تاريخ الإضافة: 2/3/2023 ميلادي - 9/8/1444 هجري
الزيارات: 21
♦ الملخص:
شاب بحث كثيرًا عن زوجة صالحة بالمعنى الشرعي للكلمة؛ فتكون مطيعة لله ورسوله ولزوجها، ولا تخرج من بيتها إلا لضرورة، وتلتزم الحجاب الشرعي، لكنه لم يجد، فهو غيرُ اجتماعي، وليس ذلك النوع من الفتيات في بيئته، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا شابٌّ مهندس، تخرَّجت منذ ثلاث سنوات، أَبحث عن زوجة صالحة، ذهبت لرؤية فتيات كثيرًا من كليات مختلفة، ومنهنَّ طبيبات، تفكيرهنَّ متقاربٌ في نظرتهنَّ لعمل المرأة وقرار البنت في بيتها بحججٍ واهية؛ من مثل: (كيف أتعلم ثم ألزم بيتي؟ غدر الرجال، لم ألزم بيتي؟ ...)، ومن ثَم أُريد فتاة تطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، تخرُج من بيتها لحاجة فقط، ملتزمة بالحجاب الشرعي، مُطيعة لزوجها، مُحبة للدين وللبيت ولتربية الأبناء، أهذا مستحيل؟! أغلب الناس يقولون لي: أنت لن تجد ما تريد، أنت تجعل الأمور عسيرة، أنا لستُ اجتماعيًّا، والبيئة التي أنا فيها لا يوجد فيها بنات ملتزمات، وأدعو الله كثيرًا أن يرزُقَني الزوجة الصالحة، أريد نصيحة تساعدني، وهل أنا متشدِّد في تفكيري في خروج المرأة وعملها؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فرسالتك واضحة جدًّا وجوابًا أقول لك مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: تُشكَر كثيرًا على حرصك على تطبيق شرع الله في قرار المرأة في بيتها وعدم خروجها منه إلا للضرورات، ويدل لذلك قوله سبحانه: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].
ثانيًا: الذين أنكروا عليك آراءَك، أنكروا بحسن نية؛ لأن هذا هو العرف السائد الآن.
ثالثًا: إن وجدت امرأة صالحة تعمل في مكان غير مختلط بالرجال، فلا بأس بذلك.
رابعًا: ما دُمت نويت نيةً صالحة، فأبشِر بالخير إن شاء الله ستجد ما تتمناه، لكن قد يتأخر بعض الشيء، والله سبحانه وعد من يتقيه ويتوكل عليه بالفرج وتيسير أموره؛ قال عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].
خامسًا: من الأسباب المهمة لتحصيل الرزق - ومنه الزوجة الصالحة - الآتي:
١- التقوى.
٢- التوكل.
٣- الدعاء.
٤- الاستغفار.
٥- الاسترجاع كلما تعسَّر الأمر.
٦- بذل الأسباب والبحث الجاد.
٧- اليقين بالفرج وعدم اليأس.
سادسًا: الشارع الحكيم لا يشرع شيئًا إلا لحِكمٍ كثيرة علِمها مَن علِمها، وجهِلها مَن جهِلها، ومن ذلك شرْعُه قرارَ المرأة في بيتها، فقد ثبت من وقائعَ كثيرة أن الزوجات ربات البيوت هنَّ في الغالب الأكثر سعادةً، والأحسن خدمةً للزوج، والأفضل تربيةً للأطفال.
سابعًا: ذكرتَ أن التفكير النسوي هو السبب في إصرار النساء على الخروج للعمل، وليس الأمر كذلك على الإطلاق؛ لأنه توجد نساء صالحات لم يتلوَّثنَ بالفكر النسوي، ويعملنَ خارج المنزل، ولم يُخرجهنَّ إلا الأوضاعُ الاقتصادية المتردِّية.
ثامنًا: سألتَ: هل أنت متشدِّد بإصرارك على عدم خروج زوجتك للعمل، فأقول: لا، لست متشددًا، فأنت تلتزم بشرع حكيمٍ عليه أدلة من الكتاب والسنة.
تاسعًا: لا تأخُذْك العجلة والفرحةُ إذا وجدت زوجة قارَّة في البيت، فاسأل عن دينها وأخلاقها، وأخلاق أُمها، واشترِط عليها القرار في البيت، وبيِّن لها سببَ اشتراطك؛ حتى لا تحدُث مشاكل مستقبلية بينكما في حالة حصولها على العمل.
حفِظك الله ورزَقك زوجة صالحة تَقَرُّ بها عينُك وتُسعدها.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.