السؤال:
مرات استيقظ ومرات لا اريد ان استيقظ لصلاة الفجر دائما برغم أنني انام ٧الى٨ساعات لاكن عندما افعل المنبه لا استيقظ اطفئه ولا استيقظ ،هاذ يصيبني بالحزن والإحباط وحتى باقي الصلوات لا اياديهم في وقتهم أما عندما استيقظ اكون نشيطة واقرا اذكار الصباح واقرا القرآن واعود بعدها للنوم لاكن عندما لا استيقظ يفوتني موعد الاذكار وقراءة القرآن بسبب اعمال افعلها في الصباح للمعرفة لايوجد من يوقضني لصلاة الفجر الا نادرا فعائلتي لا تستيقظ الا نادرا وعندما انهظ انا ايقضهم ارجوك اريد حلا سريعا
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن تأمل الشريعة الإسلامية المبنية على رفع الحرج، علم أن الوقت الذي أوجب الله على العبد الصلاة فيه، هو وقت الذكر والانتباه، حتى لو كان بعد خروج وقت الصلاة، وأن من فعلها في هذا الوقت فقد فعلها في الوقت، وأنه ليس بمفرط ولا مضيع لها.
وهو ظاهر الأحاديث الصحيحة؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك"، ولمسلم: "إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله عز وجل يقول: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]".
فالنائم لم يؤخر الصلاة عن وقتها، بل وقتها المأمور به لمثله، حين يستيقظ، ويذكرها؛ كما قال روي عن أبي قتادة قال: ذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - نومهم عن الصلاة، فقال: إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها"؛ رواه أبو داود رواه النسائي والترمذي وصححه.
روى مسلم عن أبي قتادة في قصة نومهم عن صلاة الفجر، قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: "أما لكم في أسوة"، ثم قال: "أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها"، وفيه من حديث عن عمران بن حصين فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه الذي أصابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضير ارتحلوا"، وذكر الحديث، وقوله: "لا ضير": أي لا ضرر عليكم في هذا النوم وتأخير الصلاة به.
وقد أجمع أهل العلم على أن النائم ليس بمكلف حال نومه.
إذا تقرر هذا، فلا ذنب على من غلبه النوم عن صلاة الفجر؛ بشرط أخذ التدابير اللازمة للاستيقاظ، ومن أهمها:
النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، وتوصية الجيران أو الأصدقاء بالاتصال
ومنها بل من أهمها العمل على تقوية إيمانك، بالحفاظ على الواجبات، واجتناب المنهيات، والحفاظ على أوراد ثابتة من قراءة القرآن العظيم، والأذكار النبوية.
فإن عجزت عن كل هذه الوسائل، لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، فلتطرحي نفسك بين يديه على بابه، مستغيثة به سبحانه، متضرعة، متذللة، مستكينة، فمتى وفقتِ لذلك فقد قرعت باب التوفيق،
هذا؛ والله أعلم.