسني"، قبل أن يتم إجباره على السقوط أرضا، ويتم القبض عليه ونقله إلى سيارة الشرطة.

يعد مجمع كنيسة الإيليونة على جبل الزيتون أحد المواقع الأربعة المملوكة لفرنسا في القدس والتي تشكل المجال الوطني الفرنسي في الأرض المقدسة وتديرها السلطات الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها ستستدعي السفير الإسرائيلي في الأيام المقبلة.

وصرّح بارو للصحفيين قائلا إن "هذا الانتهاك لسلامة الموقع الخاضع للمسؤولية الفرنسية يهدد بإضعاف العلاقات التي جئت لتعزيزها مع إسرائيل في وقت نحتاج فيه جميعا إلى المضي قدما في المنطقة على طريق السلام".

واجتمع بارو مع مسؤولين إسرائيليين الخميس حيث حث على إيجاد حلول دبلوماسية لإنهاء الحربين في غزة ولبنان وسط دعوات متكررة لوقف إطلاق النار، في أعقاب تصاعد القلق الدولي بشأن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال العام الماضي.

وتأتي الزيارة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين في أعقاب دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل لاستخدامها في غزة.

وأعربت دول أوروبية، بما فيها فرنسا، عن غضبها إزاء الضربات العسكرية الإسرائيلية على مواقع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان (اليونيفيل).

وقالت إسرائيل إنها لا تنوي إيذاء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لكنها اتهمت حزب الله باستخدام أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان كدروع بشرية.

وانتقد ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي واتهمه بـ"زرع الهمجية" في تصريحات خلال مؤتمر عقده الرئيس الفرنسي لدعم الشعب اللبناني والجيش اللبناني.

كما حاولت الحكومة الفرنسية منع شركات أسلحة إسرائيلية من المشاركة في معرض في باريس في وقت لاحق من هذا الشهر، وهو القرار الذي تم إبطاله في وقت لاحق من قبل محكمة فرنسية، حسبما ذكرت رويترز.

وفي السنوات الأخيرة، وقعت عدة حوادث بين مسؤولين فرنسيين وضباط أمن إسرائيليين في المواقع التي تديرها فرنسا في القدس.

وفي عام 2020، دخل ماكرون في مشاجرة مع ضباط أمن إسرائيليين أثناء زيارته لكنيسة القديسة آن، وهي منطقة أخرى تابعة لفرنسا، حيث شوهد وهو يصرخ "لا أحب ما فعلتموه أمامي".