تاريخ الإضافة: 4/11/2024 ميلادي - 3/5/1446 هجري
الزيارات: 39
♦ الملخص:
شابٌّ يحاول الاستقامة على دين الله، لكن يضايقه أهله؛ فهم لا يُصلُّون، ويسبُّون الدين، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا شابٌّ أحاول الاستقامة على أمر الله من تعلُّمِ العقيدة، والتفقُّه في ديني، لكن يضايقني جدًّا أهلي غير المستقيمين؛ فهم لا يُصلُّون إلا الجُمَع، وأحيانًا كثيرة أيضًا لا يصلُّونها، ويشاهدون المجون والفسوق على التلفاز، ويسبُّون الدِّين، وأخلاقُهم سيئة، وهم لا يتقبلون النصيحة، سيما أبي، مع أن نصيحتي لهم تكون برفق ولين، وابتسامة وتمهيد، فماذا أفعل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فنسأل الله أن يثبتك على الحق، وعلى الاستقامة، وما ذكرته من عدم استقامة والدك وأهلك، فهذا من الابتلاء، وأنصحك بما يلي:
أولًا: أكْثِرْ من الدعاء لهم بالهداية والاستقامة، وألِحَّ على الله في ذلك؛ فالله سبحانه قريب مجيب، والدعاء من أقوى أسباب تغيير الحال، ومن أقوى أسباب الهداية.
ثانيًا: عليك بمعاملتهم بالحسنى واللين، وعدم الغلظة والشدة؛ قال جل وعلا: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].
والآية دليل على صلة الأبوين الكافرين - ويدخل تحتها الفاسقان - بما أمكن من المال، إن كانا فقيرَين، ولين القول والدعاء إلى الإسلام برفق، وقد قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد قدمت عليها خالتها، وقيل أمها من الرضاعة، فقالت: ((يا رسول الله، إن أمي قدمت عليَّ وهي راغبة، أفأصِلُها؟ قال: نعم)).
ثالثًا: الاستمرار بالنصح، ولو غير مباشر مع اللين والرفق، ومحاولة الاستعانة بعد الله بما يؤثر فيهم، وما يناسبهم؛ كإرسال رسالة عامة مؤثرة، أو مقطع مؤثر، أو إدخال قريبٍ يُوجِّههم من بعيد.
رابعًا: ضرورة التفاؤل بصلاحهم، وعدم اليأس، وكثرة الصدقات المادية أو المعنوية للخَلْقِ عنك وعنهم؛ فإن الصدقة مما يدفع البلاء.
خامسًا: قَدْرَ ما تستطيع، كُنْ قدوة حسنة بأفعالك.
سادسًا: وهذا من الأمور المهمة، أكْثِرْ من ذِكْرِ الله في منزلكم؛ حتى تعم السكينة، وترحل الشياطين.
أسأل الله لبيوتنا جميعًا السكينة والأمن، والسلامة والهداية والسلام.