استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 4/12/2023 ميلادي - 21/5/1445 هجري
الزيارات: 28
♦ الملخص:
شاب يعرف فتاة عبر مواقع التواصل، أبواها منفصلان، وهي تعيش مع أبيها، وقد أخبرته أن أباها منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها يعتدي عليها جنسيًّا، وهو يريد مساعدتها، ويسأل: ما الرأي؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في مقتبل العمر، لي صديقة تعرَّفت عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أثناء حديثنا اعترفت لي بأمرٍ أصابني بالذهول؛ ذلك أن والدها اعتدى عليها جنسيًّا، وهي في سن الثالثة عشرة، صديقتي تلك والداها منفصلان، وهي تعيش مع أبيها وإخوتها الصغار، وتأتي إلى أمها لتقضي عندها أسبوعًا، بين الفينة والأخرى، والطامة الكبرى أنه تزوج ويأتي فعلته تلك حتى الآن، وهي في السابعة عشرة من عمرها، لكن بصورة أقل مما سبق، حسب قولها، والآن هي تكره كل الشباب، وتخاف من الزواج، وأشُمُّ في كلامها رائحة الرغبة في الانتحار، أريد أن أقول لها: لا تسمحي بهذا الأمر، لكن لا أعرف كيف أساعدها، فبمَ تشيرون عليَّ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد النبي الطاهر المطهَّر الأمين؛ أما بعدُ:
فإن رسالتك تحمل عُنوانًا مُفزعًا لم نكن نقرؤه قط بين الرسائل، ثم أصبحنا نقرؤه قليلًا ثم - ولله الأمر من قبل ومن بعد - كاد يكون متكررًا.
اسمع يا بني: حديثك معها ذاته أمر غير شرعي، ومَيل الجنس للجنس جِبْلَّةٌ مفطورون عليها، قد يخيِّل إليك الشيطان أنها علاقة بريئة، وحديث عابر، وباب طاعة؛ إذ إنك تُعين ضعيفًا أو ملهوفًا أو ... كل هذا من كيد الشيطان، فَلْتَهْرُبْ من هذه العلاقة أيًّا كان مسمَّاها هروبك من المجذوم؛ طاعة لله أولًا، وحفظًا لنفسك ثانيًا، لن أتهمها وأقول: إنها سترمي بلاءها عليك، وتثبت ذلك عن طريق الرسائل والمحادثات، فربما هي فعلًا في بلاء ثقيل، نسأل الله لها ولنا السلامة، لكني سأقول لك: إن هذا باب شر ومعصية ومدخل للشيطان وجرائم لا طاقة لك بها؛ فانتبه، هذا ما يجب عليك فعله حقًّا، ثم انصحها أن تتخذ من أمِّها صديقة لها، وإن كانت في مصيبة حقيقية، فأمُّها أقرب الناس لها وأولى بحل مشكلتها، غالبًا ستقول لك: إن العلاقة بينها وبين أمها لا تسمح بالمصارحة، أو إنها لن تُصدِّق، وغير ذلك، فدُلَّها على داعية مأمونة تفضي إليها بسرها، وتعمل بنصائحها، أو تحفظ سرها بينها وبين ربها، وتنتظر حكم الله فيها، لا تزِدْ على أن تدعو لها، وترحل إلى حال سبيلك، وبصراحة، فإن الهواجس حول هذه الحالات كثيرة، فكثير منهن ينجرفن مع ذئب من الذئاب، ثم تلصق المصيبة بأب أو أخ والعياذ بالله، أو أنها تفتح أمامك طريق شر لا نجاة منه، فلسان حالها يقول لك: تقدَّم فلا حواجز تمنعك.
وبعضهن فعلًا ضحايا لآباء فسقة فجرة، هذا بالنسبة لك أنت، أما بالنسبة لها ولغيرها على اعتبار صدقها؛ فأقول:
أنتِ شريكة في هذه المصيبة، لا تستمري وإن أكلتكِ كلاب الشوارع، فكلاب الشوارع أهون مما أنتِ فيه، عمرك 17 عامًا ومعكِ في البيت زوجة أبٍ وإخوة لا شك، ألَا تستطيعين الصياح، الهرب، ليتراجع؟
ليس لديَّ لكِ طريق غير التوبة ثم التوبة ثم التوبة، مهما حدث، ومهما كانت العاقبة، وعليكِ مصارحة والدكِ بتوبتكِ، حتى وإن قتلكِ، ثم أوكلي إليه أمر تزويجكِ إن استطاع ذلك فهذه مشكلته وعليه حلها، ولا أظنه يفعل؛ لأن غالب معارفه سيكونون أوغادًا مثله، وإلا فاقنعي بما يقسمه الله لكِ، وابكي على ذنبكِ، واعبدي ربكِ حتى يأتيكِ اليقين.