أرفض الخطاب المتزوجين

منذ 1 سنة 182

أرفض الخطاب المتزوجين


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/11/2023 ميلادي - 9/5/1445 هجري

الزيارات: 32



السؤال:

الملخص:

امرأة مطلقة، لم تكن تقبل أن يكون الخاطب متزوجًا، لكن احتياجها للزواج والإنجاب، جعلها تتنازل عن ذلك الشرط، وقد تقدم إليها خاطب متزوج؛ حيث زارتهم أمُّه وأخته، وخرجتا والقرار النهائي عدم الموافقة، ثم بعد ذلك بأسبوع، أراد الخاطب أن يأتي للنظرة الشرعية، وهي في حيرة من أمرها بين الموافقة والرد، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا امرأة مُطلَّقة، يتقدم إليَّ الخُطَّاب منذ انتهاء عِدة طلاقي، كنت أرفض المتزوجين منهم، ثم بدأت أوافق على أي خاطب – متزوجًا كان أو عزبًا – إن وافق على شروطي، التي لم يقبلها أيٌّ ممن تقدموا إليَّ، ثم إنه تقدَّم إليَّ خاطب متزوج، منذ شهرين؛ حيث زارتنا أمه وأخته، ولما خرجوا من عندنا، كان رأيهم مستقرًّا على عدم الموافقة، وأن الزواج رزق ونصيب، وبعد أسبوع كلمت والدتُه والدتي كي يتقدم، وينظر النظرة الشرعية، أنا في حَيرة من أمري، هل أوافق أو لا؟ أخشى أن يأتي للنظرة الشرعية، ثم يذهب بلا رجعة، وفي الوقت نفسه أخشى أن أرفض ثم أندم؛ فأنا في حاجة للزواج والإنجاب.

الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإني ألمح بين السطور ملامحَ اليأس وهو يتسلل إلى قلبكِ، وخيبةَ الأمل تغزو أفكاركِ؛ فمعالم القلق واضحة في عرضكِ للسؤال؛ ولذلك أوصيكِ بحسن الظن بالله تبارك وتعالى، واعتماد القلب عليه، والثقة بحسن تدبيره جل في علاه.

وتحرَّي - يا أختي الفاضلة - أوقاتَ إجابةِ الدعاء، وانثُري مخاوفكِ وحاجاتكِ بصدقٍ بين يدي الله سبحانه، وأنت ترجين منه التوفيق والسعادة؛ فلا مانع لِما أعطى، ولا مُعطِيَ لِما منع، ومنه سبحانه يُستمَد العون وتُطلب السَّكِينة، وبيده سبحانه مفاتيحُ الفَرَج، وإذا شاء أنعم على الإنسان، وأنزل السكينة والطمأنينة على قلبه.

ثم اعلمي أن هناك صفاتٍ يملكها الإنسان تساعد في اقتراب الآخرين منه، وترفع من استحقاقه للفرص الجيدة؛ ولذلك اهتمي بأمر دينكِ وأخلاقكِ، وأقبلي على مصالحكِ، وقومي بالحقوق الواجبة عليكِ، واتخذي المسلك الوسط فيما تضعين من شروط ومواصفات لقبول الخاطب؛ فلا مبالغة في رفع سقف المواصفات، ولا هبوط؛ خشيةَ فوات الفرص.

ولا شكَّ أن الإنسان يسعى لإصلاح أموره، ولكن عليه ألَّا يعميه القلق والخوف عن اتخاذ القرار المناسب، وأن يستفيد من تجربته السابقة، فلا يقع في الأخطاء من جديد، بل يأخذ من تجرِبته السابقة الدروسَ المفيدة لبناء علاقة زوجية هادئة ومتماسكة؛ وعليه كذلك ألَّا يستصحب آلامه السابقة في علاقته الجديدة، وأن يجتنب وضع الشريك الجديد على ميزان المقارنة مع السابق، فكلٌّ له صفاته وطبيعته وأخلاقه، والظروف تختلف من وقت إلى آخر.

واعلمي أن هذا الوضع المتمثِّل بقدوم الخُطَّاب ثم انصرافهم أمرٌ طبيعي، ويتكرر حتى على الفتاة البِكر؛ ذلك أن ظروف المتقدمين وأمزجتهم وأهواءهم متفاوتة، وكلٌّ يبحث عن شبيهه في الحياة، والأقرب إلى منهجه وسلوكه، وما يرتاح إليه؛ فلا تعتبري انصرافهم قادحًا في جمالكِ وأخلاقكِ، وإنما هو من باب اختلاف الطبائع والأذواق، المهم أن تحذري من تأثير هذا الأمر على سلامتكِ النفسية، وألَّا تجعليه يهُزُّ من ثقتكِ بذاتكِ وقدراتكِ.

ولا تنسَي الامتثال لتوجيه رسولنا الكريم، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم في مثل هذه الحالات؛ عن جابر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلِّها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركَعْ ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجِله - فاقدِره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدِر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به، ويسمِّي حاجته))؛ [رواه البخاري].

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.