أرسلت إليه صوري بدون حجاب ثم ندمت

منذ 10 أشهر 156

أرسلت إليه صوري بدون حجاب ثم ندمت


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/1/2024 ميلادي - 21/6/1445 هجري

الزيارات: 459


السؤال:

الملخص:

فتاة تعرفت على أستاذ إسلاميات، أقنعها بالتعارف والتحادث قبل أن يتقدم إليها، ثم تماديا في الحديث، حتى إنها أرسلت إليه صورها دون حجاب، ثم إنها قطعت ما بينهما، وتسأل: هل تنتظر وعده لها بالخطبة أو تقبل من يتقدم إليها إن كان مناسبًا؟ وهل يؤاخذها الله بما فعلت إن وافقت على الزواج من غيره؟

التفاصيل:

تعرفت مؤخرًا على شخص على الفيسبوك، هو أستاذ إسلاميات، يبدو محترمًا، لكن الشيطان تمكَّن منَّا؛ فقد أخبرني أنه يريدني زوجة له، لكن في البداية نتعارف ونتحادث، ثم يأتي إلى بيتنا ليطلب يدي من أهلي، لم أتوقع يومًا أني سأوافق؛ لأني لطالما رفضت أي علاقة تبعدني عن الله عز وجل، وافقت وتحدثنا على الواتس مدة ليست طويلة، في هذه المدة طلب مني صورًا بدون حجاب، في البداية لم أوافق، لكنه أقنعني أنها بمثابة الرؤية الشرعية من أجل الخِطبة، لا أعلم كيف وافقت، أرسلت له بعض صوري بدون حجاب فقط لا غير، عانيت بعدها من عذاب الضمير، وشعرت بعدم الارتياح في الحديث معه؛ لأننا تمادينا في الحديث كثيرًا؛ إذ كان يرسل لي رسائل يشرح فيها ماذا سنفعل ليلة زواجنا، لا أعلم ماذا حدث وجعلني أتمادى معه في الحديث، لكني غير مرتاحة، فأخبرته بذلك، وقررت أن أقطع هذه العلاقة؛ لأني أخاف غضب الله، وأعلم أني عصيته واستغفرت ربي كثيرًا، قال لي إنه سيتقدم لخطبتي، لكن ليس بالسرعة التي كان يعدني بها، ولا أدري ما السبب، سؤالي: هل أوافق في حال تقدَّمَ لي شخصٌ قبله، رغم كل ما فعلته، ورغم صوري التي أرسلتها إليه؟ وهل سيؤاخذني ربي إذا وافقت على الزواج من شخص غيره؟ وهل أرفض من يتقدمون إليَّ منتظرة إياه؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: لا ريب أنكِ أخطأتِ خطأً جسيمًا بتماديكِ في العلاقة برجل لا تعرفين حقيقة دينه ولا أخلاقه، وربما أنكِ انخدعت بمعسول كلامه، وربما أنكِ ساهمتِ في فتنته بكِ، فعليكِ التوبة الصادقة إلى الله سبحانه من كل ما حصل منكِ.

ثانيًا: لا يبدو أنه خاطب جادٌّ، بل الأقرب أنه كذَّاب ومتلاعب بمشاعركِ، ومستغل لعواطفكِ الرقيقة، فاحذريه وخذي درسًا مستقبليًّا بعدم الثقة بهؤلاء الذين يأتونكِ عن طريق وسائل التواصل؛ فهم أصلًا لا يثقون بكِ كزوجة صالحة، وإنما يستغلون عواطف بنات المسلمين لاستغفالهن، والتسلي بهن، وربما لتحقيق مآرب وشهوات عفنة.

ثالثًا: الخاطب الجاد يطرق باب الأهل أو جوالهم، ولا يطلب صورًا، بل يطلب رؤية شرعية بحضور مَحْرَمٍ لكِ، وليس بهذه الطرق الملتوية المسمومة.

رابعًا: ومن صدق توبتكِ أن تقطعي كل وسيلة قد توصلكِ به، أو توصله بكِ، ومن ذلك أن تعطيه حظرًا، وأن تلغي رقم جواله، وأن تغيري رقم جوالكِ، وأن تخرجي من كل وسيلة تواصل قد توصلكِ به أو توصله بكِ؛ مثل مواقع الدردشات والفيس بوك وغيرها.

رابعًا: انتظاركِ لخطبة مثله لكِ نوع من العبث والسَّفَهِ، وتعليق لقلبكِ بالسراب الخادع، وحرمان لكِ من الزوج الصالح.

خامسًا: ومن العجيب جدًّا سؤالكِ: هل سيؤاخذكِ ربكِ على عدم انتظاره وعلى الزواج من غيره؟ وهو يدل على ورع، ولكنه مبني على انخداع وجهل، بل من الواجب والورع الصحيح نبذُ هذا وأمثاله، والحذر الشديد منهم ومن مكرهم.

سادسًا: أما سؤالكِ عن صوركِ، فقبل إلغاء جواله، أرسلي له بأنكِ طابت نفسكِ منه، وبطلب مسحها، وأنكِ لا تحللينه أبدًا ببقائها عنده أو نشرها، ثم احظريه فورًا وامسحي رقمه؛ حتى لا يشغلكِ بالتهديد الكاذب بالصور أو بالدعاء الباطل عليكِ.

سابعًا: وأهم من هذا كله وأعظم منه أن تدعي الله سبحانه وأنتِ واثقة أن يكفيكِ شره.

حفظكِ الله، وحماكِ من مكر الماكرين وزيف المتلاعبين، ورزقكِ زوجًا صالحًا تقر به عينكِ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.