السؤال:
السلام عليكم أنا شاب عمري25 أريد الزواج من فتاة منتقبة ملتزمة وأخبرت والدتي بذلك وقلت لها لن أقبل بغير ذلك ورغم ذلك تأتيني بفتيات متبرجات لا يعرفن دينهم وأرفض واخواتي يصدوني، وأنا كنت أعرف فتاة من أيام الدراسة وعرصتها علي أمي وقلت أريد هذه تواصلي مع أهلها وأبت ذلك ماذا أفعل لأنني لا أتخيل مع متزوج بفتاة غير منتقبة
الإجابة:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فقد رغب رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم – في الزواج بصاحبة الدِّين، فقال - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة، رضي الله عنه -: ((فاظْفَر بذات الدِّين ترِبَتْ يداك))، وقال: ((المَرْأة تُنْكَح على دينِها ومالِها وجَمالها، فعليْك بذات الدين ترِبت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.
والظَّفر في اللغة: هو نِهاية المطْلوب وغاية البُغْية؛ قال الحافِظ ابنُ حجر: "والمعنى: أنَّ اللاَّئق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه في كلِّ شيْءٍ، لاسيَّما فيما تطول صحبتُه، فأمره النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بتحْصيل صاحبةِ الدِّين، الذي هو غاية البغية".
وقال الشَّوكاني في "النيل": "ولهذا قيل: إنَّ معنى حديث الباب الإخْبار منه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِما يفعلُه النَّاس في العادة، فإنَّهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدِّين، فاظفر - أيُّها المسترشِد - بذات الدين".
إذا تقرر هذا فلا يجوز لك الزواج بفتاة متبرجة؛ لأن ذلك من الدياثة، ولتصر على موقفك، وحاول إقناعَ والدتك، فإن أَصَرَّت فيجوز لك أن تتزوج بغير رضاها؛ لأن طاعة الأم ليستْ مُطلقةً، وإنما هي في المعروفِ فقط، وفيما لا تعنُّت فيه،، والله أعلم.